نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنة الإشرافية العليا على سوق عكاظ التاريخي اليوم فعاليات سوق عكاظ في دورتها الخامسة لهذا العام، بحضور أعضاء اللجنة الإشرافية العليا على السوق، وهم: صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار، وسمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وأمين اللجنة الإشرافية الدكتور سعد مارق، وبحضور نخبة من المسؤولين والشخصيات ورجال الإعلام والمثقفين والفنانين. وتنطلق اليوم أعمال سوق عكاظ في نسخته الخامسة بمشاركة عدد كبير من الأدباء والمثقفين والأكاديميين من داخل المملكة وخارجها، فضلًا عن عدد كبير من الحرفيين المشتغلين في الصناعات التراثية القديمة، وذلك بموقع السوق في منطقة العرفاء في محافظة الطائف. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية أن (سوق عكاظ سيواصل هذا العام أداء رسالته الإنسانية والحضارية والتنموية، والتي تنطلق للعالم برؤية مستقبلية من أرض الحرمين ومهد الحضارتين العربية والإسلامية، ترعاه قيادة حكيمة رشيدة، آمنت بأن العلم والإيمان لا يختصمان إلا في النفوس المريضة، وتعهدت بالعمل بلا كلل ولا ملل، لصناعة الغد السعودي المشرق بالرفاه، المزدهر بالمحبة والتسامح، الفخور بعقيدته وإيمانه). وأكد الأمير خالد الفيصل أن سوق عكاظ يستمد نهجه من رؤية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التي جسّدتها دعوته الصادقة والمخلصة إلى تبني التعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والصداقة محل الصدام، للدفاع عن الإنسانية في مواجهة التطرف والكراهية، عبر تبنيه تلك المفاهيم من خلال أنشطته وبرامجه الثقافية والعلمية والفنية والتراثية. وقال أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ: إن تنمية الثقافة والفكر والأدب وتشجيع العلوم والمعارف الحديثة ورعاية الموهبة وتشجيعها طريقنا نحو بناء الحضارة الإسلامية الجديدة، لنؤكد للعالم أجمع أن الإسلام دين ودنيا، وأن المسلم جهاده الأول في بناء الإنسان وتعمير الأوطان، سلاحه العقل والقلم، وشعاره: «اقرأ باسم ربك الذي خلق». وشدّد الأمير خالد الفيصل على أن سوق عكاظ هو محفل للفكر ومنتدى للحوار، وحاضنة للإبداع والتميز للمثقفين والمفكرين والأدباء والشعراء، داعيًا إياهم ورجال العلم والمعرفة إلى احتضان سوق عكاظ ورعايته، كما يجهد هو لاحتضانهم ورعايتهم، من خلال حرصهم على المشاركة في أنشطته وبرامجه، وإثرائه بعطاءاتهم وإبداعاتهم المتميزة، مؤكدًا أن نجاح السوق سيحسب للمشاركين فيه من الأدباء والشعراء والمبدعين والحرفيين قبل أن يحسب للعاملين على تنظيمه وإعداد أنشطته وبرامجه. وعبّر أمير منطقة مكةالمكرمة عن ترحيبه وجميع اللجان العاملة في السوق بجميع المشاركين في أنشطة وبرامج سوق عكاظ من داخل السعودية وخارجها، كما رحب بجميع زوار السوق من أبناء محافظة الطائف أو من القادمين من مختلف مناطق المملكة. تنمية الإنسان والمكان من جانبه، أكد الدكتور سعد بن محمد مارق أمين اللجنة الإشرافية، أن سوق عكاظ يجسّد تطلع سمو الأمير خالد الفيصل إلى أن يكون السوق لبنة أساسية في تنفيذ الخطة العشرية واستراتيجية تطوير منطقة مكةالمكرمة، المرتكزة على بناء الإنسان وتنمية المكان، وصولًا إلى تحقيق الهدف المنشود ببلوغ المنطقة وإنسانها مكانتهما المستحقة في العالم الأول، في جميع مجالات التنمية البشرية والعمرانية. وقال بن مارق: لذلك، فإن سوق عكاظ لا يسعى فقط إلى أن يكون واحدًا من أبرز المناسبات الثقافية والأدبية والتراثية السعودية، بل يتطلع إلى الأفقين العربي والعالمي، كما يسعى إلى التعبير الجلي عن التطور الذي تشهده بلادنا في هذه المرحلة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والصناعية والثقافية. مستطردًا: بدأ سوق عكاظ اليوم يستعيد دوره التاريخي كحاضنة للإبداع الثقافي والأدبي والشعري، وكذلك الإبداع الفني بإقامة العروض المسرحية والمعارض الفنية، إلى جانب إحياء الموروث الوطني ودعمه وتشجيعه والمحافظة عليه، كما بدأ في مد جسوره للغد عبر برنامج «عكاظ المستقبل» الذي يسعى إلى نقل المعارف الحديثة والعلوم التقنية إلى المتلقي العادي، والتعريف بإسهامات المملكة فيمها لزوار المهرجان والمهتمين بهما. ونوه بأن السوق مشروع إنساني حضاري تنموي، يهتم بتنمية الإنسان والمكان، ويسهم في الارتقاء بالثقافة والأدب والتراث والفنون بأنواعها، وحتى بالنشاط التجاري، من خلال توفير فرص عمل للشباب أو رعاية الحرفيين والأسر المنتجة والمزارعين، وغيرهم، وتشجيع وتنمية العمل التطوعي وتأصيله في المجتمع، مشددا على أن السوق يتطور مرحليًا عامًا بعد آخر بتراكم الخبرات وبناء القدرات البشرية، واكتمال الإنشاءات المعمارية في موقع السوق، وتعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات. وأفاد بن مارق بأن سوق عكاظ سيقدم لزائريه في هذا العام برنامجًا متكاملًا يضم عناصر عدة -فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية- تعبّر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، من خلال مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، مشيرًا إلى تكاتف جهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح سوق عكاظ عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة، في مقدمتها إمارة منطقة مكةالمكرمة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإعلام، إضافة إلى محافظة الطائف، مؤكدًا حرص جميع هذه الجهات على تطوير القديم وتقديم الجديد كل عام، لإثراء الزائر، ومنحه الفائدة والمتعة في آن معًا. وأوضح أن البرامج الثقافية لسوق عكاظ في هذا العام تشتمل على مجموعة من المحاضرات والندوات والأمسيات الثقافية والأدبية والعلمية تستمر لثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب، كما أن برامج سوق عكاظ تتضمن برنامج «جادة سوق عكاظ» والذي يشتمل على مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي، إلى جانب نماذج من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديمًا، لافتًا إلى أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تتولى الإشراف على تقديم هذه الأنشطة. وأفاد الدكتور مارق بأن سوق عكاظ سيشهد «معرض الكتاب الإلكتروني» والذي سيشارك فيه عدد من الناشرين ممن يقدمون خدمة النشر والبيع الإلكتروني، كما يستضيف عددًا من المهتمين بالنشر الإلكتروني في العالم العربي واتحاد الناشرين العرب، إلى جانب عقد ثلاث ندوات متخصصة في هذا المجال، تركز على موضوعات حقوق المؤلف والنشر الإلكتروني، وتقويم التجربة العربية في نشر الكتاب إلكترونيًا، واستعراض تجارب دولية ناجحة في هذا المجال، وأما فيما يتعلق ببرنامج «الكتّاب» فهذا البرنامج يقام للسنة الثانية على التوالي وسيوفر الفرصة لعدد من المفكرين والكتّاب العرب لعرض تجاربهم في مجال التأليف والكتابة، وتخصيص جناح لكل مفكر أو كاتب لعرض مؤلفاته، واستقبال الزوار الراغبين في اقتنائها. واشار الدكتور مارق إلى أن برنامج «عكاظ المستقبل» الذي يُنفذ للمرة الأولى في هذا العام، سوف يركز على استشراف مستقبل الإنسان، وتقديم الأفكار الثقافية والفنية والتقنية الحديثة، عبر مجموعة من الندوات والمعارض المتخصصة. وأوضح أن برنامج «عكاظ المستقبل» يتضمن محاضرة عن نقل المملكة إلى مجتمع المعرفة عبر الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، سيلقيها سمو الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إضافة إلى ثلاث ندوات متخصصة، من بينها ندوة خاصة عن تقنية النانو (Nanotechnology) وندوة أخرى بعنوان: «الإعلام وتحديات المستقبل»، فيما تتناول الندوة الثالثة موضوع «خطابنا الأدبي في عصر المعلوماتية». ونوه الدكتور مارق بمسرحية المهرجان والتي ستتناول في هذا العام شخصية الشاعر زهير بن أبي سلمى، من خلال مسرحية احتفالية جادة مدتها 30 دقيقة تُعرض على مدى خمسة أيام، وهي من تأليف الدكتور شادي عاشور، وإخراج رجاء العتيبي، وبطولة عبدالله عسيري، ويعقوب الفرحان، وتمثيل: شجاع نشاط، وعبدالله فهاد، وفيصل الحلو، ومحمد الشدوخي، وخالد الصقر، فيما سيتولى تنفيذ السينوقرافيا سعود العبداللطيف وتصميم الديكور محمد عسيري.