في الوقت الذي ألقت فيه وزارة الزراعة بمسؤولية انتشار الأحواش العشوائية للمواشي داخل النطاق العمراني على عاتق البلديات والأمانات، أوضح مصدر في أمانة منطقة الرياض عزمهم القيام بحملة شاملة لإزالة الأحواش العشوائية للمواشي بما فيها أماكن وجود الإبل بعد أسبوعين من الآن، وذلك تمهيداً لانتقالها إلى الموقع الجديد المخصص لها في منطقة العارض شرقي العاصمة. وتقوم وزارتا الزراعة والصحة بعمل استقصاء وبائي لفحص عينات من الحيوانات الموجودة في أماكن الثروة الحيوانية داخل السعودية، لمتابعة تطورات فيروس "كورونا"، حيث قال المهندس جابر الشهري المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة "إن الأحواش العشوائية ليست مشاريع تربية صحيحة ومرخصة، ولا تسمح الوزارة بوجود أي مشروع تربية حيواني داخل النطاق العمراني"، مشيراً إلى أن القضاء على المواقع العشوائية لها والمنتشرة في الرياض ضمن اختصاص البلديات والأمانات، لافتاً إلى متابعة الوزارة مشاريع التربية الحيوانية الواقعة خارج النطاق العمراني. وأظهرت جولة ميدانية في حي الدار البيضاءجنوبيالرياض أمس، انتشار المواقع العشوائية لمربي الإبل وبأعداد هائلة دون توافر أدنى الاشتراطات الصحية والبيئية، حيث تتولى العمالة المربية لها بيع الحليب على الزبائن قبل طبخه غير مكترثين بتحذيرات وزارتي الصحة والزراعة بالابتعاد عن الإبل، وتجنب شرب حليبها ساخنا كإجراء وقائي واحترازي من الإصابة بفيروس "كورونا". وبينما تتولى لجان مختصة من وزارة الزراعة فحص عينات من الإبل لحصر فيروس "كورونا" خلال جولاتها الميدانية على تلك العشوائيات، تقابل تلك الإجراءات بتهكم ولا مبالاة من قبل المربين والمشترين على حد سواء، مستبعدين وجود أي رابط بين الإصابة بالفيروس ومخالطة الإبل. وأوضح عدد من الملاك والرعاة أن اللجان الميدانية المختصة أكدت سلامة إبلهم وعدم ظهور أي حالات إيجابية للإصابة بالفيروس، وهو ما يقودهم لتسويق منتجهم بثقة واطمئنان. إلى ذلك، أكد مصدر مسؤول في أمانة الرياض أن المواقع العشوائية لتجمع المواشي خاصة الإبل منتشرة بشكل كبير في أنحاء العاصمة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه ستتم إزالتها سواء في جنوبالرياض أو على طريق الجنادرية، حيث من المقرر أن تنتقل إلى السوق الرسمية المؤقتة في العارض، التي تحوي 1700 مقر خصصت لذلك، مضيفاً أن "الأمانة ممثلة في الإدارة العامة للراحة والسلامة ستقوم بحملة على جميع أحواش الإبل في الرياض بعد أسبوعين من الآن". وهنا عاد المهندس جابر الشهري ليؤكد أن وزارة الزراعة تنصح بالابتعاد قدر الإمكان عن الإبل خاصة أن الإصابة بفيروس "كورونا" تأتي عن طريق الجهاز التنفسي، مجدداً تحذيره بخطأ معانقة وتقبيل الإبل، بعد صدور عدد من مقاطع الفيديو على "اليوتيوب" وبرامج التواصل الاجتماعي. وحول نتائج الاستقصاء الوبائي الذي تقوم به الوزارة في أنحاء المملكة، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة أن الاستقصاء الوبائي يتم بشكل دوري، مضيفاً أن "نتائجه لم تظهر حتى الآن". وقال الشهري "وزارة الصحة أصدرت أكثر من بيان يؤكد أن فيروس كورونا الموجود في الإبل هو نفسه الذي يصاب به البشر، ونحن في وزارة الزراعة أصدرنا نشرة تضمنت تحذيرات من الاقتراب من الإبل بشكل كبير، حيث يستطيع مالكها أو مربوها خدمتها دون الاقتراب مباشرة منها". وتابع "لا توجد خطورة من أكل لحوم الإبل وشرب حليبها بعد عملية البسترة، المهم هو عدم الاقتراب منها، للوقاية من الإصابة بأي عدوى". وكانت وزارة الزراعة أعلنت خلال الفترة الماضية عمل استقصاء وبائي لفيروس "كورونا"، يهدف إلى تتبع وجود الفيروس في الإبل وغيرها من الحيوانات، عبر فرق استقصائية تقوم بفحص عينات في مختلف أماكن وجود الثروة الحيوانية على مستوى السعودية، فيما طمأنت المتابعين على الحيوانات المستوردة من الخارج من خلال متابعتها عبر كافة المحاجر الصحية في المنافذ. وأوضح المهندس جابر الشهري المتحدث الرسمي للوزارة حينها أن وجود 24 محجرا بريا وجويا وبحريا على المنافذ الحدودية للسعودية، تمنع دخول المواشي الموبوءة وتسهم في الحد من دخول المسببات المرضية الحيوانية المشتركة بين الإنسان والحيوان من خلال العمل المتواصل للعاملين في المحاجر الحيوانية المختلفة.