تهجم أحد أعضاء "الحسبة" على الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واصفا إياه بأنه أفسد الجهاز وظلم الأعضاء. وشهدت الحادثة التي حدثت في مصلى الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد صلاة ظهر أمس، تدخل رجال الأمن لإبعاد المتطاول على رئيس "الحسبة"، خاصة بعد أن منحه آل الشيخ فرصة لسماعه، إلا أن تجاوزاته أدت إلى تدخل رجال الأمن. وقد احيل عضو الهيئة إلى الجهات الأمنية للتحقيق معه، ومعرفة دوافع الهجوم اللفظي على آل الشيخ، والتطاول عليه أمام موظفيه والمراجعين. ووصف الدكتور تركي الشليل المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الحادثة بأنها خارجة عن حدود الأدب، وقال "إن شخصا ذكر أنه من منسوبي الهيئة في الرياض خرج بعد أداء صلاة ظهر أمس مباشرة في مصلى مقر الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتطاول بكلام بذيء خارج حدود الأدب على الرئيس العام للهيئة، متجاهلا مكانة المسجد والرئيس العام والحضور". وأضاف الشليل في حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر"، "إن الرئيس العام دعاه بلطف لأن يهدأ ليسمع منه ما يريد، إلا أنه أصر على إزعاج المصلين، وتوجيه الكلام البذيء حتى وصل رجال الأمن وتم إخراجه من المسجد". وكان رئيس الهيئات قد تعرض في أوقات سابقة متفاوتة لاعتراضات من قبل بعض أعضاء الهيئة الميدانيين، وذلك بسبب بعض الإجراءات الوظيفية والتنقلات التي اعتمدها منذ تعيينه رئيساً للهيئات مطلع عام 2012، وشملت قرارات عدة بتدوير عدد من قيادات العمل الإداري في الرئاسة. يأتي ذلك وسط تأكيد رئيس "الحسبة" في عدد من المناسبات أن الهيئة لن تتراجع خطوة واحدة نحو تنفيذ مهامها كجهاز حكومي يؤدي أعماله وفق السياسة العامة للبلاد المرتكزة على الاعتدال والوسطية مع التمسك بالثوابت الشرعية. وكان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي السعودية، قد أوصى قيادات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بتحمل الأذى والرفق بالناس والصبر عليهم، مبيناً أهمية الرفق واللين في التعامل مع الناس، لإرساء سماحة هذه الشعيرة العظيمة. وأكد آل الشيخ أهمية اتصاف رجال "الحسبة" بالعلم والحلم والتعلم في أداء رسالتهم، مشيراً إلى أنه متى ما تمسكوا بذلك فإن فيها خيراً وأجراً عظيما من الله سبحانه وتعالى. وأوضح مفتي السعودية خلال لقاء جمعه وقيادات فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في وقت سابق، أن قيادات البلاد أولت شعيرة "الحسبة" أهمية ودعماً منذ عهد المؤسس إلى الوقت الحالي، مشدداً على أن الدعم يُشعر بالمسؤولية تجاه حمل لوائها والعمل في ظلها.