أقرت الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا أنها أبعدت وألغت بعثة طالب بسبب إرساله رسائل نصية وصورا محظورة عن المشاركة في القتال والجهاد في أماكن الصراع عبر برنامج التواصل الاجتماعي "واتساب" إلى زميل له، مشددة أنه لا مجال للمزاح في هذا الشأن. وعلمت أن وزارة التعليم العالي ستعقد عددا من اللقاءات خلال الفترة المقبلة مع رؤساء الأندية الطلابية السعودية في جميع الجامعات والكليات في جميع الدول التي يتواجد فيها طلاب وطالبات مبتعثين لتأكيد على خطر الأفكار الضالة، وعدم الانجراف وراء أي دعوات مضللة، حتى لو على سبيل المزاح والضحك، وأن مصير من يفعل ذلك الإبعاد والحرمان من استكمال الابتعاث مباشرة. وأكدت الملحقية الثقافية السعودية في أمريكا أنه لا مجال للمزاح عن الجهاد ومناطق الصراع، وحذرت المبتعثين من أنها ستطبق أنظمة ولوائح الابتعاث بكل حزم وقوة وسرعة حماية لهم ومن أجل سلامتهم. وأوضحت الملحقية حقيقة ما تداولته وسائل الإعلام بشأن إلغاء بعثة طالبين بسبب مزحة عن الجهاد ومناطق الصراع بتأكيدها أن إنهاء البعثة كانت لطالب واحد ولم تكن لطالبين، مرجعة ذلك لإرسال الطالب رسائل نصية وصورا محظورة في هذا الشأن عبر برنامج التواصل الاجتماعي "واتساب" إلى زميل له، وبعد التأكد من أن الطالب هو من قام بإرسالها لزميله بدعوى المزاح. وقالت الملحقية في بيان لها: "إنه لا مجال للمزاح في ذلك، لذا فقد رأت الملحقية أنه من المصلحة وحفاظاً على سلامة الطالب وسلامة زملائه، إنهاء بعثته ومنحه تذكرة وحيدة الاتجاه، حيث إن مثل هذه التصرفات تعد مخالفة صريحة لأنظمة ولوائح الابتعاث، وتنافي المهمة الأساسية التي ابتعث من أجلها". وحثت الملحقية جميع أبنائها المبتعثين، أن يسخروا طاقاتهم وأوقاتهم لإنهاء المهمة التي ابتعثهم الوطن من أجلها، والعودة لبلادنا التي تحتاج إلى أبنائها الذين استثمرت فيهم، لمستقبل أكثر حضارة وتقدماً وتسامحاً. وأبانت الملحقية أنها تبلغ جميع المبتعثين بالتعميمات التي تردها من الجهات الرسمية في السعودية أولاً بأول، إذ تحذر هذه التعميمات وبشكل مستمر، من مثل هذه التصرفات، وترسل للمبتعثين عبر البريد الإلكتروني وجميع وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: "إنه في حال تكرار مثل هذه التصرفات المؤسفة، فإنها ستقوم بتطبيق أنظمة ولوائح الابتعاث بكل حزم وقوة وسرعة، حفاظاً على سلامة المبتعثين، وحفاظاً على أمن ومصلحة وسمعة الوطن، واحتراماً لأنظمة وقوانين البلد المضيف". يأتي ذلك في الوقت الذي نبه فيه الدكتور محمد العيسى الملحق السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية، المبتعثين إلى خطر الأفكار الضالة، وعدم الانجراف وراء أي دعوات مضللة، حتى لو على سبيل المزاح والضحك. وقال العيسى خلال لقائه برؤساء الأندية الطلابية السعودية في الجامعات والكليات الأمريكية قي لقاء سابق معهم، إن البرنامج ليس مكاناً للممارسات الطائفية والعنصرية، مشيراً إلى أهمية عكس صور جيدة للمجتمع السعودي. وكان الشيخ عبد العزيز عبد الله آل الشيخ مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، قد دعا أولياء أمور المبتعثين إلى أهمية متابعة أبنائهم والاتصال بهم بشكل مستمر، ونصحهم، لكي لا يقعوا ضحية الأفكار الضالة والمنحرفة المخالفة للشرع. وحذر آل الشيخ المبتعثين من الانخداع في المظاهر أو الإعلام الجائر أو الصحافة المنحرفة، أو جلساء السوء، أو الذهاب إلى أماكن الرذيلة، مشدداً على أهمية الاجتهاد في إصلاح أنفسهم والبعد عن الشبهات. وقال مفتي السعودية إنه يجب على أولياء الأمور متابعة أبنائهم المبتعثين بالنصح، ومحاورتهم بالإجابة عما علق بأذهانهم من أفكار وخلافه، حيث إن هذا سيسهم في تدارك الأخطاء، وتصحيح ما يتأصل في نفوسهم ويخالف الشرع، وتوسوس به أنفسهم.