أوضح الدكتور خالد العنقري أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بدأ أولى خطواته بابتعاث بضعة آلاف من الطلاب إلى عدد محدود من الدول حتى تعدت أعداد المبتعثين والمبتعثات اليوم 150 ألفا يدرسون في أفضل الجامعات في أكثر من 32 دولة في العالم. جاء ذلك خلال رعايته اليوم حفل تخريج 300 مبتعث ومبتعثة يمثلون الدفعة الثالثة من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في نيوزلندا وذلك في مركز أوتيا بمدينة أوكلاند بحضور سفير السعودية لدى أستراليا ونيوزلندا نبيل آل صالح والقنصل العام في نيوزلندا أحمد الجهني والملحق الثقافي في نيوزلندا الدكتور سطام العتيبي وعدد من المسؤولين وأولياء أمور الخريجين. وبدأ الحفل بمسيرة للخريجين ثم أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بآيات من القرآن الكريم ألقى بعدها وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري كلمة أعرب فيها عن سروره لمشاركته أبنائه وبناته المبتعثين فرحة نجاحهم في غربتهم بعيدا عن وطنهم وذويهم ناقلا لهم تحيات وتهنئة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد. ونوه ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وقال إن البرنامج أطلقه رائده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 1426 – 2005 ليكون رافدا مهما يثري القطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة والمتخصصة من أبناء الوطن وبناته وليسهم مع برامج التعليم الجامعي داخل المملكة في تأهيل الشباب السعودي تأهيلا عاليا، ليصبحوا خير من يحقق طموحات وطنهم في كل المجالات التي تتسم بالرقي والتقدم التقني العالمي. وأكد أنه بفضل الله ثم بدعم ورعاية من أولي الأمر نشهد انطلاقة المرحلة العاشرة من مراحل برنامج الابتعاث ليتوج بها عقدا من الزمن في مسيرة البرنامج. مشيرا إلى أن ذلك يعبر عن اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالتعليم العالي وتأهيل الشباب السعودي وإعدادهم بأفضل المؤسسات التعليمية في الداخل وفي أكثر الدول تقدما. وخاطب وزير التعليم العالي الخريجين والخريجات قائلا : إن وطنكم السعودية يعتز بكم وبإنجازاتكم ويتطلع اليوم لعودتكم كما تتطلعون أنتم بكل شوق لتؤدوا دوركم بأمانة واجتهاد ولتسهموا في مسيرة التنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وابتعاثكم للدراسة في الخارج جاء انطلاقا من رؤية استراتيجية ترتكز على تنمية التبادل الثقافي والتواصل العلمي والحضاري بين المملكة ودول العالم المتقدم وذلك من خلال التعريف بثقافتنا وقيمنا المستمدة من ثوابت ديننا الإسلامي وإكساب الشباب السعودي القدرة على الحوار وممارسته عمليا والتفاهم والتواصل مع ثقافات العالم المختلفة لاستيعاب منجزات الآخرين والتعرف على ثرواتهم المعرفية وإمكاناتهم الثقافية. بعد ذلك ألقى السفير نبيل آل صالح كلمة أشاد فيها بحرص ومتابعة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد لأحوال أبنائهم في الداخل والخارج في شتى المجالات وخاصة المبتعثين في الخارج من خلال توفير جميع السبل التي تعينهم على تحقيق النجاح والتفوق وإعلاء اسم المملكة في شتى المحافل. وأعرب السفير آل صالح عن الشكر لوزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على زيارته أستراليا ونيوزلندا ورعايته ليوم المهنة ومعرض إبداعات واختراعات الطلبة المبتعثين في أستراليا وافتتاحه مبنى الملحقية الثقافية الجديد في نيوزلندا ورعايته الأبوية لاحتفالات تخرج المبتعثين والمبتعثات في كلا البلدين. مشيرا إلى أن هاتين الزيارتين ستتركان بصمات إيجابية واضحة على الوجه المشرق لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وستكونان علامة مضيئة من علامات الفخر والاعتزاز التي ستكتب بأحرف من ذهب في سجل العلاقات الإيجابية القائمة بين المملكة وكل من أستراليا ونيوزلندا. ثم ألقى القنصل العام في نيوزلندا أحمد الجهني كلمة بين فيها أن الخريجين سيبدأون مرحلة جديدة من حياتهم تتمثل في نقل ما درسوه من علوم ومعارف وتقنيات وتوطينها في السعودية وسينقلون أيضا ما اكتسبوه وعايشوه خارج الإطار الأكاديمي من خبرات وسلوكيات جيدة إلى مجتمعهم ليسهموا بعملية التغيير الإيجابي التي تعيشها المملكة حاليا ويحققوا رؤية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده. وخاطب الخريجين والخريجات قائلاً " إن قيادتكم الرشيدة تعدكم ثروة الوطن الحقيقية والرصيد الذي لا ينضب لقد أعطاكم وطنكم الكثير، وينتظر منكم أيضا الكثير، وطنكم ينتظر منكم أن تسهموا في تقدمه ورخائه وأمنه واستقراره. مهنئا الخريجين والخريجات بمناسبة تخرجهم ومعربا عن شكره لهم لأنهم رفعوا رأس وطنهم عاليا وكانوا خير سفراء وسفيرات لبلادهم وأمتهم ولأنهم أظهروا الصورة المشرفة للمواطن السعودي المعتز بقيادته ووطنه وثقافته الإسلامية والعربية وتمنى أن يراهم قريبا في المراكز التي يطمحون في الوصول إليها. عقب ذلك ألقى الملحق الثقافي في نيوزلندا الدكتور سطام العتيبي كلمة قدم فيها الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعمه المستمر للعلم والمعرفة وماخص به برنامج الابتعاث من رعاية واهتمام. وأوضح أن هؤلاء الخريجين جاؤا إلى نقطة بعيدة جغرافيا عن المملكة ليدرسوا بلغة غير لغتهم وفي ثقافة غير ثقافتهم بعيدا عن أهلهم ووطنهم وبنظام تعليمي مختلف تماما عن النظام التعليمي الذي تعودوا عليه والتحقوا في جامعات متميزة ذات معايير صارمة، لافتاً النظر إلى أنه رغم ذلك هاهم اليوم يتخرجون ويحصلون على درجاتهم العلمية ويستعدون للعودة للوطن الغالي بعد أن تأهلوا تأهيلا علميا عاليا واكتسبوا التجربة والخبرة للمشاركة في مسيرة البناء والتنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين. وهنأ الخريجين والخريجات بمناسبة نجاحهم وتخرجهم وذكرهم بأن رحلة طلب العلم ما زالت مستمرة وأن مسيرة العطاء للوطن والأمة قد بدأت للتو وأن الجميع ينتظر منهم الإسهام الفاعل في التنمية والتطوير التي تنعم بها بلادنا ولله الحمد. وأعرب الدكتور العتيبي عن يقينه بأن الخريجين والخريجات سيعودون إلى الوطن مؤهلين تأهيلا عاليا وسيجدون بإذن الله مكانهم المناسب في سوق العمل ويتنافسون على أفضل الوظائف في القطاعين العام والخاص، داعيا إياهم إلى استثمار ما اكتسبوه من علم وثقافة ومعرفة لخدمة دينهم وبلادهم بإخلاص وتفان، والحرص على تطوير قدراتهم بالمثابرة والتدريب. بعدها ألقى الخريج زياد القحطاني كلمة الخريجين ثم قدم عرض تسجيلي مصور من السعودية تضمن تهاني عدد من أولياء أمور الطلاب والطالبات لأبنائهم وبناتهم بمناسبة تخرجهم. بعدها التقطت صورة جماعية لراعي الحفل وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري مع الخريجين. وعقب نهاية الحفل أعرب الملحق الثقافي في نيوزلندا الدكتور سطام العتيبي عن سعادته بتخريج 300 طالب وطالبة من جامعات نيوزلندا وبمختلف الدرجات العلمية متمنيا لهم التوفيق في حياتهم العملية. وأوضح أن الملحقية الثقافية السعودية في نيوزلندا استطاعت أن تمتلك مبنى خاصا تزيد مساحته على 7200 متر مربع تشغل المكاتب الإدارية منه 3600 متر وذلك لتقديم أفضل الخدمات للطلاب السعوديين في نيوزلندا. يذكر أن عدد خريجي الدفعة الثالثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في نيوزلندا يبلغ 300 خريج وخريجة منهم 5 طلاب وطالبة واحدة في مرحلة الدكتوراه و 25 طالبا و 11 طالبة في مرحلة الماجستير و 235 طالبا و 23 طالبة في مرحلة البكالوريوس.