خصص أئمة الجوامع والمساجد في السعودية جزءا من الدعاء في القنوت في صلاة التراويح، للجنود المرابطين على الحدود الذين يقدمون التضحيات في مواجهة اعتداءات المتسللين والخوارج. واستنكر عدد من المشايخ والعلماء خلال كلمات وعظية لهم في المساجد ما اقترفته الفئة الضالة من الخوارج أصحاب الفكر التكفيري في استهداف رجال الأمن في الوديعة في شرورة، داعين إلى تتبع من يحمل هذا الفكر والضرب بيد من حديد في التعامل معهم، ومحذرين في الوقت نفسه من ترويج الإشاعات والأكاذيب وتداولها. بينما شارك السعوديون بجميع أطيافهم في وسائل التواصل الاجتماعي، متفاعلين مع الهاشتاقات التي خصصت لتكاتف مع قيادات ورجال أمن الوطن، حيث تعتبر بحسب الإحصائيات الأكثر تفاعلاً خلال الثلاثة الأيام الماضية. وأشار المشاركون في وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن حادثة شرورة التي استشهد فيها رجال من الأمن نذير خطر لفكر منحرف يستوجب تعاون الكل لمحاربته، والتعاون مع رجال الأمن للكشف عن منحاز لهذه الفئة أو متعاطف. يأتي ذلك في الوقت التي استنكرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة الاعتداء المجرم الآثم الذي تعرض له رجال الأمن البواسل في منفذ الوديعة من قبل الخوارج المنتمين إلى الفئة الضالة، وأدى إلى استشهاد أربعة من رجال الأمن وإصابة آخرين. وقال الشيخ الدكتور فهد الماجد الأمين العام لهيئة كبار العلماء: إن هذه الفئة الضالة لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة وهي حرب على الإسلام وأهله، وخطرها أشد من خطر أعداء الإسلام والمسلمين الصرحاء، وقد أصدرت فيها هيئة كبار العلماء عددا من البيانات والفتاوى التي تبين خطرها وحرمة الانتساب إليها ودعمها وتمويلها". وأضاف: "هي فئة مدحورة ومن يقف وراءها، ومتبر ما هم فيه وأفعالهم تدل على شناعة إجرامهم وسوء مصيرهم، فهم قتلوا عن قصد وتخطيط مسلمين صائمين وفي شهر عظيم كريم له شأنه وحرمته، ثم كانت الخاتمة لبعضهم تفجير نفسه وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة)". وزاد الماجد: "إننا إذ نستنكر هذا الاعتداء الغادر المجرم لنشيد وننوه بما يضطلع به رجال الأمن وفقهم الله وثبتهم وحفظهم من واجب ديني ووطني يثابون عليه ويؤجرون، فهم يحمون ويدافعون عن أقدس بلاد على وجه الأرض بلاد الحرمين الشريفين، التي يقصدها المسلمون من كل أرجاء العالم، فمرابطتهم وقيامهم بواجبهم من الحراسة في سبيل الله". من جهة أخرى أدى عبد الله بن دليم القحطاني وكيل إمارة منطقة نجران، وإبراهيم عاطف الشهري محافظ شرورة، مساء أمس صلاة الميت بجامع العزيزية بمحافظة شرورة على شهيدي الواجب العريف محمد بن مبارك البريكي والجندي أول سعيد بن علي الجبيلي القحطاني – رحمهما الله – اللذين استشهدا بعد مواجهة مع عناصر من الفئة الضالة يوم الجمعة. وعقب الصلاة نقل وكيل إمارة منطقة نجران تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده وولي ولي العهد ووزير الداخلية لذوي الشهيدين، سائلا الله لهما المغفرة وأن يسكنهما فسيح جناته. من جانبهم عبر ذوو الشهيدين عن فخرهم واعتزازهم بما قدمه أبناؤهما من تضحيات فداء للدين والمليك والوطن، سائلين الله عز وجل أن يغفر للشهداء ويسكنهم فسيح جناته. وفي وقت سابق أمس، تفقد عبد الله بن دليم القحطاني وكيل إمارة منطقة نجران، المبنى المتضرر في محافظة شرورة إثر الأحداث الإرهابية من الفئة الضالة التي شهدتها المحافظة مؤخراً، حيث كان في استقباله اللواء الركن خالد الحربي قائد القوات الخاصة للطوارئ وعدد من القيادات الأمنية بمنطقة نجران. وتفقد القحطاني مكتب الاستقبال بمبنى المباحث العامة بمحافظة شرورة، واطلع على الأضرار التي حدثت في المبنى جراء تفجير اثنين من الفئة الضالة أنفسهما في المبنى واستمع من القيادات الأمنية الموجودة في الموقع إلى ما حدث منذ تحصن أفراد الفئة الضالة بالمبنى إلى أن قاما بتفجير نفسيهما. بعد ذلك زار وكيل إمارة منطقة نجران المصابين من رجال الأمن جراء العملية الإرهابية بمستشفى شرورة العام، ونقل لهم تحيات وتقدير الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، وتمنياته لهم بالشفاء العاجل. من جانبهم عبر المصابون عن فخرهم واعتزازهم بما قدموه من تضحيات للوطن متطلعين للعودة إلى ميدان العمل سريعاً لتقديم كل ما بوسعهم لخدمة الوطن والذود عنه. إثر ذلك تفقد القحطاني منفذ الوديعة واستمع لشرح عن العملية الإرهابية من منسوبي المنفذ الموجودين أثناء العملية واطلع على الأضرار التي حدثت في بعض مرافق المنفذ. رافق وكيل إمارة منطقة نجران خلال الجولة والزيارة إبراهيم بن عاطف الشهري محافظ شرورة.