كان الهداف دروجبا، الذي يبلغ من العمر 36 سنة، قد صرح لموقع FIFA.com عقب المباراة التي شهدت عودة زملائه في النتيجة ليفتتحوا مشاركتهم في نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 FIFA بانتصارٍ ثمينٍ على اليابان، قائلاً: "اليوم لاعبٌ شابٌ قال كلمته". وأضاف هذا اللاعب الذي تُوّج سابقاً بلقب دوري أبطال أوروبا UEFA: "سيرجي منحنا الطاقة والتوازن ووقّع على مباراة رائعة أمام اليابان." وكان دروجبا، الذي يمثل جيل الفيلة المخضرم، يتحدث عن اللاعب الشاب صاحب ال21 ربيعاً فقط الذي بصم على بدايةٍ مثاليةٍ في العرس العالمي ستبقى عالقة في ذاكرته الكروية. وبهذا الخصوص قال مدافع نادي تولوز الأيمن بسعادة غامرة: "لا أصدق ذلك؛ إنها مشاركتي الأولى في كأس العالم؛ نحن هنا بالبرازيل وساعدت منتخب بلادي على الفوز؛ إنه حقاً حلم رائع." وكانت الكتيبة البرتقالية متأخرةً في النتيجة منذ الفترات الأولى من المباراة بسبب تسديدة قوية ومركزة من قدم كيسوكي هوندا؛ واستمر الوضع على حاله إلى حدود منتصف الشوط الثاني دون أن تتمكن الفيلة من إيجاد ردٍ قويٍ على الهدف الياباني. وكانت بعض تسديدات الكابتن يحيى توريه قد ذهبت فوق المرمى بينما كانت محاولات سالومون كالو قريبة من إصابة الهدف؛ غير أن المباراة كانت في حاجة إلى بعض الحماس والحافز بالنسبة للإيفواريين، وهو الأمر الذي دفع بالمدرب صبري لموشي إلى الاستعانة بورقته الرابحة، دروجبا، هذه الأسطورة الأفريقية الحقيقية التي تشارك للمرة الثالثة في كأس العالم. صحيح أن هدّاف غلطة سراي حالياً ومرسيليا وتشيلسي سابقاً لم يسجل أي هدف إلا أن تواجده داخل رقعة الميدان كان له تأثيرٌ فوريٌّ على زملائه، حيث ألهمهم للمضي قُدماً؛ فركضه المستمر أربك الدفاع الياباني وأحدث فراغات داخل صفوفه؛ وبعد دقيقتين من دخوله عدّل ممثل القارة السمراء النتيجة وبعدها بدقيقتين أيضاً حقق التقدم، وهي النتيجة التي حافظ عليها حتى النهاية ليحتل صدارة المجموعة الثالثة رفقة كولومبيا. إنه أفضل مدافع أيمن في فرنسا كلها. أعتقد أنه سيبلي البلاء الحسن حين ينتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز ديدييه دروجبا عن أوريير وبخصوص تمريرتيه الحاسمتين قال أوريير، هذا اللاعب اليافع الذي يشعّ طاقة وحيوية: "أن أعطي تمريرتين حاسمتين هو كالحلم فعلاً." وبدوره صرح ويلفريد بوني صاحب الهدف الأول قائلاً: "عرضيتا سيرجي كانتا رائعتين حقاً." وكانت الفيلة قد تدربت على مثل هذه التمريرات الجانبية من الجهة اليمنى لمدة ساعة واحدة تقريباً خلال اليوم الذي سبق للمباراة. وأضاف بوني: "لم يكن عليّ فعل أي شيء سوى اللحاق بالكرة برأسي؛ فالعمل الشاق كان قد قام به سيرجي." وكانت رأسية جيرفينيو التي جاءت ثوانٍ قليلةٍ بعد ذلك نسخة طبق الأصل عن هدف بوني. تمريرتان حاسمتان من قدم أوريير اعتلت الابتسامة محيى دروجبا عندما تحدث عن البداية الرائعة لهذا اللاعب الشاب في كأس العالم؛ وبهذا الصدد قال دروجبا وهو ينظر إلى أصغر لاعب في المنتخب بعين الرضا ‘الأبوي': "أمر رائع أن نرى جيلاً جديداً يشقّ طريقه في هذه اللحظات من تاريخ منتخبنا؛ وهو ما نحتاجه الآن ولعله أمر جيد بالنسبة لنا ولكرتنا إذ تمنحنا الطاقة والروح." وبينما يشارك دروجبا دون أدنى شك للمرة الأخيرة في كأس العالم، مازال أمام أوريير مساراً كروياً مشرقاً؛ فهناك بعض الإشاعات التي تشير إلى انتقاله إلى آرسنال ضمن الدوري الإنجليزي الممتاز مع بداية الموسم القادم. وأضاف دروجبا الهادئ وعلامات التعب بادية عليه لأن الساعة كانت تشير إلى الثانية صباحاً: "نحن نحاول أن نُرشد اللاعبين الشباب إلى المسار الصحيح وندمجهم في روح الفريق." وأثناء حديث دروجبا كان أوريير يتجول في أروقة ملعب أرينا بيرنامبوكو ويتحدث مع من هو مستعد لسماعه. وحظي أداء الفتى الموهوب أيضاً بإشادة كبيرة من فيلةٍ مخضرمين آخرين مثل ديدييه زوكورا وكولو توريه. وأضاف دروجبا بعد أن تأكد أن أوريير لا يسمعه: "إنه أفضل مدافع أيمن في فرنسا كلها. أعتقد أنه سيبلي البلاء الحسن حين ينتقل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز". حقاً إنها إشادة كبيرة من لاعب خبر الميادين الكروية وسلك مسالك النجاح والتألق غير ما مرة.