طبع روجيه ميلا، رابح ماجر، جورج ويا، ديدييه دروجبا وصامويل إيتو تاريخ الكرة الأفريقية بطابعهم الخاص ورسموا طريقاً خاصاً بهم. بالطبع، لا يمكن للجميع ان يصل إلى مستوى هؤلاء الهدافين، لكن مهاجمين أفارقة عدة تألقوا هذا الموسم في بعض الأحيان في بطولات لا تستقطب اهتماماً إعلامياً كبيراً. وقام موقع FIFA.com بجولة في أرجاء القارة الأوروبية لاكتشاف هؤلاء. إذا كان دروجبا بلغ الذروة في مسيرته وهو في الرابعة والثلاثين عندما أحرز دوري أبطال أوروبا UEFA في صفوف فريقه تشيلسي قبل أيام قليلة، فان أنصار الكرة الإيفوارية واثقون من مستقبل المنتخب الوطني. والواقع أن سيدو دومبيا الذي يصغر دروجبا بعشر سنين تفوق عليه من الناحية التهديفية حيث توّج هدافاً للدوري الروسي متقدماً على نجوم أمثال إيتو، كيفن كورانيي أو ألكسندر كيرجاكوف. لا يملك دومبيا الذي سجل 28 هدفاً أي أسرار لكي يفسر فعاليته أمام المرمى لكنه يعترف بانه استشار أحد الإختصاصيين في هذا المجال ويقول لموقع FIFA.com "لا أملك أي أسرار لتسجيل الأهداف، لكني اتبعت نصائح مثلي الأعلى ‘شقيقي الكبير' ديدييه دروجبا." وأضاف المهاجم الذي لعب سابقاً في الدوري الإيفواري والياباني والسويسري "أرى المسيرة الكاملة التي عشتها. عندما أفكر بكل ما عايشته أشعر بانني أقوى وهذا الأمر يساعدني في بذل جهود شاقة كل يوم." وهذا ما ألهم مواطنه لاسينا تراوري مهاجم كوبان كراسنودار الذي احتل المركز الثالث في صدارة ترتيب الهدافين برصيد 18 هدفاً. نشأ تراوري في نادي آسيك ميموزا، وتألق في صفوف كلوج الروماني خلال مشوار الأخير في دوري أبطال أوروبا. من الصعب أن تمر مرور الكرام عندما يكون طولك 2.03 متر، فكيف بالحري إذا كنت موهوباً وتسجل هدفاً في مرمى روما. أما ويلفريد بوني فليس بقامة تراوري، لكن خلافاً للأخير خاض أولى مبارياته الدولية في صفوف المنتخب الإيفواري وسجل 4 أهداف في 12 مباراة. وعزز موسمه الرائع الذي خاضه هذا الموسم في صفوف فيتيس الهولندي (12 هدفاً) من رغبته في تطوير مستواه. وقال بوني لموقع FIFA.com "عندما تكون مهاجماً، بالإضافة الى العمل التي تقوم به، أنت في حاجة إلى الحظ. عندما نبدأ بالتسجيل ترتفع ثقتنا بأنفسنا." ربما تكون الثقة العامل الأهم الذي يفتقده هدافو الكاميرون ونيجيريا في الأشهر الأخيرة وذلك بعد أن غاب عملاقا الكرة الأفريقية عن النهائيات القارية الأخيرة، وذلك على الرغم من وجود خيارات متعددة لديهما. يستطيع منتخب الأسود غير المروضة الإعتماد على فعالية هيرفيه توم و بيار ويبو اللذين يتألقا في الدوري التركي حيث سجل كل منهما 15 هدفاً، الأول مع جينكلير بيرليجي، والثاني مع إسطنبول بويوكسيهير بيليدييسي. إلى جانب هؤلاء، سجل النيجيري مايكل إينيرامو 15 هدفاً لمصلحة سيفا سبور الذي انتقل الى صفوفه الصيف الماضي قادماً من الترجي التونسي. ويؤكد إينيرامو الفائز مع الترجي بدوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي بأن نيجيريا هي خزان من المواهب، ذلك لأن التألق لم يقتصر عليه وحده بل شمل العديد من مواطنيه في مختلف أرجاء القارة العجوز. والحال تنطبق على بروميس إيساك صاحب الميدالية الفضية لدورة الألعاب الأولمبية في مسابقة كرة القدم بكين 2008، الذي سجل 11 هدفاً مع ناديه مانسيساسبور، في حين سجل براون إيديي الذي شارك في بكين أيضاً وفي كأس العالم 2010 FIFA اثني عشر هدفاً لفريقه دينامو كييف الأوكراني. أما كيم أوجو و باباتوندي فهما أقل خبرة من الآخرين، لكنهما يأملان في الحصول على فرصتهما في تمثيل بلادهما بفضل تألقهما في الدول الإسكندينافية وتحديدا عند بران بيرجن النرويجي وييفيساكيلا الفنلندي على التوالي. سجل الأول معدلاً مقداره أكثر من 10 أهداف في المواسم الأربعة الماضية، وهو في طريقه إلى تكرار فعلته خلال الموسم الحالي بعد أن سجل 4 أهداف في 9 مباريات حتى الآن. أما الثاني فقد سجل 14 هدفاً في 19 مباراة عام 2011، وأضاف ثلاثة أهداف لمجموعته منذ يداية الموسم الحالي 2012. لكنه لا يزال بعيداً جداً عن الأهداف الأربعة والثلاثين التي سمحت لأوبينا أوبييفولي في تحطيم الرقم القياسي للأهداف المسجلة في موسم واحد في بطولة مالطا. سجل هداف نادي موستا أف سي المتألق، ضعف ما سجله هداف الدوري الموسم الماضي وهو مواطنه ألفريد ايفوينج (17 هدفاً) ويريد الآن إثبات قدراته في بطولة أقوى. وقال أوبينا وهو شقيق بول أوبييفولي الدولي النيجيري بين عامي 2004 و2007: "عدد الأهداف التي سجلتها جعلت مني بطلاً في مالطا والجميع هنا يطالبني بتوقيعي!" وأضاف "الآن أود اكتشاف بطولة أوروبية كبرى." وسبق للسنغالي ديومانسي كامارا أن عاش تلك التجربة في الدوري الإيطالي مع مودينا، وفي الدوري الإنجليزي الممتاز في صفوف بورتسموث ووست بروميتش ألبيون وفولهام، ويتألق حالياً في صفوف إسكيهيرسبور. سجل كامارا 15 هدفاً ليكمل الرباعي الافريقي الذي يلي الهداف بوراك ييلماظ برصيد 33 هدفاً. ويؤكد كامارا غنى المواهب التهديفية في صفوف المنتخب السنغالي إلى جانب نجوم كبار أمثال مامادو نيانج، بابيس سيسيه، ديمبا با أو موسى سو، بالإضافة إلى الآمال المعقودة على بابا باتي ضيوف الذي سمح تألقه في الدوري النرويجي بالإنضمام إلى أف سي كوبنهاجن الدنماركي، أو بابا نيانج شقيق مامادو الذي سجل 11 هدفاً عام 2001 في صفوف أف أف يارو علماً بأنه لاعب وسط، وقد افتتح رصيده التهديفي أيضاً عام 2012. أما البوركينابي ويلفريد باليما فهو أيضا لاعب وسط، لكن ذلك لم يمنعه من أن يتوج هدافاً للدوري المولدافي برصيد 18 هدفاً لفريقه شيريف تيراسبول. في المقابل، فقد سجل المهاجم الأنجولي المخضرم فريدي 17 هدفاً ليتوّج هدافاً للدوري القبرصي في صفوف أومونيا نيقوسيا، مع العلم بأنه سجل 45 هدفاً في 40 مباراة منذ انتقاله إلى صفوف فريق العاصمة القبرصية. وأخيراً، توّج المغربي عمر الرفيق ملكاً للهدافين في دوري لوكسمبورج بفضل تسجيله 22 هدفاً لديفردانج. وقال الرفيق "بالنسبة لي لا يمكن الحكم على هداف فقط من خلال الأرقام، لكن على قدرته في حسم خياراته أمام المرمى بما في ذلك التفكير بتمرير الكرة بدلاً من التسجيل في بعض الأحيان."