أكد نائب معالي الرئيس الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن الجودة أصبحت في عصرنا الحاضر خياراً استراتيجيا ومطلباً أساسياً للتقدم والنهوض بالخدمات المقدمة , وأن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وبتوجيه من معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس تسعى إلى تقديم أفضل الخدمات وأن تقدم هذه الخدمات بأفضل الأساليب وذلك تماشياً مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وهذا لا ينطبق إلا باستخدام معايير الجودة ونحن نسعى إلى تطبيق الجودة وأن نحّول مفاهيمها إلى منهج عمل وسلوك في التنفيذ. ويأتي تأكيد معاليه في كلمة ألقاها في افتتاح ملتقى فعاليات لقاء الجودة الأول ( الجودة في رئاستنا) الذي تنظمه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في إدارة الجودة , والمقام لمدة يومين , ودعا معاليه إلى مزيد من الاهتمام بنشر ثقافة الجودة ورفع مستوى الوعي بها في جميع الإدارات , مضيفاُ أنه يجب علينا أن ندرك أهمية وضرورة ألا تتحول الجودة وتطبيقاتها إلى مجرد شعارات ونظريات لا نشاهد لها تطبيقاً على أرض الواقع. وتمنى معاليه التوفيق والنجاح للقائمين على الملتقى , وأن يحقق الآمال المرجوة منه والفائدة المتوقعة والخروج بتوصيات تسهم في رفع مستوى جودة الخدمات. وقد حضر افتتاح اللقاء فضيلة رئيس هيئة المستشارين الشيخ محمد بن حمد العساف وسعادة الوكيل المساعد للخدمات الأستاذ مشهور المنعمي وفضيلة المستشار مدير مكتب الرئيس العام الشيخ الدكتور خالد بن محمد السبيعي وسعادة قائد قوة آمن المسجد الحرام اللواء يحيى الزهراني وسعادة نائب رئيس مجلس الإدارة بمجوعة بن لادن السعودية المهندس يحيى بن لادن وعدد من المسؤولين ومديري الإدارات بالرئاسة . وفي ختام الحفل كرم معالي النائب معالي محافظ الهيئة للمواصفات والمقاييس الدكتور سعد بن عثمان القصبي , والرئيس التنفيذي للمركز الأوربي (BPM)البروفسور محمد زائري , ووكيل جامعة الملك عبدالعزيز للتطوير الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط , ومستشار الجودة الشاملة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور بن عبدالله طاهر. وشهد برنامج اليوم الأول من الملتقى عدة جلسات , وتناولت الجلسة الأولى محور " توجهات الهيئة في إعداد الاستراتيجية الوطنية للجودة لتحقيق رؤية المملكة 2020م" والتي أدارها معالي محافظ الهيئة للمواصفات والمقاييس الدكتور سعد بن عثمان القصبي , والذي كشف فيها أنه لأول مرة يقدم فيها محاضرة عن "توجهات الهيئة السعودية للمقاييس والجودة في إعداد الاستراتيجية الوطنية للجودة لتحقيق المملكة 20 20م" و انطلاق هذه المحاضرات من بلد الله الحرام مهبط الوحي وقبلة المسلمين وبالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. وتحدث معاليه في هذه الجلسة عن نشأة الفكرة من خلال أن تكون للمملكة العربية السعودية استراتيجية وطنية فبدأت الفكرة بتوصيات مرفوعة لخادم الحرمين الشريفين وهي من مخرجات ملتقى الجودة الثانية, ورؤية 2020م تهدف لأن تكون المملكة العربية السعودية بمنتجاتها وخدماتها معياراً عالمياً للجودة والإتقان وأنه لا سبيل للمملكة في المنافسة والمشاركة الفاعلة عالمياً إلا عندما تكون الجودة هي المعيار الأساسي في كل ما تقدمه للعالم ومن هذا المنطلق يتحتم تحويل الجودة من مجرد نظرية إلى حقيقة وذلك من خلال جعلها جزءاً من عملية الإدارة التنفيذية عبر تطبيق برامج إدارة الجودة الشاملة , ثم تطرق معاليه إلى الحديث عن مفهوم الجودة الشاملة وأبعادها والعناصر الضرورية والمطلوبة في إدارة الجودة وأدواتها والتي لا يمكن تحقيق الجودة إلا من خلالها وبها , والأخطاء الشائعة في تطبيق الجودة والمعوقات التي تواجه الإدارات في تطبيق الجودة . وفي الجلسة الثانية التي أدارها وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للتطوير الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط وكانت بعنوان " الجودة والاعتماد" نموذج جامعة الملك عبدالعزيز , وتحدث فيها عن الجودة وأنها وسيلة وليست غاية والجودة ليست للمنافسة والاستعراض ولغرض التسويق وعند وجود الجودة سنجد الفرق ,ومن الضروري اشتراك كامل المؤسسة في مشاريع الجودة والتركيز على مخرجات التعليم لضمان الجودة والتنوع والإبداع , ثم تطرق إلى تجربة جامعة الملك عبدالعزيز في الجودة واعتمادها لمعايير الجودة الدولية والوطنية ، وتعد الجودة من القضايا الاستراتيجية الملحة للجامعة وهي بصلب خطة الجامعة ووضعت ضمن المعاملات اليومية . وأما الجلسة الثالثة فجاءت بعنوان " تجربة روحانية فريدة للمصلين والزوار في الحرمين الشريفين " تحدث فيها الرئيس التنفيذي للمركز الأوربي (BPM) البروفسور محمد زائري , أن الإسلام ذهب لما هو أبعد عن الجودة وهو الإتقان وأن الإتقان يستدعي أن يؤدي العمل على أفضل وجه دون غش , وتبتدئ الجودة بالإنسان وتنتهي به والجودة هي الاستدامة والكفاءة والفعالية , وتناول البروفسور نظريات الجودة وأراء الخبراء وشروطها. واختتم اليوم الثلاثاء 22/6/1435ه فعاليات لقاء الجودة الأول ( الجودة في رئاستنا ) بثلاث جلسات أدارها الدكتور بن عبدالله طاهر مستشار إدارة الجودة الشاملة بجامعة الملك عبدالعزيز تحدث فيها عن تعريفات الجودة ومراحل تطورها وكيفية الوصول للجودة من خلال الخدمات المقدمة للمستفيدين من خدمات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي , و خُصصت هذه الجلسات لوكلاء الإدارات بالمسجد الحرام ولرؤساء الورديات وبعض الموظفين. اللافت للنظر أن هذه الجلسات شهدت خلال اليومين نقاشات وأطروحات من قبل المتحدثين والمتلقين وتبادل وجهات النظر خرجت بتوصيات إيجابية مثمرة , وثمن الحضور حرص ومبادرة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإقامة هذا الملتقى الذي يعكس توجهات ولاة الأمر – حفظهم الله – ببذل أقصى درجات العناية والاهتمام بعمارة الحرمين والعمل على راحة قاصديهما.