لا تكن فرشاة ألوان بيد الآخرين ، بل كن أنت الفنان ترسم حياتك بما يتفق مع ميولك ، ومهاراتك وقدراتك ، فتكبر في عين نفسك ، وتقدر كل جزء فيك وتعطيه حقه دون إجحاف فعقلك وقلبك وعينك ويدك وكل أعضاءك تستحق التقدير والعرفان ، بما تقدمه لك طيلة حياتك فلا تكبلها وتقولبها كما يريد الآخرون . لا تصعب الحياة ولا تسهلها ، بل كن أنت الحياة بأجمل مافيها ، وأسمى معانيها ، ولتخبرنا أن الدنيا مازالت بخير ، فأنت قائد نفسك محقق حلمك ، لا تحاول ان تظهر ماليس فيك فتشقى ليسعد غيرك ، إياك والتقليد الأعمى الذي لا يناسبك ، فتصبح كالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة ، ففشل فشلاً ذريعاً ولم يستطع تقليدها ونسي مشيته أيضاً ، فقد هويته عندما بحث عنها من خلال غيره . كن متميزاً ، ولا تسعى لتصحيح ظن أحداً بك ، فربك يعلم مايخفيه صدرك ، لا تقلل من شأنك ، فان قطعة الألماس رغم صغرها أثمن من سلسلة جبال ، تذكر انك مختلف تماما ًولست نسخة من شخص اخر ، اترك نفسك بين يدي الله ، وطور مهاراتك ،وأثقل معلوماتك وحدد هدفك وقاوم للوصول اليه ، دع باقي البشر يقصدونك لكثرة مواهبك التي تمتلكها والتي تمكنك من صنع الأمور العظيمة ، اجعل من حياتك مثلاً يحتذى به ، ولا تكن كالساقية تتحرك كيفما يشاءون ، لا تخجل من صفاتك الخَلقية فالعجر ليس بالخلقة بل بالخُلق والفكر ، و تخلص من عقدك ومعتقداتك الخاطئة التي لم ولن ترشدك إلى ما تريد بل تسوقك إلى مايرده الحاقد عليك . ثق انه لا يشبهك احد ، فحتى التوائم يختلفون وان تشابهوا في الشكل فحتما ً تختلف صفاتهم ، فكل منا له قالب خاص به فلا تقولب نفسك لتكن غيرك ، فتضيع أنت ويبقى غيرك . كن أنت قلباً وقالبا مادمت لربك طائعاً وعليه متوكلاً ، ولدينك حافظا ًوللخلافة في الأرض عامراً ،ولوطنك ومجتمعك مراعياً ،ولنفسك بانياً .