لا شك أن خير أنواع الاستثمار وأكثره ربحًا وأعمه منفعةً للمجتمع هو استثمار العقول. تلك العقول التي تحمل فكرًا نيرًا ومميزًا ومبدعًا في كثيرٍ من مجالات الحياة التي تهم المجتمع. ولكي يكون الربح مضمونًا وأسرع منفعةً ويكون الاستثمار طويل الأجل فإن ذلك يكمن في استثمار تلك العقول من الصغر والعمل على تنميتها وتطويرها لنقطف ثمارًا يانعة حلوة الطعم. المكان الذي يزخر بالمبدعين بشكلٍ عام المدارس والجامعات، ففيها طلبةٌ مبدعون أيما إبداع وفي مجالاتٍ وتخصصاتٍ مختلفة. من واقع تجربة بسيطة جدا رأينا المبدعين من الطلبة في المدارس في شتى العلوم والأنشطة، حتى الطلبة أصحاب المستويات المتدنية دراسيا رأيناهم مبدعين في النشاط الرياضي أيما إبداع. في مدارسنا وجامعاتنا مبدعين بكل ما تعنيه كلمة "إبداع"..يا لهف نفسي من يدعم هؤلاء وينمي قدراتهم؟ هم كنوز الوطن وثماره ومن يقودون عجلة تنميته مستقبلا. يحترق قلب ذلك المعلم حينما يرى أمامه مبدعين لم يلتفت لهم أحدًا،وهو مغلوبٌ على أمره لأنه لا يعرف كيف السبيل لتنمية ذلك الإبداع والمحافظة عليه، ويطفئ شيئا من ذلك الاحتراق بالتكريم والإشادة والتحفيز والدعاء. ليس الإبداع حصرًا على الطلبة أو قطاع التعليم، بل هناك موظفون مبدعون في شتى القطاعات، ولا أدري هل تم اكتشافهم أو الإشارة إليهم عطفًا على أن يتم احتضانهم وتنمية مواهبهم؟ في هذا العصر الفكر هو المسيطر في كل شيء حتى في الحرب والسلم، فمتى ما استثمرنا العقول فسنكون الأكثر ربحًا ومنعفةً في الوقت نفسه وأيضًا يصبح ذلك الاستثمار طويل المدى ما دامت في الدنيا بقاء. خاتمة: استثمروا كل العقول المبدعة ، لأنها ستكون بإذن الله وتوفيقه لأوطانها ممتعة. بقلم ابراهيم الجحدلي