أفتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أمس الأول ملتقى الابتكار في نظم المعلومات الجغرافية 2014 الذي نظمه مركز الابتكار التقني لأنظمة المعلومات الجغرافية التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في جامعة أم القرى بمشاركة نخبة من الخبراء من جميع أنحاء العالم والمسئولين الحكوميين والأكاديميين والمختصين من جميع القطاعات التي تستفيد من ابتكارات نظم المعلومات الجغرافية الذين سيعرضون خبراتهم العالمية في الابتكار والريادة في نظم المعلومات الجغرافية وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية . وبدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم . ثم ألقى وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي مدير المركز الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك كلمة رحب فيها بالمشاركين في الملتقى من داخل المملكة وخارجها مشيرا إلى أن مركز الابتكار التقني في نظم المعلومات الجغرافية بجامعة أم القرى أنشئ بتمويل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمبلغ وقدره 100 مليون ريال بعد أن فازت جامعة أم القرى ونظيرتها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية(كاوست) بعقد شراكة مع المدينة لإنشاء مركزين جديدين للابتكار التقني وذلك من أصل76 طلباً تقدمت به مختلف الجامعات السعودية إلى المدينة للمشاركة في هذا البرنامج الذي يعد أحد برامج الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار الهادفة إلى تنمية الاقتصاد المعرفي بالمملكة ونقل التقنية وتحويل الابتكارات إلى منتجات تجارية تخدم الصناعات المختلفة والمجتمع بشكل عام موضحا أن المركز يهدف إلى أن يصبح رائدا في مجال الابتكار في نظم المعلومات الجغرافية من خلال اثراء الاقتصاد القائم على المعرفة في المملكة العربية السعودية من أجل تلبية الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة لافتا النظر إلى أن مساعدة ملايين الحجاج في المناطق المقدسة على أداء العمرة وفريضة الحج وتسهيل رحلتهم وجعلها أكثر أمانا تعتبر من أهم التطبيقات الجوهرية لمركز الابتكار التقني لأنظمة المعلومات الجغرافية . بعد ذلك شاهد الحضور عرضا مرئيا عن مركز الابتكار التقني في أنظمة المعلومات الجغرافية إثر ذلك ألقى مدير البرنامج الوطني لمراكز الابتكار التقني بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور هشام صالح بن عباس كلمة أوضح فيها أن البرنامج الوطني لمركز الابتكار يعد أحد مبادرات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وأحد أهداف الخطة الوطنية للعلوم والتقنية التي ترتكز على التحول للاقتصاد المعرفي من خلال تحويل البحث العلمي إلى منتج صناعي وتجاري يحقق النفع للوطن والمواطن مستعرضا المراحل الثلاث لتطوير البرنامج الوطني مؤكدا أن ما نشهده اليوم من خلال هذا الملتقى الذي ينظمه مركز الابتكار التقني لأنظمة المعلومات الجغرافية يعد أحد ثمار البرنامج الوطني الذي يحظى بدعم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عقب ذلك ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة قال فيها : منذُ رَسَمَ الإدريسيُّ أولَ خريطةٍ كرويةٍ للعالمِ في القرنِ السادس الهجريِّ، إلى أنْ شهدتْ كَنَدا ظهورَ أولِ نظامٍ معلوماتيٍّ جغرافيٍّ في النصفِ الثاني من القرنِ العشرينَ .. هناك مسافةٌ معرفيةٌ طويلةٌ جداً قطعها الإنسانُ في المجال الجغرافيِّ بفضلٍ من اللهِ وعونٍ مشيرا إلى أنه إذا كانَتْ الخرائطُ الدقيقةُ نقطةَ انطلاقٍ للمعرفةِ الجغرافية، فإنَّ (النظامَ المعلوماتيَّ) يمثلُ نقطةَ تحوُّلٍ كبرى في الدَّرْسِ الجغرافيِّ، نَقَلَهُ من الوَصْفِ إلى التَّحْليلِ، ومن البساطةِ إلى التركيبِ، ومن استقراءِ الحاضرِ إلى استشرافِ المستقبلِ، ومن الانعزالِ المعرفيِّ إلى الانفتاح على سائرِ المعارفِ والعلومِ والتطبيقاتِ. وبين أن فلسفة النظمِ المعلوماتيةِ الجغرافيةِ تقومُ على توظيفِ الإمكاناتِ البرمجيةِ الحاسوبيةِ في التعاملِ مع البياناتِ الجغرافيةِ للخروجِ بنتائجَ عمليةٍ تَخدِمُ سائرَ المجالاتِ المعرفيةِ بما في ذلك المجالاتُ الطبيةُ والفلكيةُ والهندسيةُ وغيرُها مما يؤكد لنا أنَّ تسخيرَ تقنياتِ نُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ أمرٌ لابدَّ منهُ للتخطيطِ للمشاريعِ ودراسةِ الأسرارِ الكامنةِ فوقَ سطحِ هذا الكوكبِ الذي تَكْتَنِفُهُ أسرارٌ لا حدودَ لها لافتا النظر إلى أن التطور السريع لتقنيةِ المعلوماتِ الجغرافيةِ استطاعَ أن يفرضَ نمطاً جديداً في أسلوب الحياة المعاصرة ووسائلِ إنتاجِ المعلوماتِ الأساسيةِ والمساعدةِ وامتدَّ هذا التطورُ ليجعلَ من الأرضِ وفضائها وبحارِها حيِّزاً متكاملاً ومتصلاً يسهلُ فيه نَقْلُ المعلوماتِ وتداولها. وأفاد معاليه أن الخدمة التي تُقَدِّمُها هذه التقنيةُ تسهم في رفعِ مستوى الخدماتِ المقدمةِ للحجَّاجِ والمعتمرينَ وإدارةِ النَّقلِ والحشودِ وتحديدِ وتوزيعِ الأمراضِ ومخاطرِها وكذلك في فَهْمِ البيئةِ وأسرارِها وما تُمِدُّنا بهِ من معلوماتٍ دقيقةٍ موثقةٍ ولأجلِ هذه القيمةِ المعرفيةِ والعمليةِ للنُّظُمِ الجغرافيةِ توجَّهَتْ مدينةُ الملكِ عبدِالعزيزِ للعلومِ والتقنيةِ وعبرَ خُطَّتِها الاستراتيجيةِ الوطنيةِ إلى تَفعيلِ هذا المجالِ العلميِّ المهمِّ ومن صورِ هذا التفعيل دعمُها لمركزِ الابتكارِ التقنيِّ لأنظمةِ المعلوماتِ الجغرافيَّةِ بجامعة أم القرى بمبلغِ خمسينَ مليونَ ريالٍ لتصبح جامعةُ أمِّ القرى أولَ جامعةٍ سعوديةٍ تَحْتَضِنُ بين جَنَبَاتِها أوَّلَ مركزِ ابتكارٍ تِقَنِيٍّ لأنظمةِ المعلوماتِ الجغرافيةِ يقومُ بتوجيهِ جميعِ المجالاتِ البحثيةِ نحو إنتاجِ تقنياتِ نُظُمِ المعلوماتِ الجغرافيةِ التي تَدْعَمُ مجموعةً هائلةً من التطبيقاتِ الجغرافيةِ. وأعتبر معاليه هذا التوجَّهَ نحوَ تعزيزِ الابتكارِ في النُّظُمِ الجغرافيةِ جزا يسيرا من عمليَّةِ التحوُّلِ الاقتصاديِّ الكبرى التي تقودُها حكومةُ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ بقَصْدِ التحوُّلِ من اقتصادٍ يعتمدُ على النِّفْطِ إلى اقتصادٍ مبنيٍّ على المعرفةِ والذي يرتكزُ بشكلٍ أساسيٍّ على توطينِ الابتكارِ التقنيِّ ولذلك تستثمرُ المملكةُ العربيةُ السعوديةُ بشكلٍ كبيرٍ في البرامجِ الوطنيةِ التي تُسْهِمُ في توطينِ التقنيةِ، وتهيئةِ السُّبُلِ للعُقُولِ الوطنيةِ المبدعةِ لتضعَ بصمتَها الابتكاريَّةَ في مساراتِ العلومِ المختلفةِ معربا عن أمله في أن يُسفِرَ هذا الحراكُ الدؤوبُ عن مُخرجاتٍ عمليةٍ تُضيفُ لمكةَ وللوطنِ وللإنسانيةِ جمعاءَ شيئاً جديداً. ثم انطلقت جلسات الملتقى حيث خصصت الجلسة الأولى التي ترأسها وكيل جامعة الدمام للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع الدكتور عبدالله بن حسين القاضي لمناقشة محور ( الابتكارات في نظم المعلومات الجغرافية بدءا من عملية البحث وانتهاءًا بالتحول التجاري ) شارك فيه كل من السيد فرانز ليبرال استاذ علوم الحاسوب بجامعة جراز للتكنولوجيا بالنمسا والسيد سايروس شهابي الأستاذ بجامعة جنوب كاليفورنيا والسيد تود مستاك الباحث بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والسيد توماس غراهام الباحث العلمي في الخرائط كلية الحقوق في جامعة هارفارد فيما خصصت الجلسة الثانية التي ترأسها وكيل التعمير والمشاريع بأمانة جدة الدكتور عبداللطيف الحارثي لمناقشة محور ( رواد الأعمال العرب في نظم المعلومات الجغرافية ) تحدث فيها كل من المدير التنفيذي لشركة عنواني الدكتور عبد الله إلياس ومدير المنتج بيقولك كوم جمال الدين صادق ورئيس التنفيذي لشركة نجوم اللاسلكية الدكتور عادل يوسف وتناولت الجلسة الثالثة التي ترأسها مساعد المشرف على معهد بحوث الفضاء للشئون الإدارية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (KACST)وليد أمين ملا محور ( الخبرات العالمية في ابتكارات نظم المعلومات الجغرافية ) شارك فيها مؤسس شركة اوبن ستريت ماب السيد ستيف موست والدكتور عدنان أبو دية من مركز قطر للابتكارات التكنولوجية (QMIC) والمدير الإقليمي بشركة سيتيلابس الأستاذ تور فورا وثامر خالد طرابزوني من شركة ارامكو السعودية واختتمت جلسات الملتقى بعقد حلقة نقاش بعنوان (ابتكارات نظم المعلومات الجغرافية الفرص والتحديات في المملكة العربية السعودية ) ترأسها وكيل جامعة أم القرى للأعمال والإبداع المعرفي مدير مركز الابتكار التقني لأنظمة المعلومات الجغرافية الدكتور نبيل بن عبدالقادر كوشك وشارك فيها الأستاذ المشارك في جامعة مينيسوتا بالولايات المتحدةالأمريكية الدكتور محمد مقبل ومدير عام شركة ESRI في الشرق الأوسط وأفريقيا المهندس سهيل العبد وخالد عبدالله العرفج من شركة ارامكو السعودية .