تربينا جميعاً على أن لا نكون نحن بل على ما يراه الآخرون من نعومة أظافرنا تعلمنا ان لا نأكل ولا نشرب ولنرتدي إلا ما يخبرونه به الوالدين بل حتى في مجتمعنا يتم اختيار زوجاتنا وأعمالنا وقبلها تخصصنا الدراسي من قبلهم فدعنا نسترجع ايام الطفولة قليلاً وبشكل سريع وموجز حينما كنا اطفال كانت الاوامر والتوبيخات التي نتلقاها من الوالدين والاقراب عند عدم تقبلنا لأوامرهم والعتاب والتأنيب يلحقنا فكثير منا لحقته تلك الكلمة كيف لك أن تفعل هذا وكيف لا تأخذ رأيي في هذا الشأن وهلما جرى من الكمات التأنيبية التي نتجرعها ونتبناها في وعينا انك لا تستطيع فعل شيء من قبل نفسك أنت صغير انت غير قادر من انت بل يصل ذلك الى المدارس التي تنتهج نفس الفكر والتحكم إذ نتعلم داخلها سلوكيات انك لن تستطيع فعل أي شيء دون اللجوء للمعلم لا ترسم إلا ما أخبرك به لا تكتب شيء من عقلك بل افعل ما آمرك به حتى الذين استقلوا في اراءهم واحبو ذاتهم من التلاميذ ويصنعون شيء من مخيلاتهم يلقون باللوم والتوبيخ بل يرسل رسائل لأولياء امورهم نحن الإدارة من المدرسة نخاطركم ان ابنكم لا يلتزم بالتعليمات وهذا قد يؤثر في مستوى تعليمه ويجب عليكم كأولياء امور ان توعوهم على هذا الأمر البالغ الأهمية وينفجر الأب غاضبً موبخاً ابنه (انت تبي تعلم مدر يسنك كيف يدرسون ياجاهل) بل ا هذا الطالب المستقل قد يقف في الفصل طوال الحصه ويوصف بالعار والتمرد بل حتى على حد قولهم انه عبره لمن لا يعتبر لتكونوا مثله ويسمى بسميات غريبه أي علم وتربيه وتفكير تصنعونه ان هذا التكريس الذي اجزم ان الكثير تبناه منه واصبحنا نسخه تطبيقيه للمعلم الذي اجبرنا ان نكون مثله ولنخالفه لأننا وقتها سنكون من المنبوذين الذين لا يحترمون معلميهم فيجب عليك حتى تهرب من الخزي والعار ان تستحسن رأي كل من حولك وتقلل من نفسك ولو اعطينا هذا الحق من زيادةالثقة بالنفس لكنا اليوم مبدعين ولنا ثقة بأنفسنا ، ان الرغبة بالاستحسان تختلف جذريً عن الحاجه لاستحسان الاخرين الإجباري الذي تربينا عليه وأصبح صعب أن نتخلص منه أصبحنا اليوم في أمس الحاجة لاستحسان الآخرين وإذا لم يرضوا نصاب بالتأنيب والإحباط والملامة الموجه من قبلهم اصبحنا مقيدين في كل شيء من المخجل اننا حتى في اختيارنا لأعمالنا نطلب من الاخرين استحسانهم ونرضخ لما يرضيهم ضاربين بعرض الحائط ما نوده ونحبه لأنفسنا بل وتجد الأدلة على انه يجب عليك ان تطلب استحسان الآخرين وإلا فأنت مغرور ومتكبر ومتعجرف أن الرغبة في الاستحسان تختلف فحين نطلب من الذين نقدرهم رؤاهم فليس بالضروري ان نأخذ به فهي استشارة وليستبالواجبة فدليل الانسان قلبه ، أن الأمثال الواهية كثيرة التي تقلل من قيمة ذواتنا (اكل على ذوقك ولبس على ذوق الناس)(الي اكبر منك بيوم افهم منك بسنه) وهلما جرى على الانتقاص من الذات والدعايات والاعلانات الواهية التي تعطيك رسالة مخفيه انهلا خيار لك بل للناس و لن أنسى ايضاً الأغاني والأشعار التي نتبرمج عليها (من غيرك بضيع، من بعدك مين أكون بهالدنيا من غيرك جحيم، ولو ماحبيتني ايش بكون) تحطيم في الذات وتقليل منها كلها رسائل تلغي من قيمة الذات ومن التفكير هذا ما يجعل الكثير منا اتكالي يلهث ورا اراء الغير فيه يخشى المذمة وعدم التقبل والعار والخزي يعمل ما يعجب الغير يتزوج من ذوق الغير لا يعرف التخصص الذي يريده لأنه تعود على استحسان الغير له لا يختلف لأنه الاختلاف جريمة لا يعبر عن رأيه في أي امر بل يهز رأسه وهو لا يوافق خشية استحسانهم اذا لم يكن مستحسن من الغير يغير في رأيه لكي يرضي الغير أي فكر ونجاح وعبقرية وأثر سيتركه سوى استحسان الغير له والحاجه لهم في كل أمر يريده ختاماً لاتدع الاستحسان حاجه بل اجعلها رغبه وثق في نفسك دئماً ارضي الله ونفسك ولاتخشى لومة لائم واستهل بقوله تعالى ( ويخوفونك بالذين من دونه اليس الله بكافِ عبده) صدق الله العظيم