لن يستطيع أي مجتمع في العالم أن ينهض ويحقق الرفاهية لأبنائه من دون أن يكون للإنسان دور في تحقيق مسار لتنمية مجتمعية دائمة ، والعمل التطوعي هو إحدى تلك القدرات التي يجب الاهتمام بها والتركيز عليها في تنمية أي مجتمع . لقد أصبح العمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمعات ويعكس ظاهرة اجتماعية إيجابية تعتبر بالتأكيد سلوكيا حضاريا ، ويحظى العمل التطوعي باهتمامنا خاصا لدى الكثير من الدول ولأهميته فقد خصصت الأممالمتحدة في عام 2001 م عاما دوليا للمتطوعين ، كما أن العمل التطوعي يعتبر جزءا مما يدعو إلية ديننا الحنيف كما قال تعالى : ( فمن تطوع خيرا فهو خير له ) … وقوله تعالى : ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) … وقال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه مسلم . والتطوع هو ما تبرع به الإنسان من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه ، وقد جاء في لسان العرب لابن منظور أمثلة : جاء طائعا غير مكره ولتفعلنه طوعا أو كرها ، فلا يستطيع أي مجتمع أن يستغني عن العمل التطوعي لأنه يستنهض طاقة كامنة للعمل بلا حدود ويسهم في دفع المجتمع نحو التطور والتقدم . هناك نوعين من أنواع العمل التطوعي ، الأول : السلوك التطوعي : وهو مجموعة من التصرفات التي يمارسها الفرد وتنطبق عليها شروط العمل التطوعي ولكنها تأتي استجابة لظرف طارئ أو لموقف إنساني أو أخلاقي محدد . والثاني هو الفعل التطوعي الذي لا يأتي استجابة لظرف طارئ بل نتيجة تفكر وتدبر كفكرة حقوق الطفل مثلا . إن ثقافة العمل التطوعي في العالم تتطور مع تطور الزمن ، فلم يعد التطوع شانا متروكا للفرد أو ما قد يتسم به ذلك الفرد من أخلاق تدفعه إلى التطوع وخدمة المجتمع ، بالتأكيد أن ثقافة العمل التطوعي في المملكة تواجه بالعديد من العقبات وعلى رأسها غياب ثقافة العمل التطوعي الذي يشجع الشباب على اقتحام هذا المجال ولكن الآن خاصة بعد الكارثة التي حلت بمدينة جده في عام 1430هجري بدأت شريحة الشباب وهي الشريحة الكبرى في المجتمع أن تعي وتدرك قيمة وأهمية العمل التطوعي فتم إنشاء المركز التطوعي لإدارة الكوارث والأزمات ( ساعد ) الذي كان له دور كبير وجبار في كارثة سيولالطائف قبل أيام .