خلال عشرة أيام فقط خرج لنا خطابان يحملان في ثناياهما كلمة ( السرطان) وصفا لأشخاص في الحقل الرياضي . الخطاب الأول .. كان وصف المحلل الرياضي : عدنان جستنية وهو أحد المرشحين لرئاسة نادي الاتحاد .. واصفا النجم محمد نور بمرض السرطان .. والخطاب الاخر من أكاديمي بجامعة وهو عميد شؤون طلاب مغرداً في حسابه في تويتر والذي وصف فيه الإعلامي الرياضي : تركي العجمة وكذلك الإعلامي : بتال القوس بنفس الوصف السرطاني الخبيث أجاركم الله .. سأقف عدة وقفات حول هذين الخطابين: - لو صدر هذا الوصف من مشجع متعصب لما وقفنا عنده ولكنه يصدر من إعلامي يوجه متلقيه من أعمار مختلفة عبر مقالاته و لقاءاته . والآخر أكاديمي يحاضر على المئات من الطلاب يلقنهم المعرفة وأدب الحوار .. نحن امام اشكالية حقيقية.. اشكالية تعليم وتربية جيل و الامر لا يتوقف عند تصرف شخصي .. - لو كان تداول أحدهم مثل هذا الخطاب في مجتمع غربي لكان أثره على المجتمع سلبيا ولوجدنا تحركا قوياً لمعاقبة صاحب هذا الخطاب الذي تجاوز كل قيم الإنسانية .. فكيف بالمجتمع المسلم الذي يرفض تماماً مثل هذا التجاوز؟ - هذا الخطاب الإقصائي الشخصاني هو خطاب مدمر لأسس الحوار والاختلاف في الرأي الذي نحاول الآن ترسيته كمجتمع يبحث عن الترابط والتكاتف قبل أي شيء في ظل الانقسامات التي نراها حولنا .. - وقع الخطاب المؤلم على الموصوفين بهذا المرض الخبيث وكذلك على محبيهم و أهليهم .. فليضع أصحاب هذا الخطاب المشمئز أنفسهم مكان الموصوفين لكي يشعروا بالألم .. - يجب ألا يمر مثل هذا الخطاب مرور الكرام بل يجب أن يتم استئصاله من الوسط الرياضي ومن المجتمع ككل لما سيحدثه من فرقة و تعصب لا يخدم اللحمة الوطنية ولا الترابط الاجتماعي ... همسة: هل تعرفون مرض السرطان ؟ هل زرتم مركزا للأورام السرطانية ؟ ربما اذا فعلتم هذا ستتكون لديكم صورة ذهنية عن هذا المرض الخبيث .. هذه الصورة ستجعلكم تدركون مدى فظاعة و دناءة مثل هذا الخطاب .... منصور محمد الحارثي @mr_mns