كثيرا ما نجد في عالم المواقع الإلكترونية عامة وفي ( مواقع التواصل الاجتماعي ) خاصة ممن ينتحلون حسابات شخصية لأسماء إما أن تكون هامة وحساسة أو ذات مكانة عالية ومرموقة أو مشهورة أو حتى معروفة أو لها وزن كبير في مجتمعنا , وهي اليوم في تزايد واضح ومستمر إذ أصبحت تشكل خطرا واضحا وإساءة علنية ومقصودة لأصحابها الحقيقين , كالتقول عنهم بأقوال لم يقولوها أساسا , أو في الظهور وكتابة المواضيع والمشاركات والمنشورات , أو في إصدار التصاريح المزيفة والمغلوطة عنهم , وغيرها الكثير من الأمور والأساليب الأخرى والتي قد تسبب إحراجا أو فضحا للبعض من أصحابها في حالة صحتها , أو إساءة علنية ومقصودة في حالة عدمها , إلا أن الصدفة هي التي قد تقود أو تكشف عن هذه الحسابات المزيفة , أو عن طريق المعارف والأقارب أو الأصدقاء ممن يعرفون أصحابها الحقيقيين معرفة تامة , وأما في الحقيقة فإن الكشف عنها أو فضحها بهدف النيل منها أولا بأول فلم يكن إلا بإرادة الله أولا وأخيرا , لأنه سبحانه وتعالى هو العالم والمطلع ويعلم ما في الصدور , ولما تخفيه هذه القلوب المريضة والدنيئة ذات العقول المتحجرة ( عديمي الضمير والأخلاق ) , ولما تحمله أيضا من جبن وخبث وكره وعداوة لتبث به سمومها وفي نشر أحقادها من خلف هذه الحسابات المزيفة , لأنهم في الأصل لم ولن يستطيعوا الظهور والكشف عن كل نواياهم إلا ومن خلال أفعالهم المشينة وبالتخفي من خلالها , سواء أكانت أفعالهم هذه بغرض النيل أو في إظهار الفتن والمشاكل , أو بالتسبب في نزع الثقة وفي قطع عملية الترابط والتلاحم والتآخي ما بين ( المواطن ) أولا وبين الدولة وفقها الله ك ثانيا , أو بينه وبين هذا المسئول , أو حتى بينه وبين هذا القريب أو الصديق أو الزميل .. الخ , وذلك بهدف النيل والانتقام وتصفية الحسابات والتي قد تكون عادة إما حسابات شخصية أو عملية , أو غير ذلك من الأهداف والوسائل ومن الأمور الأخرى , ك القذف ونشر الفضائح والتشهير ونشر العداوة والبغضاء .. الخ , وبالرغم من إصدار مملكتنا الحبيبة والغالية مؤخرا لقانونها الهام والحازم , والذي يعتبر بمثابة الحماية الشرعية للحق العام والخاص والمسمى ب : نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية , وما احتوت عليه من مواد تهدف وبكل جدية على عزم وإصرار حكومتنا الرشيدة وفقها الله للتصدي والقضاء على كل ما قد ينتج أو يصدر عنه من تجاوزات أو من مخالفات معلوماتية إلكترونية شاملة ومتنوعة , والتي تتدرج تحت مسمى : الجرائم الإلكترونية , وبتطبيقها الجاد لكل ما قد احتوت عليه من مواد واضحة , إلا أننا مازلنا اليوم نتأمل ونترقب أيضا وفي القريب العاجل لأن تقوم مشكورة في مضاعفة الجهود وفي التعقب والتصدي والمكافحة أيضا على كل هذه الجرائم الإلكترونية , وخاصة على كل ممن ينتحلون بل وما زالوا لحسابات شخصية لم يكن القصد أو الهدف أو الغرض منها إلا الإساءة وأيضا لكل ما قد تم ذكره مسبقا , وسيبقى أولا وأخيرا الحافظ والساتر علينا جميعا هو الله وحده جل وعلى شأنه , فهو القادر سبحانه وتعالى لأن يكشف أمرهم وأن يرد كيدهم في نحورهم , وأن يفضحهم على شر أعمالهم إنه على كل شي قدير . سامي أبودش كاتب سعودي . https://www.facebook.com/sami.a.abodash