وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافيته هجاني علمتم عمن اتحدث ، نعم ناكر الجميل . نصادف كثيراً في حياتنا اناس من هذه النوعية نساعدهم وقت حاجتهم ونمد يد العون لهم ليصلوا الى بر الامان ، فلا نجد منهم إلا النكران تلك الصفة اللئيمة التي توضح لنا مدى خسة نفوس هؤلاء الناس. انا لا اطالبهم برد الجميل ولا العرفان به ولكن لا اريد منهم جحوداً ونكراناً قد يصل الى حد الاذية لن احملهم وحدهم الخطأ فأنا احمل نفسي جزءاً من ذلك الخطأ فلقد صنعت الخير في غير اهله ، فالنفوس الكريمة وفية على الدوام لمن كان له الفضل عليها معترفة بالجميل تكاد تملكك نفسها رداً للمعروف المسدى اليها ، بل قد تصل الى ابعد من ذلك فمنهم من يكون عدواً لك وتتحول عدوانيته الى موالاة ومحبة – فالكريم شكور ومشكور واللئيم كفور او مكفور - . فيا سادة احسنوا لمن احسن اليكم ولا تقابلوا الحسنة بالسيئة كفانا نكراناً ولنجعل لساننا يتحدث بما تقره قلوبنا من معروف ولنعطي كل ذي حق حقه دون جحود ، وليكن الشكر سمة حاضرة لا مهجورة لنقضي على هذا المرض الاجتماعي الذي تفشى وانتشر بين الناس ، فلماذا نتصف بصفة تتنافى مع طباع المسلمين يا امة محمد .