تفشل روسيا الاتحادية مجدداً في إقناع العالم بأفكارها ومبادراتها السياسية، وتعيد إلى الأذهان تأريخ صراعها الطويل مع العالم "عامة"، والمسلمين "خاصة" على مر العصور؛ فمرة يغرق جيشها الأحمر في أفغانستان؛ ويخرج مُمزَّق الأوصال، وتارة تتورّط بعنجهية وحماقة سياسية في الشيشان، وعندما تحاول التقارب مع العرب تجدها في طليعة الدول الداعمة لكل ديكتاتور يُفرِّق أمة العرب، ويمضي بعنترياته إلى عالم المجهول، مدمراً معه شعباً بأسره، وناسفاً أحلام شعوب العرب بالعيش في وئام وسلام وتنمية ورخاء! وكلنا يتذكر أن روسيا وقفت مع صدام حسين، ومن بعده معمر القذافي؛ والغريب أن السياسة الروسية لا تتعلم من بشاعة أخطائها ومواقفها غير المحسوبة! وترمي تلك "السياسة الفاشلة" بثقلها في صف المجرمين والعتاة والأنظمة القمعية، لكنها لا تلبث أن تستسلم لإرادة العالم القوي من حولها، فتقبل بأنصاف الحلول وترضى بالعودة إلى الصف الخلفي في صنع القرار العالمي! هذه هي روسيا "ستالين ويلتسين وبوتين" ومن سيأتي بعدهم؛ أمة تتوارث الحقد على شعوب العالم وتدّعي الديمقراطية وهي تتنفس الفاشية في أسوأ صورها، وكلما ظن العالم بروسيا خيراً إذا هي تفاجئهم بمواقف متشددة؛ معلنة الانضمام إلى ركب الغزاة والظلمة وقاتلي الشعوب! واليوم تدافع روسيا بكل بسالة عن نظام بشار الأسد (الكيمياوي)، الذي روّع العالم بقتله الأطفال والنساء والشيوخ والآمنين بالأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً. وليس غريباً على الروس الانحياز مع الظالم والدفاع عنه، حتى ولو بالتهديد بدخول حرب عالمية جديدة! إنها دولة حرب، تنتهي من حرب وتدخل في أخرى؛ ولذلك بقي الشعب الروسي متخلفاً وفقيراً في ظل نظام يحشر أنفه في قضايا الشعوب، مقدّما الأنموذج الأسوأ في معادلة السياسة العالمية. وختاما.. فإن الروس هذه المرة أكثر حظاً بوجود أوباما على هرم الحكومة الأمريكية، فهو الذي أتاح للممثلين الروس فرصة النجومية في مسرحية "بان كي مون" الأكثر هزلية في التأريخ المعاصر. [email protected]