وقعت قبل أيام حادثة قتل بشعة لم تشهدها محافظة شروره على الإطلاق ، حيث أقدم رب الأسرة (الزوج ) على قتل زوجته البالغة من العمر 26 عاما وأربعة أبناء ، ثلاثة أولاد تتراوح أعمارهم بين 5 ، 11 عام وطفلة تبلغ من العمر عامين . هذه الحادثة لن تكون الحلقة الأخيرة في مسلسل العنف الأسري في المملكة ، فهناك الكثير من الحالات والقصص المفزعة من قصص العنف ضد الأطفال والمرأة لم تعد وسائل الإعلام قادرة على ممارسة التعتيم على مثل هذه الأمور والإدعاء بأن المجتمع السعودي مجتمع سليم خالي من العلل ويخلو من هذه المظاهر المجتمعية السيئة .فأصبحت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي تعي مهمتها في إبراز تلك الظاهرة وغيرها من الظواهر التي بالتأكيد تؤثر سلبيا على المجتمع .فمواقع التواصل الاجتماعي والصحف كشفت مؤخرا الكثير من القصص المؤلمة من حرق أو نحر أو محاولات دهس أو محاولات تعذيب لم تكن تظهر سابقا في وسائل الإعلام مندهشين من قسوتها وبشاعتها ، وكما يقال ما خُفي كان أعظم فهناك العديد من الجرائم كما ذكرت لم تطفو على السطح لعدم التبليغ عنها حيث تُقدر نسبة الجرائم التي يتم الإبلاغ عنها في حالات العنف الأسري وحدها بربع عدد الجرائم وازدياد تلك الحوادث بالتأكيد سوف يؤثر مستقبلا على الأجيال القادمة حيث أن مشاهدتها مُسبب رئيسي في تحول الشخص مستقبلا إلى ممارسة العنف . هناك الكثير من الأبحاث والدراسات التي ناقشة هذه الظاهرة ولكني أطلعت على دراسة قامت بها مركز " باحثات " عن ظاهرة العنف الأسري .. تقول الدراسة : أن معظم أنماط العنف الأسري الشائعة والمعروفة كالعنف اللفظي والبدني والنفسي والاجتماعي والاقتصادي والصحي والجنسي والحرمان والإهمال تنتشر في المجتمع السعودي إلا أن بعض تلك الأنماط تُعد أكثر شيوعا في المجتمع عن غيرها مقارنة بالمجتمعات الأخرى . حيث لوحظ أن العنف اللفظي يأتي في المركز الأول كأحد أنواع العنف الأسري ومن ثم يأتي في المركز الثاني العنف الاقتصادي والنفسي والاجتماعي والإهمال والعنف الجسمي والجنسي والصحي على الترتيب . أقرت الدولة قانونا جديدا يتضمن " توفير الحماية من الإيذاء بمختلف أنواعه ، وتقديم المساعدة والعمل على توفير الإيواء والرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية والمساعدة اللازمة لذلك " . وتنص العقوبة على سجن المعتدي مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد عن سنة ، وتغريمه ماليا ما لا يقل عن خمسة الآف ريال وعلى ألا تزيد عن خمسين ألف ريال . صحيح أن هذه الخطوة أتت متأخرة كثيرا في ظل تزايد حالات العنف ولكن كما يُقال أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي أبدا . تركي محمد الثبيتي https://twitter.com/trk1400