في مايو الماضي ظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وعندما سُئل عن رأيه باستخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي ضد شعبه ، وهو الذي كان يُصرح في أكثر من مؤتمر ولقاء عن أن السلاح الكيماوي خط أحمر ، رد أوباما بالقول : « رأينا أدلة على استخدام السلاح الكيماوي وما زلنا نبحث » . هذا التصريح كان يدُل دلالة واضحة على عدم جدية الإدارة الأمريكية ورئيسها أوباما في التعامل مع إرهاب النظام السوري ضد شعبة وأن الرئيس الأمريكي لا يستطيع اتخاذ أي قرار دون الرجوع إلى إسرائيل . بالأمس 21 أغسطس 2013 م دوت العديد من الانفجارات الضخمة في الغوطة الشرقية ، وكانت هذه الانفجارات عبارة عن صواريخ محملة برؤوس كيماوية أطلقها نظام الأسد على مناطق سكنية ، تلك الإنفجارات أسفرت عن قتل 1400 شخص والآلاف من حالات الاختناق والتشوه الجسدي . وقبل ذلك ذكرت بعض المواقع المعارضة أن نظام الأسد استخدم السلاح الكيماوي 20 مرة في خمس مدن سورية بدأها في حمص وتحديدا في 23 ديسمبر 2012 م وخلفت 6 قتلى وما لا يقل عن 60 مصاب ، ثم في العاصمة دمشق التي شهدت 3 حالات قصف بالكيماوي منها استهداف مخيم اليرموك ، كذلك تم استهداف مدينة حلب وإدلب وغيرها من المدن السورية التي تم فيها إلقاء القنابل الكيماوية . لقد غطت الأحداث الجارية في مصر على ما يجري على الساحة السورية من ارتكاب مجازر وجرائم من نظام الأسد وأتباعه ضد شعبه ، ولكن وقوع هذه المجازر أعادت سوريا إلى الواجهة من جديد في ظل الصمت الدولي والعربي من المحيط إلى الخليج . في مقال نُشر في صحيفة " إسرائيل اليوم " يقول البروفيسور دانيال بايس أحد كبار الباحثين اليهود الأمريكيين : « أن نظام الأسد علماني وغير أيدلوجي ومانع للفوضى وسقوطه يعني حلول جماعات متطرفة تُهدد استقرار المنطقة . ويقول أيضا أن بقاء الصراع في سوريا مفتوحا مفيد للغرب وإسرائيل ، لأنه سيضعف القوى السنية والشيعية في الوقت ذاته يكرّس العداء بين إيران والعرب وهذا يُمثل مصلحة عليا للغرب وإسرائيل . كما أن من سيحلّ محلّ الأسد لن يتردد في استخدام الأسلحة الكيماوية ضد إسرائيل » . وهذا ما يبرر عدم التدخل عسكريا لإسقاط نظام الأسد كما حدث في ليبيا ضد نظام القذافي وجعل المعركة تطول دون اتخاذ قرارات وإجراءات فاعلة لإنهاء هذا الصراع . تركي محمد الثبيتي https://twitter.com/trk1400