جميعنا ذلك الشخص الذي يحمل في قلبه المحبة والوفاء لكل إنسان أسدى إليه معروفا أو كان بجانبه عند الشدائد أو ما شابه ذلك من الأمور التي تستحق الرد بالمثل أو أحسن كنوع من رد الجميل. في ذلك القسم العلمي المندرج تحت إحدى كليات تلك الجامعة والذي يحوي الكثير من الأساتذة فيه وفي بقية الجامعة بمختلف أصنافهم بين متميز في الأداء والتعامل وآخر سيء كانت هناك شخصية لها شأن آخر. كانت تلك الشخصية بمثابة الاطمئنان لقلوب كثير من الطلبة،وكانت أيضا تؤدي دورها التعليمي كما ينبغي بالإضافة إلى حسن تعاملها مع الطلبة وتواضعها الجم وأخلاقها العالية وحسن تعاملها. كانت تلك الشخصية تستخدم ألفاظا تحبب الطالب في التركيز والانتباه للمحاضرة وكانت تلك الألفاظ باللهجة العامية وهي التي محببة لدى أغلب الطلبة،وكانت تلك الكلمات بمثابة التحفيز والنصح للطلبة. لقد حظيت بأن أتتلمذ على يد تلك الشخصية التي كنت أسمع نصائحها تتردد علينا مررا وتكرارا باللهجة العامية "ياعيال راجعوا وركزوا" وغيرها من الكلمات التي تشحذ الهمم وتحفز النفوس من أجل أن تعتلي أرقى المناصب وأفضلها. كانت تلك الشخصية مخلصة في شرحها وأداء عملها وكانت تجيب على أسئلة الطلبة دون تردد.. كانت تتلقى تلك الأسئلة بصدر رحب وابتسامة عريضة تحفزك على طرح ما في داخلك من أسئلة. تلك الشخصية بإخلاصها وأمانتها وعدلها بين الطلبة قطفت الكثير من الثمار اليانعة الحلوة الطعم. ها هم أبناء تلك الشخصية ونتاج ثمارها هم من غالبية أساتذة ذلك القسم السعوديين،وها هم في مناصب راقية ما بين رئيس ووكيل وباحث له شأن عظيم. وها هم آخرون في الخارج يكملون دراستهم العليا ويعودون أساتذة في ذلك القسم وكلهم تتلمذ على تلك الشخصية الفذة بالإضافة أن هناك طلبة آخرون قد أصبحوا معيدين في الجامعة وقريبون من الابتعاث وهم من تلاميذ تلك الشخصية وها هو أحد أصدقائي الأعزاء قد ألتحق بالقسم معيدا وهو تليمذ لتلك الشخصية العظيمة.وهناك طلبة واعدون وكلهم تتلمذ على تلك الشخصية الفذة. تلك الشخصية التي تأسست على يدها أعظم تأسيس حتى أنني عندما آتي لمراجعة ما درسته على يدها تعود إلي المعلومات سراعا شيئا فشيء وتعود بي الذكريات وأتذكر تلك المحاضرات وكأني أراها أمام عيني الآن. تلك الشخصية التي كسبت محبة الجميع وتقديرهم ودعائهم في ظهر الغيب،تلك الشخصية التي إذا ذكرت في مجالسنا ابتسمنا وطربت أسماعنا بذكر اسمها لأننا نتذكر أياما جميلة معها بقي أن تعرفوا تلك الشخصية التي وأنا أكتب عنها احترت فيما اختاره من كلمات من أجل أن أوفيها بعضا من حقوقها ولم ولن أستطيع ذلك.. تلك هي شخصية أحد أساتذتنا الكرام في جامعة أم القرى بقسم الكيمياء وهو أحد عمالقة الكيمياء التحليلية وأساتذتها الكرام وله فضل كبير بعد فضل الله إن أستاذ الكيمياء التحليلية د.محمد عبد العزيز الحجاجي فجزاه الله ألف خير وبارك في عمله وأهله وماله ورزقه السعادة في الدارين وجعل الجنة له منزلا.. آمين