يكفيك جولة فقط في الصحف الإلكترونية و دقق في تعليقات السعوديين حول أي خبر يحكي عن اشكالية ذات علاقة بالمبتعثين ستجد هذه العبارة هي العبارة الأكثر شيوعا ( آخرة الابتعاث) و أحيانا كثيرة تجد هذه العبارة في أخبار لا علاقة لها بالمبتعثين . ضرب طالب في مدينة انجليزية ( آخرة الابتعاث) ضياع طالب في استراليا (آخرة الابتعاث) تأخر رحلة الخطوط السعودية ( آخرة الابتعاث) للأسف ارتبطت هذه العبارة بأي خبر يحكي عن فساد أخلاقي وكأن المبتعثين والمبتعثات هم أسباب الفساد والانحطاط وانهم يعيشون حياة مليئة بالمنكرات و ترك الصلاة والاختلاط واللافت للنظر هو تعاطي بعض الدعاة مع القضية وكأنها بالفعل حقيقة ثم يتطور الأمر لصناعة قصص عن سجود طالب للصليب حبا في فتاة و أن 10 من الطلبة يتنصرون في كل عام وللدقة أكثر 8 يتنصرون واثنان يلحدون ( لكي نكون أكثر دقة ) وتأتي بعدها قضية النسب وأن 80٪ من الطلبة السعوديين بالخارج يشربون الخمر ويدخلون الملاهي الليلية. كل هذه الأمور تعبر عنها عبارة ( آخرة الابتعاث) وفي المقابل نجد أغلب هذه المنابر وهذه الألسن تخرس بل ويصيبها العمى عن الأخبار التي فيها تميز الطالب (ة) السعودي في الخارج على مستوى البحث العلمي والابتكارات والجهود التي يقوم بها هؤلاء الطلاب والطالبات وتغيب عبارة ( آخرة الابتعاث) فجأة بل ربما يقرأ بشكل آخر ويترك الإنجاز ويذهب الحديث حول أمور أخرى -خصوصا إذا كان الإنجاز لفتاة - فهم يتحدثون عن سبب خروجها من البلد وعن الاختلاط متناسين أنها قد ذهبت برفقة محرم وبشخصيتها وثقافتها هذه الثقافة المتفشية في مجتمعنا هي ثقافة محبطة و قاتلة لطموحات الآخرين وأعني هنا (ثقافة الوصاية) . الفرد مهما اختلفت مكانته في المجتمع يظل فردا مهمته أن يقود نفسه أولا ثم يفكر في الآخرين لكن أن تفرض وصايتك على الكل وانت المصيب فقط ، وبالتأكيد فإن هذه العبارة ستتغير لو أتتك الفرصة للابتعاث وقتها الابتعاث يتحول بقدرة الله إلى ميدان التعلم الفريد . أخي وأختي أبناء المجتمع السعودي الكريم: المبتعث والمبتعثة هم كغيرهم لا يريدون منكم أن تحيطوهم بأي خصوصية يعيشون مثلكم ويصلون مثلكم يعتزون بدينهم و بقيمهم يحافظون على العادات والتقاليد السليمة يتحملون الغربة والبعد للعودة بالمفيد لوطنهم لم يختاروا معاناة الغربة لكي يضيعوا حياتهم في الملهيات و هم علامات مضيئة في الخارج فقط أحيطوهم بدعواتكم وتشجيعكم ، وإن اخطأ المبتعث (ة) فالأمر ليس بالغريب فهم (بشر) .