أكد ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أن العالم اليوم أمام كارثة إنسانية تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين والأعراف الدولية، وتبرهن على ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيقها. وقال ولي العهد خلال مخاطبته نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة، إن المملكة بذلت جهوداً حثيثة لحماية المدنيين ووقف الحرب في غزة، ومن هذا المنطلق فإن المملكة تجدد المطالبة بضرورة الوقف الفوري للعمليات العسكرية وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين، وتمكين المنظمات الإنسانية من أداء دورها، مؤكداً الدعوة للإفراج عن الرهائن والمحتجزين وحفظ الأرواح والأبرياء. وجدد التأكيد على إدانة المملكة ورفضها القاطع للحرب الشعواء التي يتعرض لها الأشقاء في فلسطين، والتي خلفت آلاف الضحايا من المدنيين العزل والأطفال والنساء والشيوخ، ودمرت المستشفيات ودور العبادة والبنى التحتية. وشدد ولي العهد على رفض المملكة استمرار العدوان والاحتلال والتهجير القسري لسكان غزة، وأن المملكة تحمّل سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته. وأبان أن هذا الوضع المؤسف يتطلب جهداً جماعياً منسقاً للقيام بتحرك فعال لمواجهته، داعياً إلى العمل معاً لفك الحصار بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للمرضى والمصابين في غزة. وأضاف: أننا على يقين بأن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان، وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة بحدود 67 وعاصمتها القدسالشرقية. ضم الوفد الرسمي للمملكة بالقمة؛ الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، والأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، والأمير عبد الله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني، والأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، والأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان. من جهته، أكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن التهجير القسري لسكان قطاع غزة أمر مرفوض تماماً وهو جريمة ضد الإنسانية، وأن الجامعة لن تسمح به، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار في غزة أولوية قصوى. وأضاف أن آلة الحرب الإسرائيلية تستمر في استهداف المدنيين وخاصة الأطفال والنساء، وأن العالم بأسره شاهد على المذابح المرتبكة بحق سكان قطاع غزة الأبرياء والعزل. بدوره، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع عدوان وحشي وحرب إبادة لا مثيل لها، مشيراً إلى مقتل آلاف الأطفال وإبادة أسر بكاملها وتدمير المستشفيات والمساجد والمدارس والكنائس، وكل هذا على مسمع ومرأى من العالم. وطالب "عباس" العالم بتحمّل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم وتأمين إدخال المواد الطبية والغذائية، وجدد رفضه القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، قائلاً: "سنحاكم ونلاحق الاحتلال الإسرائيلي في المحاكم الدولية". من جانبه قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن الممارسات اللا إنسانية من السلطات الإسرائيلية تتطلب وقفة جادة، مؤكداً أن ما يحدث في فلسطين يكشف ازدواجية المعايير، واختلال المنطق السليم. وأكد ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين، رفضهم أن تتحول قضية فلسطين الشرعية العادلة إلى بؤرة تشعل الصراع بين الأجيال، مبيناً أن العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية ومعالجة جذورها. وأشار إلى أن هذا الظلم الذي يمارس في الأراضي الفلسطينية لم يبدأ قبل شهر، بل هو امتداد لأكثر من 7 عقود، وأغلبية ضحاياه من المدنيين الأبرياء، مبيناً أن السبيل الوحيد لحل الأزمة والخروج من مشاهد العنف والقتل المستمرة منذ عقود، هو حل الدولتين. بدوره، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الصمت العالمي أمام الوحشية الإسرائيلية أمر مخجل، مشيراً إلى أن إسرائيل تحاول الانتقام باستهداف الأطفال والنساء وقطاع غزة هُدم بالكامل والغرب لم يناشد حتى بإيقاف إطلاق النار. من جانبه، قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد أمير قطر إن الأشقاء الفلسطينيين يمرون بما لا طاقة للبشر على تحمله من فظائع ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية، وأن المجتمع الدولي فشل في تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الفلسطينيين. وتساءل إلى متى سيبقى المجتمع الدولي يعامل إسرائيل وكأنها فوق القانون الدولي وإلى متى سيسمح لها بضرب القوانين الدولية عرض الحائط، مضيفاً: من كان يتخيل أن المستشفيات ستُقصف علناً في القرن ال 21 وأن عائلات ستُمسح من السجلات بالقصف العشوائي. بدوره، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي التي أمرت وشجعت الكيان الصهيوني على ارتكاب هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وهي شريكة رئيسية فيها. وأضاف أن إسرائيل هي الابن غير الشرعي لأمريكا وهو يظل يواصل قتل وقصف الفلسطينيين بما لا يتوافق مع القوانين الدولية، مشيراً إلى أن إرسال أمريكا آلتها الحربية إلى المنطقة فهي بذلك تكون دخلت فعلياً في الحرب لصالح إسرائيل، كما أمنت الدعم الكامل لإسرائيل بمنع المصادقة على قرار مجلس الأمن الذي كان سيمنع قتل الأبرياء في فلسطين؛ ما أفسح مجالاً لاستمرار ارتكاب المزيد القتل وسفك الدماء. وأكد أنه يجب على المنظمات الدولية معاقبة إسرائيل على جرائمها غير الإنسانية بحق الأبرياء، داعياً الدول العربية والإسلامية وبقية دول العالم لإنشاء صندوق خاص لإعادة إعمار غزة. من جهته، أكد ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد، أن الفلسطينيين في غزة يتعرضون لجرائم تفوق الوصف على أيادي سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وفي صورة تؤكد ممارستها لعقاب جماعي، وفي مشهد يكشف ازدواجية المعايير ويتعارض مع القانون الإنساني الدولي. وكان الرؤساء وقادة الدول العربية والإسلامية، قد بدؤوا التوافد إلى مقر انعقاد القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بالرياض. واستقبل ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بمقر القمة؛ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وكان وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، عقدوا (السبت) اجتماعاً تحضيرياً للقمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي ستنطلق اليوم بالرياض. وفق "أخبار 24". وتقرر عقد القمة العربية الإسلامية، عوضاً عن القمة العربية غير العادية، والقمة الإسلامية الاستثنائية اللتين كانتا من المقرر أن تعقدا في التاريخ نفسه. وذكرت وزارة الخارجية، في وقت سابق، أن تلك القمة تأتي استجابة للظروف الاستثنائية التي يشهدها قطاع غزة، وبعد تشاور المملكة مع جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي؛ وذلك نظراً لأهمية توحيد الجهود للخروج بوقف جماعي موحد بشأن الأحداث الخطيرة وغير المسبوقة بالأراضي الفلسطينيةالمحتلة.