يعد القلق من الانفصال عن الأم فترة طبيعية في مرحلة نمو الأطفال، ويمكن أن يمروا بها، إلا أنهم يصابون بها في وقت مبكر من أعمارهم، ويتجاوزنها ببلوغهم العام الثالث من العمر، وبعض المواقف قد تعيد الأطفال إلى هذه الحالة من القلق، كدخول المدرسة أو روضة الأطفال. وفي بعض الأحيان، قد يتطور شعور طفلك من الخوف العادي، إلى حالة أكثر خطورة تُعرف باضطراب قلق الانفصال، ووفقا ل"الكونسلتو" و"مايو كلينك"، فعليكِ طلب الرعاية الصحية إذا بدا على طفلك القلق لفترة طويلة، أو أثر هذا على أنشطته، أو أصيب به بعد تجاوز مرحلة الطفولة، ودخوله في مرحلة المراهقة والبلوغ، وعليك عندئذ توجيهه لتلقي العلاج. الأعراض يُعاني الطفل المصاب بقلق الانفصال من عدة أعراض تظهر عليه بوضوح؛ منها الحديث المتكرر بشأن الخوف من الابتعاد، وعدم القدرة على السيطرة على الانفعالات في غياب الأبوين، والتعرض لكوابيس أثناء فترة النوم، والقلق من التعرض للأذى، وعدم الثقة في الآخرين، وصعوبة النوم بعيدًا عن الأبوين، والصداع وآلام المعدة، أو الشعور المفاجئ بالخوف الذي يصل إلى ذروته في غضون دقائق. التشخيص عند طلب الرعاية الصحية النفسية لعلاج الطفل سيتم تشخيصه، ويشمل ذلك التقييم النفسي للطفل، الذي ينطوي على مقابلة منهجية تتضمن مناقشة الأفكار والمشاعر، ومراقبة السلوك، وعلى الوالدين طلب الرعاية الصحية، واللجوء للمتخصصين في حال ظهور الأعراض على الطفل، كي لا يتفاقم الأمر ويصل إلى حدوث مضاعفات نفسية أخرى. وفق "أخبار 24". العلاج يتم علاج الطفل عن طريق الإرشاد النفسي، والتعامل مع الإخصائيين النفسيين، ويعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) شكلا فعالا للعلاج النفسي لاضطراب قلق الانفصال، حيث يمكن لطفلك تعلم كيفية مواجهة المخاوف بشأن الانفصال والشك، وإدارتها. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للوالدين تعلم كيفية الدعم العاطفي وتشجيع الاستقلالية المناسبة للعمر، كما يعد العلاج السلوكي المعرفي، إضافة للأدوية، أسلوبًا فعالًا في بعض الحالات، بمساعدة تغييرات في نمط الحياة المنزلية. ماذا أفعل في حال إصابة طفلي؟ يجب التحدث مع المرشد النفسي أو الطبيب الخاص بطفلك للحديث عن الاضطراب ومساعدة طفلك على فهمه، مع الالتزام بخطة العلاج بمواعيدها المقررة، كما يجب طمأنة الطفل مما يثير قلقه، وهذه الطمأنة ناتجة عن حديثك حول المشكلة، والذي يلزمك بالطبع قبل عرضه على الطفل، التحدث عنه مع الأخصائي النفسي حول ماذا أقول وكيف أقول. ويجب تشجيع الطفل على خوض تجارب جديدة، وعدم الخوف والإقدام، كما ينبغي أيضًا أن تشرح للمختص النفسي الأعراض التي تظهر على طفلك بالتفصيل ومتى بدأت، وهل تفاقمت أم لا، وكيف تؤثر على أنشطته اليومية، والتاريخ العائلي للإصابة بمشكلات نفسية، وأيضًا تاريخ طفلك المرضي، والأدوية التي يتناولها.