قال تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب . كثيرا ما نسمع هذه الايام عبارة: أنا قلق، انا متوتر، ونلاحظ أيضا اشخاصا عصبيين ومتوتري المزاج. * فما هو القلق؟ القلق هو عبارة عن الخوف من المجهول او من المستقبل، الخوف من ان هناك مرضا، او مصيبة او كارثة سوف تحل بالشخص. وهذا الخوف ليس له مبرر ويختلف الشعور به من انسان الى آخر فقد يأتي في فترات متقطعة وقد يكون هذا الشعور مزمنا. والقلق يبدأ الشعور به منذ الطفولة وبالتحديد بعد الشهر السادس من العمر فهنا يبدأ ما يعرف بالخوف من الغرباء Stranger Anxiety اما من السنة الثانية حتى الخامسة من العمر فتعرف بمرحلة العمر القلق Age of Anxiety فهناك الخوف من الحيوانات، من الازعاج، من الظلام ومن العزلة والخوف من الاطباء والمستشفيات. وهذا الخوف عادة ينتج من خوفهم بان يؤذيهم احد ويكون الأذى جسديا بحتا ولكن حينما يكبر الطفل وتتوسع مداركه يبدأ القلق على والديه ثم على منزله ثم اصدقائه. بعد ذلك وفي سن السادسة يبدأ القلق مع بدء الدراسة والانفصال عن الوالدين ولو لفترة محدودة ويبدأ الخوف من الرسوب. اما بالنسبة للمراهقين فهناك الخوف من التحدث امام مجموعة من الناس والخوف من الفشل ومن المستقبل. فكلما تقدم الانسان في العمر زادت مخاوفه وبالطبع تختلف هذه المخاوف من عمر لآخر فالخوف من الشيخوخة والامراض المزمنة والموت هي من المخاوف المعروفة ولكنها تختلف من شخص لآخر فقد تكون طبيعية عند شخص ومرضية عند آخر. والقلق قد يرتبط بأمراض نفسية اخرى كالرهاب، والخوف الاجتماعي، الوسواس القهري والخوف من الاماكن المغلقة او المرتفعة او امراض جسمية كالسكر او الضغط ونحن نعلم ان المريض يعترف بهذه المخاوف ولكنه لا يعرف ماهي اسبابها. وقد يعترف بأنها مخاوف سخيفة ولا قيمة لها ولكنها تسيطر عليه وقد تؤثر على حياته وعلى عمله وقد تشغل باله في معظم الاوقات وقد تؤثر على سلوكه وتعاملاته مع الآخرين. وأعراض هذا المرض قد تكون نفسية او جسمية فالاعراض النفسية مثل : قلة التركيز، وعدم القدرة على الاسترخاء، قلة النوم، الصعوبة في البدء في النوم، الشد العصبي، سرعة الغضب، الهواجس. اما الاعراض الجسمية فقد تكون مثل آلام العضلات، الصداع، آلام الرقبة والكتف وآلام الظهر والبطن، الخفقان، التعرق، الاسهال، كثرة التبول، ضيقة الصدر. وهكذا نرى ان المريض قد يشتكي من اعراض في الظاهر تبدو انها جسدية المنشأ كآلام الظهر والصداع ولكن اذا اخبر المريض الطبيب بتفاصيل ادق سوف تتضح الأسباب الحقيقية لهذه الاعراض. اما العلاج فهناك العلاج النفسي والعلاج بالادوية وغالبا ما يكون العلاجان مهمين معا. والعلاج النفسي يعتمد على المريض ومدى تجاوبه مثل العلاج بالاسترخاء والعلاج الادراكي والعلاج السلوكي. اما العلاج بالأدوية فهناك عدة مركبات مثل Diazepam و Beta. blockors ومضادات الاكتئاب قد يكون لها اثر كبير في معالجة هذا المرض. واخيرا لا ننسى ان الايمان بالله والاكثار من ذكر الله له دور كبير في علاج هذا المرض او منعه من الحدوث.