النجاح المهني لا يتعلق فقط في المقابلة الوظيفية ولا حتى في الإجابة على الأسئلة حينها ، فالأهم من هذا هو القرارات التي تتخذها خلال السنوات التي تسبق كل مُقابلة . وهذه هي القرارات التي تتخذها يومياً في عملك الحالي أو القرارات التي تتخذها في محاولة الحصول على عمل ، أو القرارات التي تتخذها سعياً وراء الحصول على ترقية أو مهما كان ماتريده . كل القرارات السابقة قادرة على التأثير على اسلوب حياتك وحتى على أدائك الوظيفي . تريد التغيير في مكانتك الوظيفية أو موقفك اتجاه المسؤولين ، لا بد من وجود ( الرغبة والرغبة القوية ) التي يمكنها في لحظة أن تمنحك النجاح الوظيفي والإجابة الوافيه لكل قرار تتخذه داخل المنشأة . الرغبة الأولى : البحث عن ( الشغوفين الناجحين المحبين ) لمهام العمل وكيف بأمكانهم التكييف وتغير بيئة العمل إلى بيئة جاذبه مليئة بالطاقة والإنجاز . وتذكر جيداً : لايوجد أسوأ من شخص يكره مايفعل ، وتذكر بأنك بدون هدف داخل المنشأة ولن تتمكن من الحصول على الصورة الذهنية المميزة اتجاهك ، ولا تعاتب نفسك جُزافاً إن لم تتذكر جيداً . الرغبة الثانية : مهما بلغت العقبات داخل العمل امنح نفسك ( الإيمان ) التام بأنه يمكنك فعل ماتؤمن به من خلال وضع التحديات ومواجهتها والتغلب عليها . وتذكر جيداً : ستفشل في غياب الإيمان من تحقيق رغبتك لكي تكون مطلوباً . الرغبة الثالثة : التركيز على تحقيق النتائج ، حتى لو كانت مهام عملك هي حصر عدد المعاملات الصادرة في اليوم ، ركز على العدد في نهاية الأسبوع واصنع مقياساً لتيار المعاملات الصادرة لهذا الأسبوع . وتذكر جيداً : لن تجد الثقة في عملك إن لم تكن مُنجزاً واثقاً بما يمكنك انجازه ، ولكي تكون مطلوباً كُن حريصاً على نتيجة أدائك في نهاية اليوم والشعور بالرضا والثقة التامة . الثقة هي جوهر العلاقات ولابد لثقتك بأن تكون هي الدافع الرئيسي لعملك واطمح لأن تكون شخصاً يثق فيه الجميع ، حتى ولو تأخرت ترقيتك 8 سنوات . المُبادرة كفيلة بوضعك داخل دائرة الثقة وتغلغلك داخل المسؤولين الذين شيئاً فشيئاً سيمنحونك الثقة وتوكيلك بإنجاز مهام أكبر ووضعك على رأس القمة وتزكيتك . أهمية الأهمية : أن تكون الأمور المهمة في حياتك الشخصية و المهنية واضحه أمامك ، الأمور المهمة تمنحك التركيز والتطوير المستمر لحياتك وعملك ، كُن بجانب الأمور والمهام المُهمة . أتذكر في بداية مرحلتي العملية كُنت انتقد كثيراً بيئة العمل ومايدور حولها وحواليها في شتى الجوانب ودخلت في دوامة الشكوى ! وماذا بعد ؟ جلس معي أحد المسؤولين ووجه لي عدة أسئلة من ضمنها : إلى أي جهةٍ تنتمي فأجبت ، والسؤال الآخر : لو سمع الناس شكواك وانتقادك وأنت تعمل في هذه المنشأة ماهي نظرتهم لك ؟ وما مدى ثقتهم فيها وثقتهم فيك ؟ بعد ذلك اللقاء تعلمت بأن الولاء و الإنتماء والحرص على السُمعة المؤسسية واجب وطني وواجب من واجبات المهنة . إذا لم يكن لدى أي موظف ولاء تام وانتماء كامل للمنشأة وليس حريصاً على سمعتها الخارجية ( لا يستحق بأن يكون مطلوباً ولا حتى مرغوباً ) . وبكل شفافية إن لم تظهر بوادرك لكي تكون موظفاً ناجحاً مُبادراً تحظى بالثقة وتمنح عملك الولاء والإنتماء الذي سيمنحك في المقابل كافة الرغبات التي تتطلع للحصول عليها وربما أكثر ،، ستكون خارج المنظومة في بداية مرحلة الخصخصة ، فالقطاعات الخاصة وقريباً القطاعات الحكومية قائمة على زرع الولاء والإنتماء ، وماهي المبادرات التي تقدمها وماهي مهاراتك ومميزاتك الوظيفية وما مدى الرضا على هذا الموظف . تذكر بأن جميع الوظائف ثُلاثية الأبعاد : 1- البعد الأول : عناصر الوظيفة كما يتم وصفها ، وهذه المهام التي يجب عليك أداؤها . 2- البعد الثاني : النتائج التي يجب عليك تحقيقها يومياً . 3- البعد الثالث : الهدف العام من وظيفتك ، والذي يعتبر هدف من أهداف المنشأة وبأنك جزء رئيسي في تحقيق الأهداف . المنافسة على أشدها ، والموهبة مطلوبة والوظائف ليست آمنة .. وفي الختام : هل مازلت موظفاً مطلوباً ؟