يعد التعليم نهضة الأمم ولم تعد أهميته محل جدل فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت أن بداية التقدم الحقيقي خطوته الأولى التعليم . فالدول المتقدمة جعلت التعليم في أولوية برامجها وسياساتها ، واتخذته بوابة عبور نحو النماء والأزدهار والتطور في شتى المجالات . ولايخفى على القارئ الفاضل أن المناهج التعليمية تعد من أقوى ادوات التعليم في تحقيق آمال الشعوب وتطلعاتها وما من دولة سعت للتقدم والسبق في أي صعيد إلا وعكفت على مراجعة وتطوير مناهجها . ويرجع ذلك لأهمية الدور الذي تقوم به المناهج التعليمية في العملية التعليمية من تنشئة الأجيال الجديدة وإعدادهم للنهوض بمجتمعاتهم والرقي بها . كما تعتبر المناهج القلب النابض للنظام التعليمي في أي دولة ومن ثَم فإنها اصبحت أكثر عرضه من غيرها للتغييرات والتحسينات ، وقد تعددت الرؤى والأفكار المطروحة لتحسين المناهج وتطويرها بشكل يساعد طلاب اليوم على مواكبة التطورات الحاصلة وإكسابهم المعارف والمهارات والخبرات اللازمة ليصبحو أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم وفي حياتهم الخاصة. (ماجد بن ناصر المحروقي 2006 ) غير أن المناهج التعليمية تواجه ما يفرضه عليها عصرنا الحالي من تقدم في كافة المجالات المعرفية ، والإجتماعية ، والتربوية ، والثقافية والتي تحدث على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي. فأصبحت المناهج التعليمية مع هذه التغييرات تواجه تحديات حقيقة من أهمها : تحدي النمو السريع للمعرفة وتدفق المعلومات وثورة تقنية المعلومات وتحدي التفكير العلمي وتحدي الابداع والقيم . ومن خلال رصد التحديات السابقة فإنه من المتوقع أن تحدث نقله نوعية في المناهج التعليمية بكاملها ، ويقع على عاتق مطوري المناهج التعليمية العمل على تهيئة وتطوير المناهج للتكيف مع هذه المتغيرات والتحديات وتسخير المفيد منها من أجل تحقيق تعليم مثمر وناجح . ولمواجهة هذه التحديات لابد من بناء أو إعادة بناء نظام تعليمي قوي ومتماسك من خلال التركيز على : - إيلاء مكانة خاصة ومتميزة في السياسات التربوية والمناهج وطرائق التدريس لمفهوم التعليم، وإعادة النظر في المناهج ومضامينها في ضوء روح العصر ومتطلباته، وفي ضوء الخصوصيات الثقافية للأمة، مع تحقيق التوازن بين التقدم العلمي والتكنولوجي. – التأكيد في المناهج الدراسية على إكساب الدارسين للقيم والمضامين الإنسانية والعالمية دون إغفال القيم والأخلاق الإسلامية. – تصميم المناهج بحيث تعطى فرصة لإيجابية الطالب وأعمال قدرته الإبداعية، وإكساب الطالب مهارات البحث العلمي والتفكير الناقد منذ الصغر. – استخدام أساليب وأدوات ووسائل مختلفة لاكتشاف ميول ومواهب وقدرات الطلاب وتوجيههم التوجيه السليم والمناسب سواء أكان للتعليم العام الأكاديمي أو الفني والتقني. – الاستفادة من الاتجاهات العالمية الحديثة في بناء وتطوير المناهج؛ وهي: تنمية مهارات التفكير والثقافة العلمية، والمستحدثات العلمية وأخلاقيات العلم. – ربط الجوانب النظرية بالجوانب العملية والتطبيقية في المناهج والتأكيد على الممارسة والنشاط وعمل المشروعات في عملية التعليم والتعلم. اخيرا يجب علينا الاهتمام بالتحسين والتطوير المستمر للمناهج التعليمية لمواكبة التطور العالمي ولتكون مناسبة للأجيال التي اصبحت تنكب على كل جديد ولاتهتم بجودته وصلاحيته بقدر مايهمها كونه جديدا. فلذا يقع على النظام التعليمي المسؤولية الكاملة في جعل المناهج مواكبة للتقدم ومستفيدة من التطور ومواجهة لكل جديد. وختاما التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استعماله لتغيير العالم . (نيلسون مانديلا ) بقلم الباحثة : أماني بنت علي الفيفي ماجستير المناهج وطرق التدريس جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز المراجع : بهجت، رفعت (2012) المناهج الدراسية التحديات المعاصرة بوقنادل ،عبداللطيف مجلة جامعة وهران العدد22 تطوير المناهج الدراسية في عصر العولمة