كرم الله الإنسان بأن حفظ له مايخفيه في قلبه وفكره من أسرار ونوايا *بحيث* لاتكون ظاهره لغيره ولا *يعلمها* إلا الله قال تعالى ( يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ...) وقد نهى الله جل جلاله الذين *يتعاملون بالسحر* لمعرفة ماتخفي الأنفس من أسرار *أو نوايا* وكذلك من يظن او يفسر نوايا غيره ، حيث قال تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ .....) وقد سُئل رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عن الغيبة, فقال: هُوَ أنْ تَقُولَ لأخِيكَ ما فِيهِ, فإنْ كُنْتَ صَادِقا فَقَدِ اغْتَبْتَهُ, وَإنْ كُنْتَ كاذِبا فَقَدْ بَهَتَّهُ". ... وأجتمعت الأمة الإسلامية ان يظن الإنسان في أخيه ظن الخير واذا *لزم* الأمر أن يفسر *النَوايا فلتكن ب 99 ٪ نوايا حسنة و واحده 1٪ يفسرها بنية سيئة*. ولكن هناك من يجعل في *تفسيره للنوايا* السيئة هي الأولى ولا يعترف ان هناك 99 ٪ نوايا حسنة يجب أن يبدأ فيها قبل السيئة فهؤلاء هم ( أشر الناس) الذين يجزمون ان كل مايفعل او يقال من غيرهم مقصود *به* نية سيئة حتى لو علموا من صاحب النية أنه لايقصد ما فسروها من النية السيئة، بل له نية اخرى في قوله او فعله، فسيكون ردهم انه يتهرب عن الحقيقة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال (( أنما الأعمال *بالنيات* و أنما لكل *امرءٍ ما نوى* ) ولم يقل ولكل الناس تفسير مانوى فالذين يفسرون نوايا الناس بالباطل ويجزمون ان تفسيرهم لايوجد تفسير غيره هم ( أشر الناس) وتختلف الأسباب *للتفسير* السيئ *للنوايا* منها الكراهية والحسد والخوف من تغيير المنصب وقطع الأرزاق و النقص في النفس وعدم الثقه في الآخرين. ولو فسروا النوايا السيئة وكتموها في أنفسهم *لكان* *خيراً* لهم *فهؤلا* الذين هم ( أشر الناس) لايكتفون في تفسيرهم *السيئ* لغيرهم بل *يكونون* على عدة مراحل هي كالتالي = 1 _ تفسير النوايا السيئة و صناعة *الادلة* المتوافقه مع التفسير *السيئ* وليس مع نوايا من قال او فعل الحدث. 2 _ أذا أوضح لهم من قام بالقول او العمل أنهم مخطئون في *تفسير* النية وانه لم يفكر او ينَوي ماذكروه في تفسيرهم السيء *فإنهم* يتهمونه بالكذب *واخفى* الحقيقة وأنهم لايحتاجون كلامه *فهي واضحة* وضوح الشمس ولا تحتاج ان يوضح تفسير نيته لهم. 3 _ نشر تفسيرهم *السيء* *للناس ومحاولة إقناع* الكثيرين ان نية من قال او فعل هي نية سيئة لاتفسير اخر لها. 4 _ البحث عن من هم مثلهم (أشر الناس) ليتفقوا مع بعضهم *ويكونوا* فريقين كل منهم يستشهد *بالآخر*فإذا* جاء من يجادلهم ان النية السيئة لاتحدث من هذا الشخص *فهو* معروف *بأخلاقه* وحسن تعامله فيكون ردهم إسأل فلان عنه وهو من الفريق الثاني في ( أشر الناس) اذا لم تصدقنا *فإن* عنده *الأدلة* على هذا لتعلم أنك مخدوع في هذا *السىيء*. 5 _ تطوير النوايا إلى فعل وذلك بعد أن يقتنع الجميع في تفسير النيه السيئة انه صحيح يتم الزيادة والتحريف بما قيل او فعل حتى ينشرها مجموعه من (أشر الناس) *انها تمت وانها* ليست نيه فقط بل قول او فعل *أو* حدث. ولهم كذلك العديد من الأساليب التي يستطيعون اقناع غيرهم أن من قال او فعل هو نيته سيئة ليصلوا *الى* اطماعهم ومصالحهم. ولا يعلمون ان بسبب تفسيرهم *السيئ* وسوء الظن بغيرهم ان عليهم غضب من الله ورسوله فتفسيرهم لنيه غيرهم ظالم *وأفتراء* قد تقطع أعناق أبرياء و قد تشتت *أسر* ويضيع أبناء وقطع أرزاق قد كتبه الله وقد ذهبت سمعة رجال تعبوا واجتهدوا ليرفعوا *اسمهم* ويكسبوا ثقة وحب الناس لهم. فحصل لهم عكس مايريدون كل هذا وأكثر بسبب( أشر الناس) ... لذلك يجب على الإنسان الخوف من الله وان يحسن الظن بغيره و لا يفسر النوايا بما يراه هو واذا *لزم* الأمر أن يفسرها *فليجعل* نسبة 99 ٪ من تفسيره حسنة وواحدة سيئة يجعل لها كذلك عذر ولايقدمها في تفسيره على النوايا الحسنه ف( أشر الناس) هم من يترك 99 ٪ نوايا حسنة و يعمل *بالنية* السيئة وهي واحد *1٪* فقط. وَيجب على من يخاف الله ان يحارب ( أشر الناس) ولايسمع منهم و ينصحهم ان *يتقوا* الله ولا يطعنوا او يقذفوا غيرهم واذا *لزم* الأمر لايتوقف الإنسان عند مايسمعه من ( أشر الناس) بل يذهب لصاحب القول او الفعل و َيخبره انه سمع عنه كذا وكذا فهل هو صحيح حتى يسمع النية من الذي قال او فعل *الشيء* بنفسه. وقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه،وقد *فقئت* عينه يشتكي من فعل به هذا،وقد أشفق الصحابة رضوان الله عليهم على هذا الرجل،وتوقعوا أن يحكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه،له ولكن عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه،جعله يقول انظروا لمن فقأ عينه فقد يكون قد فقئت عيناه. *وأخيراً* هذه قصة تتحدث عن (أشر الناس) أنه كان رجلا يحمل أناء.. *فمر* على مجموعة من *الرجال فقال* أحدهم، ان هذا يحمل *إناء* فيه عسل خلطه بسم *وقال* الثاني انه يحمل فيه لبن قد سرقة وقال اخر انه يحمل خمر والعياذ بالله وبدأ كل واحد يقول ما يعتقد أنه موجود في *الإناء* وهم لايعلمون مافيه.. ثم التفت لهم الرجل وقال لم تحسنوا النية، بل هذا *ماءٌ حارٌ مغليٌ* اريد ان اسكبه في وجوهكم لأنكم ( أشر الناس). الكاتب : علي الدبيبي