زاد انتشار أجهزة “البلوتوث” والسماعات اللاسلكية في الآونة الأخيرة، وزاد معه الحديث عن احتمال ارتباطها بمشكلات صحية قد تصل إلى حد الإصابة بالسرطان. وفي السابق، عبر علماء من دول عديدة عن مخاوفهم بشأن الآثار الصحية المصاحبة للتعرض للمجالات الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الأجهزة اللاسلكية. وقال جويل موسكوفيتس الطبيب بجامعة كاليفورنيا في بيركلي إنه رغم إجراء أبحاث مستفيضة بشأن المخاطر الصحية المرتبطة بالمجالات الكهرومغناطيسية، إلا أنه لم يتم إعداد قدر كاف من الأبحاث بشأن مدى سلامة التعرض طويل الأمد للإشعاعات الناجمة عن البلوتوث أو السماعات اللاسلكية. يقول موقع “هيلث لاين” إن المجالات الكهرومغناطيسية هي مناطق طاقة غير مرئية أو “إشعاع” تنتجه الكهرباء. وعندما يستخدم المرء البلوتوث والسماعات اللاسلكية، وأيضا الكمبيوتر والجوال وحتى أفران المايكروويف، فإنها تبعث بنوع محدد منخفض المستوى من تلك المجالات يسمى “إشعاع التردد اللاسلكي”. وفي عام 2011، صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان هذا النوع من الإشعاع بأنه أحد العوامل المسببة للسرطان، ووجد بحث آخر في 2018 أجراه برنامج تابع لوزارة الصحة الأمريكية أن التعرض لمستويات مرتفعة من هذا الإشعاع، مثل تلك التي تصدرها جوالات الجيل الثاني والثالث، قد تسبب السرطان “للفئران”. لكن هل هذه النتائج العلمية ترتبط مباشرة بالاستخدام البشري لهذه الأجهزة وما هي مستويات إشعاع التردد اللاسلكي التي قد تشكل خطورة على الصحة؟ ونقل هيلث لاين عن موسكوفيتس قوله إن كمية الإشعاع التي يصدرها البلوتوث أقل بكثير مما تلك التي تخرج من الجوال. ورغم أن البلوتوث والسماعات اللاسلكية تبعث بنسب منخفضة من الإشعاعات مقارنة بالهواتف الجوالة، إلا أن مكانها بجوار المخ مباشرة مبعث قلق كبير لخبراء الصحة. وقال موسكوفيتس “بسبب قرب البلوتوث والسماعات اللاسلكية من الجسم أو الرأس فإن التعرض الفعلي قد يكون نصف أو ثلث ما قد يتعرض له الإنسان من الهاتف الجوال”.وفق “أخبار 24”. ويعتقد بعض الخبراء أن الاستخدام طويل المدة والمزمن للأجهزة اللاسلكية قد يضر الصحة. وقال موسكوفيتش “إذا استخدام المرء 'آيربود' لساعات عديدة في اليوم فإن تعرض الإشعاعات على المخ سيكون كبيرا”. وقال الطبيب سانتوش قيساري الاخصائي بمعهد جون وين للسرطان بسانتا مونيكا في كاليفورنيا “إذا كنت تخطط لمحادثات هاتفية طويلة، فإن أفضل البدائل سلامة هو استخدام مكبر الصوت بالجوال أو السماعات السلكية”. ويحتاج الأطفال لاهتمام أكبر في هذا الشأن خاصة وأنهم لا يزالون في طور النمو وبالتالي فهم أشد حساسية للإشعاع. وقال قيساري “المخاطر على الأطفال أكبر خاصة وأن أحجام رؤوسهم أصغر وجماجمهم أقل سمكا”.