هوس انتشر وبشكل لافت في موقع التواصل الإجتماعي ( تويتر ) ومواقع التواصل الأخرى لزيادة المتابعين بطرق ومسميات مختلفة ( تابعني أتابعك ، تضيفني أضيفك ) فضلاً عن حسابات زيادة المتابعين والإعلانات المتفرقة في الحسابات الشخصية والوسوم وحسابات الرفع وعروض بيع المتابعين . تابعني وأتابعك تحذفني أبلكك ! كانت هذه إحدى العباراة وعليها يقاس بمثلها والتي توصل أن الهدف هو زيادة المتابعين بأي طريقة كانت بل إن بعضها حسابات إباحية أو تحمل صوراً خادشة للحياء منها ما هي عربية ومنها الأجنبية ولا يعرف مضمونها ومع هذا لم يكن هذا ليمنع أصحاب جمع المتابعين . الخرج اليوم وحتى تنقل الصورة عن قرب سجلت بحساب مؤقت تم طلب إيقافه بعد الإنتهاء من التجربة ففي أقل من ساعة وصل عدد المتابعين لأكثر من 800 متابع ولو تم قبول كل طلبات التبادل لكان العدد أضعافه مما دفعنا للبحث أكثر من الناحية النفسية فتوجهت الخرج اليوم للأخصائية النفسية والمهتمة بشؤون التربية الأستاذة بلقيس السراجي لتسليط الضوء على هذا الأمر حيث قالت : لم يأت هذا الهوس بوسائل التواصل الاجتماعي من فراغ ؛ فقد استطاعت هذه الوسائل إشباع بعض الحاجات النفسية والإجتماعية وإلغاء الحدود الجغرافية والمسافات بين روادها، وأظهرت نماذج للشباب لتحقيق الطموحات والأحلام مع من هم بنفس العمر وهذا زاد من هوس الشباب بمواقع التواصل ، إضافة إلى أسباب أخرى منها سهولة إستخدام هذه الوسائل وتوفرها في كل الأوقات والتواصل المفتوح مع جميع البشر وسهولة تكوين علاقات وعدم الحاجة في وسائل التواصل إلى إستخدام مهارات مثل الحياة الطبيعية وعدم معرفة الأهل لأضرار الهوس بوسائل التواصل وقلة معلوماتهم عن هذه الوسائل مقابل الشباب وعدم إستخدام وسائل التقنين وقد أشارت دراسة استهدفت دول خليجية إلى أن نحو من 80% من الأسر فيها لا يعملون على تقنين استخدام أبنائهم للتطبيقات الحديثة ! وعن دور وسائل التواصل في إشباع الخصائص النفسية والإجتماعية والعقلية لدى الشباب قالت السراجي : هذه الوسائل تمنح الاستغراق في الأحلام وتحويلها إلى آمال واقعية ويشبعها من خلال طلبات الصداقة المشروطة بالمتابعة المتبادلة ، إشباع حب الفضول لديه ويشبعها من خلال زيارة متابعين من ثقافات وأعراق مختلفة ، ومحاولة تحقيق أحلام المستقبل وصناعة الثروة ويشبعها من خلال زيادة المتابعين وردود الفعل الإيجابية والإعجابات بموضوعاته . وأضافت : إن هوس الشباب بالوسائل يشبع لديهم كذلك الحاجات النفسية والإجتماعية التى لم تساعد البيئة المحيطة والمجتمع على إشباعها بطريقة سليمة ومن هذه الحاجات : الحاجة إلى تأكيد الذات ويحقيقها بعمل صفحة خاصة فيه لها معجبين ، الحاجة إلى التقبل الإجتماعي غير المشروط ويحققها من خلال تكوين صداقات أو الإنضمام لمجموعات تحمل نفس الأفكار والميول ، الحاجة إلى إكتساب مكانة إجتماعية مستقلة عن المحيط ويشبع هذه الحاجة من خلال زيادة عدد المتابعين وزيادة عدد الزيارة لموقعه أو عدد الإعجابات ، الحاجة إلى الاستقلال المادي وذلك من خلال التوقعات لأرباح الإعلانات التي سوف تأتي لصفحته ، الحاجة إلى التعبير عن النفس بعيد عن النقد والتحجيم خصوصاً في حال وجود بيئة أسرية محطمة ، الحاجة إلى الإنجاز إن تنزيل الصور والفيديوهات ومتابعة الصفحة يحتاج لجهد ووقت وهذا يشبع الحاجة للإنجاز لديهم بالإضافة إلى الحاجة للتسلية والترفيه و المحبة والإنتماء … الخ مضيفة : إن الدراسات تؤكد أن إشباع هذه الحاجات عبر وسائل التواصل الإجتماعي يحفز الدماغ ويعطي إنطباع للمتعة مشابهة إلى متعة الأكل أو التكريم لإنجاز معين وختمت الأستاذة بلقيس حديثها بأن حب الشهرة وتحقيق الإحلام والإشباع النفسي حق مشروع ولكن إشباع هذه الإحتياجات على أرض الواقع أمر في غاية الأهمية لأنه يحقق التوازن والرضا الفعلي عن النفس . الخرج اليوم وهي تخوض التجربة على أرض الواقع ترجو بأن يتبنى هذا التوجه الذي من شأنه أن يكون إيجابياً لخدمة الوطن جهات حاضنة فبين الحسابات من يجهل أصحابها أنها معادية للدين وللوطن وللقيم والأخلاق بل إن بعضها يطلب تنبيهه للحسابات المخالفة لإلغاء متابعتها مما يؤكد أن الهدف هو زيادة المتابعين دون النظر لإعتبارات أخرى هامة .