توفي الرئيس السوداني الأسبق المشير عبدالرحمن سوار الذهب، اليوم الخميس بالمستشفى العسكري بالرياض، عن عمر ناهز ال83 عاماً، بعد اعتزال العمل السياسي، وحياة حافلة بالعطاء، منها توليه رئاسة مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية، حتى وفاته اليوم. وُلد المشير عبدالرحمن سوار الذهب سنة 1354ه/1935م في أم درمان، وكان لوالده نشاط في نشر العلم وتحفيظ القرآن، وتخرج عبدالرحمن في الكلية الحربية بالخرطوم ضابطاً عام 1955م قبل سنة من استقلال السودان، كما تلقَّى علوماً عسكرية عُليا في بريطانيا والولايات المتحدة ومصر والأردن. وتدرَّج سوار الذهب حتى أصبح رئيساً لهيئة أركان الجيش السوداني ووزيراً للدفاع، وفي 1985م تسلَّم مقاليد الحكم في بلاده في ظروف غاية في الصعوبة، متعهداً بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة خلال سنة، ووفى بوعده ورفض البقاء في الحكم، واعتزل العمل السياسي ليتفرَّغ للعمل التطوعي الإسلامي. وأصبح المشير، عبر مشاركته الفاعلة في القضايا الإسلامية والعربية، من أبرز الشخصيات، وحقَّق إنجازات باهرة إبان عمله نائباً لرؤساء عدد من الهيئات الإسلامية العالمية في القاهرة والكويت ولبنان، وعضواً مؤسساً في أخرى خيرية واجتماعية وإسلامية. كما قام بجهود كبيرة في مجال الإغاثة في فلسطين والصومال والشيشان وأذربيجان، وفي حل النزاعات بين الدول، كما كان عضواً في الوفد العالمي للسلام بين العراق وإيران. ومُنِح سوَار الذهب جائزة الملك فيصل في “خدمة الإسلام” لجهوده في رئاسة منظمة الدعوة الإسلاميَّة في السودان، التي شيَّدت المدارس والمسَاجد والمستشفيات والمستوصفات ومرَاكز الطفولة وملاجئ الأيتام، وحفرت الآبار ومحطات المياه في أفريقيا، إضافة إلى مسَاهمته الفعَّالة في الدعوة، محلياً وإسلاميَّاً وعالميَّاً، وإلى تحلِّيه بالصّدق والوفَاء بالوعد.