فكرة السفر إلى مملكة كمبوديا كانت تراودني من عام 2015م لكن تتأجل بسبب الغموض في دخول كمبوديا بالرغم أن أغلب الجنسيات تستطيع الحصول على التأشيرة من المطار أو عن طريق الموقع المخصص للتأشيرة الإلكترونية ومن ضمنها الجنسية السعودية وأغلب مواطني الدول العربية إلا أنها قد ترفض جوازات كمبوديا دخول بعض السياح العرب دون توضيح السبب. وهذا ما حدث معي شخصياً فأنا شديد الحرص على عدم الوقوع في مفاجأة السفر ولمعرفتي المسبقة بأن مملكة كمبوديا تسمح بالحصول على التأشيرة من المطار إلا أني حرصت على أن أخذها أما عن طريق الموقع الإلكتروني أو من سفارتهم في الدول القريبة من كمبوديا مثل (ماليزيا، تايلند، لاوس...)، فكان أنسب خيار هو الحصول عليها من خلال الموقع الإلكتروني. لكن بدأت المعاناة بعد خروجي من جمهورية لاوس والتوجيه إلى مدينة سيام ريب بكمبوديا في رحلة عبور عن طريق بانكوك فقبل الصعود إلى الطائرة حضر إلي موظف جوازات تايلاند وبدأ يسألني كم يوم سوف تقيم في كمبوديا؟ وكم المبلغ الذي بحوزتك؟ وكيف ستكون طريقة الدفع عند الشراء؟ وطلب مني تذكرة مغادرة كمبوديا، وحجز الفندق الذي سوف أقيم فيه، إضافةً إلى طلب مشاهدة المبلغ الذي بحوزتي، وكأني وقتها متهم وليس مجرد سائح! وياليت بعد هذا سمح لي بالصعود للطائرة أخبروني بأن انتظر حتى يتأكدون من موافقة جوازات كمبوديا وجميع من حولي صعد الطائرة وأنا انتظر رد جوازات كمبوديا حتى يسمحوا لي وبعد عشر دقائق تمت الموافقة من جوازات تايلاند بالصعود بالرغم من عدم حصولهم على رد من كمبوديا وعند الوصول إلى مدينة سيام ريب قامت المضيفة وبشكل غريب بالحاق بي والإشارة لموظف الجوازات الكمبودي الذي ينتظرني عند سلم الطائرة حيث رافقني إلى المكتب الخاص وبدأ بفحص وتصوير جوازي وتذكرة المغادرة وبعد هذه المشقة سمح لي بالدخول. لكن ما هو سبب هذه الإجراءات المعقدة؟ حسب رد أحد الضباط الكمبوديين بأن أي شخص يأتي من الشرق الأوسط يلزم التأكد من بياناته لأنهم يخشون من الإرهابيين كما أنهم يخشون من الذين يأتون للبلاد ولا يرجعون. من وجهة نظر شخصية بأن هذا التبرير غير متوافق مع وضع البلد لأن الإرهابي لا يستحق أن يضيع حياته في بلد كهذا ولا أعتقد بأن كمبوديا ستكون أفضل لأي شخص مهاجر أو لاجئ للعيش فيها أو من يرغب في العمل لن يجد ما يناسبه أو حتى ما يأكله لأن نسبة الفقر تتجاوز 17% من عدد السكان البالغ (15) مليون نسمة كما أنها تفتقد لمقومات الحياة الكريمة ومن المستحيل أن يفكر أي شخص فيها ويترك الدول المجاورة لها مثل ماليزياوتايلاند... التي لا تقوم بنصف هذه الإجراءات المعقدة. بالرغم أني لا أرى أن كمبوديا تستحق الزيارة خاصة لطريقتهم المستفزة وسياحتهم التي يغلب عليها زيارة المعابد إلا أن عدد السياح في عام 2017م تجاوز (5,602,157) وأغلبهم من بلدان شرق آسيا أغلبهم يزور مدينة سيام ريب وسبب ذلك يعود إلى الرغبة في رؤية المعابد الكمبودية وخاصة معبد (انكور وات) الذي يزين علم كمبوديا حيث كان في السابق معبداً هندوسياً ثم تحول إلى معبداً بوذياً، حيث تم تصنيف منطقة المعابد بأنها أكبر مكان مقدس في العالم بوجود (1,000) ألف معبد على مساحة (400 كيلو متر مربع) ولكي تتخيل كبر المساحة فهي أكبر من جمهورية (مالطا)، كما أنها مسجلة ضمن التراث العالمي (اليونسكو). نصيحة لا تضيع وقتك في كمبوديا إلا في حال الاستكشاف أو التجارة. بقلم سعد بن سليمان الفريخ