في عام 2015م اجريت اختبار مقياس (مابس/MAPS) وهو اختصار لكلمة Multiple Assessment Profile System (لأنماط التفكير والتعلم والذكاء) نتج عنه تقرير مكون من (10) صفحات يوضح حالتي من ناحية: (نمط تفكيري، والذكاء العاطفي، والذكاء المتعدد، والميول الوظيفية)، وبالرغم أن الذكاء العاطفي يندرج تحت الذكاء المتعدد إلا أن له أهمية كبرى لأنه يمثل 80% من نسبة النجاح عند الإنسان أما الذكاء المعرفي (المتعدد) لا يمثل سوى 20% ، ويمكن تعريف (الذكاء العاطفي): بأنه القدرة على معرفة مشاعرنا ومشاعر الآخرين وتحفيز أنفسنا وإدارة مشاعرنا ومشاعر الآخرين والتعامل معهم بطريقة جيدة ومن العوامل المؤثرة في الذكاء العاطفي بأنه يتعلق بفهم الانسان لعواطفه ومشاعره، وفهم الآخرين وطريقة التعامل معهم أي المهارات الاجتماعية في التعامل. ولأن الذكاء العاطفي يتكون من (أربع قدرات) فكانت نتيجتي مخيبة للآمال حيث أن أول القدرات كان (الوعي الذاتي): وهو القدرة على معرفتك بمشاعرك وكيف تؤثر على تفكيرك وسلوكك ومعرفة نواحي القوة والضعف لديك وثقتك بنفسك (من أنا، ماذا أريد، كيف أصل إلى ما أريد؟)...، وحصلت على (26 من 100). أما الثاني (إدارة الذات): القدرة على التحكم بمشاعرك وسلوكك وإدارتها بطريقة صحية وأخذ زمام المبادرة والالتزام والتكيف مع الظروف المتغيرة، وحصلت على (32 من 100). والثالث هو (الوعي الاجتماعي): القدرة على فهم شعور الآخرين وحاجاتهم والاهتمام بهم من خلال تعبيراتهم والشعور بالراحة اجتماعيا والتعرف على حركة العلاقة في جماعة أو منظمة، وحصلت على (43 من 100). والرابع والأخير (المهارات الاجتماعية): القدرة على تطوير علاقات جيدة من الآخرين والحفاظ عليها والتواصل بشكل واضح، إلهام الآخرين والتأثير فيهم، والعمل بشكل جيد في الفريق، وإدارة الصراع، وحصلت على (36 من 100). لكن كيف نعرف من حولنا بأن لديه ذكاء عاطفي عالي؟ سوف تجد لديه قدرة على التواصل مع الآخرين بفعالية، وعدم جعل الأمر شخصياً وعدم التسرع في الاستنتاج أو رد الفعل، التحكم بالمشاعر الذاتية والغضب، التعبير بالشكل المناسب قولا أو فعلا مع إبداء التعاطف والاهتمام بالآخرين، الاستماع وقراءة الملامح وتفسيرها والتعرف على وجهة نظر الآخرين، ضبط النفس وشهواتها وعدم الاندفاع وهذا ما قام به الباحث ولتر ميشيل من جامعة ستانفورد عام 1972م (بتجربة الحلوى) على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين الرابعة والسادسة كل طفل حصل على قطعة واحدة وأخبرهم بأنه سيعطي كل طفل قطعة حلوى ثانية بشرط أن لا يأكل القطعة الأولى حتى يعود إليهم بعد (15) دقيقة، بعض الأطفال أكل قطعة الحلوى مباشرة من دون أن ينتظر عودة الباحث والبعض الآخر انتظر مع معاناة شديدة حتى عودته قام هؤلاء بمقاومة شهوتهم للحلوى بالغناء أو الحركات الرياضية أو ذكر بعض القصص أو اللعب... وبعد (15) سنة لوحظ أن الأطفال الذين لم يستطيعوا الانتظار قد شبوا كمراهقي منهكين، عنيدين، يفتقرون إلى اتخاذ القرار في حياتهم، أما الأطفال الذين فازوا بالقطعة الثانية من الحلوى استطاعوا التحكم في شهوتهم، فقد شبوا كمراهقين يثقون بأنفسهم، ولديهم مهارات اجتماعية عالية، ومرونة في التعامل مع الصعوبات. على أي حال، تذكر بأن الذكاء العاطفي لا يعني الطيبة، وليس موروثا بل يمكن اكتسابه وتعلمه، ويمكن تطويره في جميع المراحل العمرية، ولا يوجد فرق بين الرجال والنساء في الذكاء العاطفي، والذكاء العاطفي لا يعني سيطرة العاطفة على الإنسان. السؤال الأهم من تتوقع أذكى البشرية عاطفياً؟ بقلم سعد بن سليمان الفريخ