المسؤولية هي ما يجعَل المرءَ مُلْزَمًا بعَواقب أَعماله ومُطالَبًا بتحمل تبعات ما فعَل، بما يُوجِب عليه التَّعْويضَ عن خطأ أو الاضْطِلاعَ بأَعْباء أو إِنْجازَ وَعْد، وهي حالة يكون فيها الإنسان صالحاً للمؤاخذة على أعماله وملزماً بتبعاتها المختلفة .وفي الحديث ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). المسؤولية تشعِر صاحبها بوجوب أداء الأمانة أمام الله وأمام الناس والإخلاص في العمل والثبات عليه ، كسب ثقة الناس واعتزازهم.، السعادة الغامرة بتنفيذ عمل نافع، كما أنها تجعل للإنسان قيمة في مجتمعه، وتحمل المسؤولية ليس بالأمر الهيِّن الذي يأتي نتيجة صدفة بل نتيجة تربية وإيمان واستعداد وشعور وممارسة. نقيض المسئولية اللامسئولية؛ أي الإهمال والتكاسل والتسويف، ولذلك يكتسب اختيار المسؤول (أي مسؤول) أهمية وأولية كبيرة، لما له من دور مهم في إدارة الشأن العام مما يتطلب أن يكون وطنيا مخلصا ومتزنا ومتحدثا، من غير ثرثرة، حافظا للأسرار وعلى قدر جيد من الثقافة والاطلاع وحسن الخلق، لديه القدرة على الإقناع والتفكير الإبداعي والتحليل وحل المشكلات وتطوير الأداء والذات. كما يجب أن يكون صاحب المسؤولية ذا سمعة طيبة ومتابعا جيدا لما يستجد من أحداث ويؤدى عمله دون تفرقة بين الناس، وأن يكون ذا مؤهل عال وذا كفاءة، مرن ومتفهم لواقع مجتمعه، صاحب أمانة ونزاهة وصدق وولاء وانتماء، لا يسعى لمصالح شخصية، وأن تكون لديه المعرفة الإدارية والقانونية والقدرة على أداء دور رقابي وتشريعي، لأن أساس عمله الإداري يدور في إطار تطبيق الأنظمة والتشريعات فضلا عن المعرفة الاقتصادية فأكثر من 90% من محاور اهتمام العمل اليوم تدور حول الجوانب الإدارية والقانونية والاقتصادية. المسؤول الناجح هو الذي لا يجامل وينصب اهتمامه الأول على مصلحة العمل والوطن والمواطن، وليس الانشغال بالحفاظ على كرسي أطول مدة ممكنة؛ فمسئولياته أكبر وأهم، وهو الذي يعرف جيدا الهدف من وجوده والمهام التي يفترض قيامه بإنجازها وخاصة تلك التي تمس مصالح العمل والوطن والمواطن، كما يجب أن يكون ممن لديه سيرة ذاتية علمية وعملية طويلة في العمل الوطني. وإنه لمن المفيد جدا أن يتم قبل تعيين أي مسؤول ، تأهيله للمسؤولية التي سيكلف بها، وتدريبه وتطويره بصفة مستمرة، في المجالات المختلفة من العمل الإداري، ونشر ثقافة التنظيم والإدارة الرشيدة في المجتمع عبر بوابتي التعليم في مختلف مراحله والإعلام عبر كل وسائله حتى يصبح المجتمع مؤهلا لتحمل مسؤولياته.