تعد الجامعات هي المحضن الأساسي لتكوين الفكر المستنير والمعرفة والعلم، ولها دور بارز في بناء القدرات البشرية، ودعم اقتصاد المعرفة والبحث والابتكار، وبناء الفكر المتّزن، وغرس المبادئ الإسلامية السمحة في عقول الناشئة، وتعزيز الانتماء الوطني، ونبذ التطرف ومحاربة الإرهاب وتحرص جامعة الأمير سطّام بن عبد العزيز على تعزيز مفهوم الأمن وتحريره من قيود التطرف والغلو من خلال توجيه عقول الطلاب إلى موارد العلم والمعرفة والاستقاء من المعين الصالح ليتحقق النفع ويتعلموا كيف يبنوا الأوطان ويعلوا من رايات العلم والعمل معًا. جاء ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها معالي الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحامد مدير جامعة الأمير سطّام بن عبد العزيز في افتتاحه (ملتقى الأمن الفكري في تحقيق رؤية 2030) والذي نظمه قسم الطالبات بعمادة شؤون الطلاب بالجامعة بالتعاون مع وحدة التوعية الفكرية وبحضور مميّز من عميدات ووكيلات ومنسوبات الجامعة من الهيئة التعليمية والإدارية والطلابية، حيث عبّر معاليه عن امتنانه وسعادته بالمشاركة في الملتقى . استهلّ الملتقى بالنشيد الوطني، ثم تليت آيات من القرآن الكريم، وعقب ذلك ألقت وكيلة عمادة شؤون الطلاب الدكتورة دلال المطرفي كلمةً رحبت فيها بالحضور، وأشادت بجهود الجامعة وعمادة شؤون الطلاب في دعم مثل هذه الملتقيات، كما تضمّنت كلمتها أهداف هذا الملتقى، موضحة مفهوم الأمن الفكري وما يرتكز عليه من أدوات في مجال التقدم والتنمية والازدهار، واختتمت المطرفي كلمتها بالشكر الجزيل لإدارة الجامعة ولوكالتها ولعمادة شؤون الطلاب على دعمهم وتحفيزهم برامج القسم ماديًّا ومعنويًّا، وشكرت كذلك جميع المشاركين والمنظمين في هذا الملتقى، وخاصةً وحدة التوعية الفكرية بالجامعة على حسن تعاونهم واستجابتهم. وأعطت بعد ذلك مديرة محاور الملتقى الدكتورة أنوار الرشيدي نبذة عمّا تضمنته محاور الملتقى من موضوعات متباينة تصبّ كلها في تعزيز الأمن الفكري في المجتمع. فقدّم المحورَ الأولَ المتعلّقَ بدور عضو هيئة التدريس في تعزيز الأمن الفكري وكيل الجامعة للشؤون التعليمية والأكاديمية الدكتور عبدالرحمن الخضيري، حيث تطرّق إلى تعريف الأمن الفكري، وأهم الدراسات والبحوث التي ترى أن عضو هيئة التدريس يعد من أهم الأدوات التي تعزّز الأمن الفكري لدى الطلاب. وفي المحور الثاني المتعلق بدور الإعلام الحديث في تعزيز الأمن الفكر قدّم الدكتور عيسى الدوسري المشرف العام على العلاقات العامة بالجامعة تعريفًا للإعلام الجديد، وأنه نوع من أنواع الإعلام الرقمي الذي يُقدَّم بشكل تفاعلي بأسلوب ميسّر، كما تناول خصائصه ووسائطه ودوره في صقل المجتمعات وتكوينها، إيجابًا وسلبًا. بعدها ألقت الطالبة عفراء البريك من كلية العلوم والدراسات الإنسانية بحوطة بني تميم قصيدةً وطنيةً من نظمها. وطرحت الدكتورة نوف التميمي وكيلة عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر محور الأمن الفكري في ضوء القرآن والسنة، من خلال ورقة عمل تضمّنت رؤية تأصيلية لمفهوم الأمن الفكري في ضوء القرآن والسنّة، واشتملت على عدة محاور تتناول مفهوم الأمن الفكري وأنواعه ومكانته وأهميته وسبل تحقيقه ومقوماته. كما كان للدكتور خالد الدبيان رئيس وحدة التوعية الفكرية بالجامعة مشاركة في موضوع مهددات الأمن الفكري على الشباب والشابات. وناقش الدكتور ثلاب الشكرة عميد شؤون الطلاب المحور الخامس “التوجّهات المستقبلية لتعزيز الأمن الفكري”، مبيّنًا أنها تنطلق من عدة أسس على رأسها تعبئة الموارد المجتمعية نحو تحقيق الأهداف من خلال استراتيجيات سياسية واقتصادية وفكرية، مضيفًا أن الأمن الفكري ليس مسؤولية الجامعة فحسب بل مسؤولية الجميع. وفي المحور السادس “أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في القيم والأمن الفكري لدى الطالبات” عرّفت الدكتورة حصة الهزاني عميدة كلية العلوم والدراسات الإنسانية بحوطة بني تميم، التواصلَ ونشأته، وإيجابياته وسلبياته، وضوابط استخدامه، وعلاقته بالقيم والأمن الفكري. واختتم الملتقى بالمحور السابع “دور الجامعات في تعزيز الأمن الفكري” الذي طرحته الدكتورة نورة العلي، وكيلة كلية التربية للشؤون الإدارية والمالية. وخرج الملتقى بتوصيات ومبادرات ومشروعات يمكن صياغتها لاحقًا- بإذن الله- وتحقيقها على أرض الواقع، لتعزيز الأمن الفكري، على هيئة برامج ومناشط متنوّعة. هذا وقد تميّز الملتقى بتفاعل ومداخلات أثْرَت الملتقى الذي حقّق- بحمد الله- الأهداف التي عقد من أجلها. واختتم الملتقى بتكريم المشاركين، ثم بزيارة المشاركات للمعرض التوعوي المصاحب للملتقى، والذي نظّمته وأشرفت عليه اللجنة التوعوية لمكافحة المخدرات بالجامعة، حيث اطّلع الحضور على ما يحويه المعرض من صور وكتيبات توعوية وعيّنات.