بعدما أفادت أنباء مساء أمس الخميس، مصرع " وزير دفاع " الانقلابيين الحوثيين، اللواء محمد العاطفي، متاثراً بجروحه جراء غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، واستهدفت موكبه مع رئيس مجلس الانقلابيين، قبل يومين، في هران أفلح بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف مصير رئيس مجلس الانقلابيين، صالح الصماد، منذ ذلك اليوم وعدم ظهوره نهائياً، تفيد الأنباء المتداولة محلياً -وهي غير مؤكدة حتى الآن- بمقتل العاطفي، وسط حالة من التكتم الشديد تفرضها الميليشيات الانقلابية، على الشخصيات التي كانت في ذلك الموكب الذي استهدفه طيران التحالف، باستثناء ذكر مقتل 60 شخصاً لم تفصح عن أسمائهم. وشوهد العاطفي بصحبة الصماد في الحديدة غرب اليمن وقيادات أخرى، وهم يحضرون حفل تخرج لمقاتلين جدد من ميليشياتهم، قبل يوم واحد من استهداف موكبهم أثناء انتقالهم إلى محافظة حجة. وجاء العاطفي في المرتبة السابعة على قائمة ال40 إرهابياً حوثياً التي أعلنتها السعودية مطلع هذا الأسبوع، ورصدت 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده. وتثير سيرة الرجل الذي يُطلق عليه كثيرون " الصاروخي " نظراً لتخصصه وخبرته في مجال الصواريخ، كثيراً من التساؤلات عن سر تحوله المفاجئ من قائد عسكري محترف، إلى عضو فعّال ضمن جماعة الحوثي الطائفية عقب انقلابهم على السلطة، حيث اختارته "وزيراً للدفاع ". هذا هو العاطفي: ولد محمد ناصر أحمد العاطفي عام 1969 في قرية بني عاطف بمديرية خولان محافظة صنعاء، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها بامتياز عام 1986، وهو يحمل درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم العسكرية بتقدير ممتاز، وانضم الى دورات تدريبية عسكرية كثيرة، وله مؤلفات حول الصواريخ التي تخصص فيها وتولى عدة مناصب في هذا المجال. تدرج العاطفي في عدة مناصب قيادية عسكرية، وكان حينها صاحب صيت وشهره في الإطار العسكري فقط. ومن بين المناصب التي تقلدها، قائد بطارية صواريخ أرض – أرض توشكا، ثم رئيس عمليات كتيبة صواريخ أرض وأركان حرب لها، بعدها تولى رئيس أركان كتائب السكود (آر 17)، ورئيس أركان اللواء 6 صواريخ سكود، وقائد اللواء 6 صواريخ سكود. ظهر اسمه إعلامياً أواخر عام 2012 حينما أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، القرار رقم (105) لسنة 2012، بشأن إعادة تشكيل مجموعة ألوية الصواريخ، وتعيينه كقائد للواء السادس. ثم أصدر الرئيس هادي، بعد ذلك بأشهر قليلة، قراراً بتعيين العاطفي، قائداً لمجموعة الصواريخ. وزير في حكومة الانقلاب فوجئ الشارع اليمني، بظهور اسمه في نوفمبر 2016، "وزيراً للدفاع" عن ميليشيات الحوثي في حكومة الانقلاب والمشكلة من شريكي الانقلاب (الحوثي والمخلوع صالح). ولا تتوفر معلومات على وجه الدقة عن تبني اللواء العاطفي للفكر المذهبي الحوثي الإيراني، غير أن مصادر تشير إلى أنه لم ينتم للحوثيين فكرياً وثقافياً، بل تربطه بهم مصلحة وقدم لهم خدمات عسكرية بتسليمهم صواريخ الجيش اليمني وتعريفهم بأماكن وجودها ومخازنها السرية، بحكم منصبه كقائد للواء الصواريخ حتى حدوث الانقلاب. وفق “صدي”. وتفيد مصادر عسكرية أن العاطفي، بجانب خبراء إيرانيين، أشرفوا على تدريب ميليشيات حوثية على تكنولوجيا الصواريخ، بما فيها الباليستية سواء المنهوبة من مخازن الجيش اليمني، أو تلك الجديدة المهربة من إيران عقب الانقلاب، كما يُنسب إليه فكرة المنصات المتنقلة لإطلاق الصواريخ.