وضع المشرف التربوي السابق خالد بن محمد الشهري النقاط على الحروف في تحليل مهني وميداني لقرار وزارة التعليم بإقرار ساعة نشاط يوميا ، مشيرا أن هذا الإجراء سيدخل التعليم في مشكلات هو في غنى عنها. وقال "الشهري" وهو مستشار نفسي وتربوي وأخصائي تقويم التعليم ، في سلسلة تغريدات : زيادة ساعات اليوم الدراسي وحصص النشاط التي أقرتها وزارة التعليم مؤخراً سيدخل التعليم في مشكلات هو في غنى عنها . حيث أن عدد المدارس يفوق 35000 مدرسة، ومعنى هذا سنحتاج إلى 35000 رائد نشاط متفرغ ،لأن حصة النشاط أصبحت أربع حصص. وأضاف أن الوزارة تريد أن تقلص عدد المعلمين قرابة 40% وفق رؤية 2030 ، ومع حصة النشاط ستضطر لزيادتهم فكيف ستوائم مع الرؤية؟! ،كما أن تجربة المدارس مع النشاط تجربة قديمة ومرة!! ،لا مختصين في النشاط ،ولا ميزانية للأنشطة ، ولا حرية للمدرسة في تخطيط النشاط ، ولا مقرات ولا تجهيزات. فهذا القرار يجعلك تكتب عنه رغمًا عنك؛ لأنه قرار أقل ما يقال عنه إن من كان خلفه لا يمكن أن يكون على علم بما يجري في الميدان..!! وإن أراد المسؤول عنه أن يعلم حقيقة ما يسببه هذا القرار من مآسٍ للتعليم فما عليه إلا أن يجري دراسة نابعة من الميدان، وليس من وراء مكاتب "الأمتار السبعة"؛ ليرى الحقيقة المُرة..!! وهنا لا أريد الحديث عن هذا القرار أو عن آثاره السلبية التي يجرها على تعليمنا؛ لأن من في الميدان أشبعوا وسائل الإعلام الجديد بالحديث عنه، ولم يقصروا في هذا الجانب، وأهل مكة أدرى بشعابها. ولكنني سأخاطب من يهمه الأمر بإثارة نقاط مهمة عدة حول هذا القرار، وسأختم بسؤال بسيط مهم جدًّا. فمن هذه النقاط ما يأتي: - نحن لا نشك في أهمية النشاط اللاصفي للطالب، ومردوده الإيجابي عليه، ولكن هل تم تجهّيَز البنية التحتية لهذه الأنشطة قبل إقرارها؟!! - هل درستم الآثار السلبية المترتبة على زيادة وقت الدوام؟ - هل فكرتم بما يسببه هذا القرار من زحام المرور في المدن الكبيرة؟ - ألستم من أجبر أطفال الرياض على الدوام في عز البرد قبل طلوع الشمس من أجل تخفيف الزحام!! - ما الهدف من هذه الحصص؟ وهل تستطيع جميع المدارس تنفيذها كما يجب؟ - ما الهدف من وضعها وسط الدوام - هل يعقل أن يأخذها الطالب ثالثة، وحصة رياضيات أو فيزياء بعد صلاة الظهر؟ - هل مدارسنا مهيَّأة لتنفيذ حصة النشاط تنفيذًا يعود بالفائدة على الطالب؟ - هل تستطيع مدرسة مستأجَرة، أحد فصولها مطبخ، تنفيذ مثل هذه الحصص؟ - هل فكرتم بالأعباء المالية التي ستضيفها هذه الحصص على الوزارة؟ - أيهما أولى، بناء مبانٍ حكومية وإنهاء معاناة المباني المستأجَرة أم حصص النشاط؟ - هل أعداد رواد النشاط كافية لتغطية جميع مدارسنا؟ - هل هناك أدوات ووسائل متوافرة في جميع المدارس لتنفيذ هذه الحصص؟ - أيهما أولى باهتمامكم ، أوضاع المعلمين ومعاناتهم أم حصة النشاط وزيادة الدوام؟ - أيهما أولى باهتمامكم، أوضاع الطلاب ومخرجات التعليم أم حصة النشاط وزيادة الدوام؟ - أليست كل المدارس مدارس تطوير التي جهزتها الوزارة بكل شيء، وهيأتها لتشارك في المسابقات الدولية. - كثير من المدارس لا يوجد بها ملعب أو صالة رياضية لممارسة حصة التربية البدنية..!! فضلاً عن أن تجد مقرًّا للنشاط؛ لأن بعض فصولها مطابخ. - بعض المدارس لا يوجد بها مختبر للعلوم..!! فكيف تجد مقرًّا للنشاط - ، بعض المدارس بقيت أشهرًا بلا معلمين في تخصصات علمية..!! فأيهما أولى؟! وأما السؤال فهو: هل القرارات في التعليم مصدرها الوزارة؟ أم أنها تفرض عليها؟.. فائدة: ليست كل المدارس كمدارس تطوير أو كالمدارس الأهلية أو كالمدارس العالمية، لديها من الإمكانات ما يؤهلها لتنفيذ هذه الحصص؛ فهناك مدارس بعض فصولها مطابخ..!! وكثير من المدارس خاوية على عروشها. همسة: لن يتطور التعليم ويتقدم والوزارة لا تعرف مَن حجر الزاوية في التعليم..!! فلو سألت أغلب المسؤولين عن التعليم لقالوا لك: الطالب..!! لا ياسادة.. إنه المعلم.. أعطني معلمًا يستحق أن يكون معلمًا.. وأعطيك تعليمًا رائدًا.. وليس متطورًا فقط؛ ولنا في "فنلندا" خير مثال؛ انظروا ما الشروط الواجب توافرها فيمن يريد أن يصبح معلمًا، وستدركون أسباب تسيدها العالم في مجال التعليم. أما أن يصبح التعليم مهنة من لا مهنة له؛ لأنه لم يجد كلية تقبله غير كليات التربية، فهذه النتائج..!! وهذه المخرجات..!! مشعل بن سيف الشهراني معلم وباحث في الادارة التربويه بجامعة سطام بن عبدالعزيز بالخرج