لم يكن غريباً على محافظة الخرج ماحدث لهذا الرجل .. فقد تعودنا من أولئك الرجال منذ قدومهم وإخلاصهم ثم رحيلهم عن الخرج إلى أماكن أفضل ومراتب أعلى . فكم شاهدنا من رئيس لإدارة حكومية انتقل ليصبح مديرا عاما لمنطقة من مناطق المملكة ، أو رئيسا لإدارة صغيرة لينتقل ويصبح وزيرا أو وكيلاً لوزارة أو مستشاراً أ و نائباً وهكذا. فالخرج ولَادة للكوادر ،ومنبع للقيادات ، وأما من سأتحدث عنه فهو مختلف قليلاً ، فهو وإن لم يكن من أبناء الخرج كونه من أبناء العاصمة (الرياض) لكنه سرعان ما انخرط فى عمله بالخرج ، واستنشق من هوائها ، وشرب من مائها ، حتى وفى فترة وجيزة لم تتجاوز الثمان أشهر قبل انتقاله من الخرج إلا أنه عمل مالم يعمله من لبث عشرات السنين . حديثي اليوم عن الأستاذ (بدر بن عبدالرحمن الحميد) المدير السابق للأحوال المدنية بمحافظة الخرج ، فالكل يتذكر ذلك المبنى البائس ، ذا الجدران المتقشرة ، والشبابيك المتكسرة ، وذلك العلم المنقطع ، وتلك الأسياب الطويلة الضيقة ، والرائحة التى لاتزال عالقة فى الذهن ، فقد قام بتحدٍ كبير عندما قاد الترميم بميزانية ضخمة دعمته بها القيادة لمعرفتها بما سيعمل الفارق بما يليق ويتاوم مع الرؤية الجديدة للمملكة العربية السعودية . استطاع أن يحوِل الصورة السابقة إلى مبنى متسع متطور ، مريح للعين ، خفيف على الصدر ، يلقى كل من يزوره الراحة والطمأنينة مهما طال به المكوث. فقد كان الإبن البار للآباء الكبار بالسن يتفقدهم ويعطف عليهم وينهي معاملاتهم بكل يسر وسهولة. وكان الأخ الحنون لذوى الإحتياجات الخاصة حيث أنشأ لهم قسماً لخدمتهم ورعايتهم . استطاع أن ينهي الترميم للمبنى دون توقف العمل وهو يحمل ثلاث هموم: (المراجع / الموظف / المبنى) . استطاع تحويل الأرشيف ليصبح أرشيفاً آمنا بتوفير الملفات المضادة للغرق والحرائق بشكل حديث. كل ذلك - ولله الحمد - لم يضع سدى ، حيث لاقى تقديراً من مسؤوليه ، فقد تم اختياره كمستشار للمدير العام للأحوال بالوشم ، مخلفا وراءه كل بصمة نيِرة ، وفى كل زاوية ذكرى لعمل قام به ، وفى كل ناحية اجتماع تطويرى للعمل. ختاماً نقول شكراً أبا عبدالرحمن ونسال الله أن يجعل ماقدمته فى ميزان حسناتك وأن يسعدك فى الدنيا والآخرة. همسة.. أخى المسؤول.. إذا لم تستطع أن تكون إضافة لمكانك وتقدم إضافة لمحافظتك فاأعلم أنك لا لزمة لك. ولنتذكر ان الناس شهود الله فى خلقه . سعود الضحوك اعلامي وتربوي @saud_51