إن من اهم السمات والصفات لأي كيان ولأي أمة هي الهوية المتميزة ، المتعلقة بمعتقداتها ومسلماتها الفكرية وقيمها الحياتية والمعيشية والوجودية في هذه الحياة ، وهذه الهوية هي ما يجعل لهذه الأمة ولذلك الكيان قيمة ومعنى ، و من خلال هذه الهوية توجد لها غاية ومطلب تسعى اليه. وبلدنا وكياننا ومجتمعنا السعودي المبارك يَعُدُ الدين الإسلامي والهدي النبوي هو الهُويةَ الأساسية والرسمية له، ولاهوية له تتقدم عليهما ، فهما الانتماء الحقيقي، والرمز، ومحور الحياة ، وهما العز ، وهما سبب الوجود والقبول ، قال سبحانه : " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [ آل عمران الآية:85 ] . وقال سبحانه : " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً " . [سورة فاطر الآية:10]. وقال سبحانه : " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [سورة آل عمران الآية: 31] عن طارق بن شهاب قال : خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له ، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه ، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة ، فقال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا ، تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك ، وتأخذ بزمام ناقتك ، وتخوض بها المخاضة ؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ، فقال عمر : أوه لو يقول ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد - صلى الله عليه وآله وسلم – " إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله " . رواه الحاكم في المستدرك وقال : صحيح على شرط الشيخين . وهذه الهُوية الاسلامية لبلدنا ولمجتمعنا المبارك لا تظهر ولا تبقى الا في حفاظنا عليها، واعتزازنا بها، وتمسكنا بتعاليمها، والتزامنا بمنهجها وتوجيهاتها في صغير الأمور وكبيرها، وكذلك الدعوة اليها ونشرها بين الأمم وتحبيبها للناس وحثهم على الدخول فيها بافضل طريقة وأحسن بيان قال الله تعالى : " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " . [سورة النحل الآية: 125] ومن حق هذه الهوية علينا الذود عن حياضها وشرائعها و أوامرها وأحكامها من المتربصين لها سواء من الأعداء الظاهرين المظهرين لعداوتهم لاختلاف دينهم وعقيدتهم ومخالفتهم الصريحة لها ، أومن المندسين تحت حاضرتها وتحت مسماها وهم يتصيدون ويكيدون لها كل ما حانت لهم فرصة أو مدخل عكر يمرقوم منه لبث حقدهم وتمرير فكرهم أو انحرافهم ، قال تعالى : " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ " . [سورة الروم الآية : 30 /31 /32 ] .
دعاء .... ثبتنا الله وولاة أمرنا وعلمائنا ودعاتنا على دينه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام قائمين به داعين اليه منافحين وذابين عن تعاليمه وشرائعه ................آمين