بعد أن كشف طبيب العظام على إصابة في ساقي، خربش خربشات باللغة الإنجليزية أشبه بطلاسم معقدة على ورقة صفراء باهتة ثم قال بنبرة هادئة : - تحتاج ان تلزم الفراش دون أدنى حركة لوجود تمزق في الأربطة. قال له مرافقي: - المريضة .. معلمة.. عملها يحتم عليها أن تنتقل من فصل لآخر وتقف مدة طويلة ، هلا اعطيتها تقريراً يصف حالتها الصحية و إجازة بما تراه مناسباً لها. رفع رأسه ونظر من فوق نظارته ذات الطراز الكلاسيكي الأسود، نظرة طويلة تحمل غضباً لا اعلم له سبباً. رجع إلى خربشاته وطمس بعضاً منها ثم قال بلهجة تختلف عن الأولى وهو يتحدث من بين أسنانه الملتحمة : - تحتاج يوما واحدا فقط . وانصرف بوجهه الي الممرضة يطلبها مناداة المريض التالي . في تلك الساعة لم تهمني الإجازة بقدر ما يهمني الخلاص من الألم - الحمد لله علي كل حال - الآلم سيزول تدريجياً،لكن تبقى آلام اخرى قد تطول ترى لو انني كنت امتهن مهنة غير التعليم ايكون رد الطبيب مختلفاً أتكون نظرته الغاضبة اقل حدة ام انها ستكون مساوية لنظرة وزارتي تقاريره الصارمة اعتقد انها لن تكون اكثر صرامة من التعاميم اليومية خربشاته الملتصقة ببعضها اكثر وضوحاً من الغموض الذي يعقب كل تصريح في المساء سأدعوا الله كثيرا وسأبتهل اليه ان يمدني بالصحة والعافية ان يحتفظ لي ببعض صحتي النفسية والجسدية لما بعد التقاعد .... لن اقول انني أتمنى ان أصبح امرأة حديدية كما يزعم الآخرين بهذا المصطلح الغريب لكن ما حدث هو انني بدأت ادعوا حصة العنزي