حياة المبتعث العربي في الخارج مليئة بالمفارقات بعضها مؤلمة وأخرى طريفة ولكنها في كل الأحوال تظل حياة مختلفة عن تلك التي عاشها في وطنه ولذا فإنه يحتاج دوماً إلى من ينصحه ويوجهه ويهون عليه غربته. معن الجبر مبتعث سعودي بكندا نجح في تجسيد تجربته في كندا بطريقة كوميدية وذلك عبر موقعي الإنستغرام والسناب شات ليحقق نجاحاً كبيراً ظهر من خلال وصول متابعيه على الإنستغرام ل113 ألف متابع وتقريباً مليون مشاهدة أما في السناب شات فلديه 130 ألف متابع وفي الأسبوع الواحد تقريباً 200 ألف مشاهدة. معن الجبر بدأ رحلة الدراسة في كندا في نهاية 2009 في تخصص علم الإجرام في جامعة "فريز فالي" بمقاطعة بريتش كولومبيا. يقول وفقا لموقع "هافينغتون بوست عربي" إن الرغبة في استثمار وقته وتقديم النصح لغيره من الشباب العربي والسعودي دفعاه لاستخدام موقعي التواصل الإنستغرام والسناب شات لتقديم هذه الفقرات التي حققت انتشاراً كبيراً. وأوضح أنه يرى أن الأسلوب الكوميدي هو الأقرب للشباب وأكثر قدرة على إقناعه. يضيف معن "أنا كأي شاب قدم من بلاده إلى بلاد أخرى لم يألفها من قبل واجهتني عدة مشاكل أبرزها كانت الغربة والبعد عن أهلي وبلدي". شعر الشاب السعودي في البداية بالغربة في كل شيء حتى العادات والتقاليد، ولكنه وجد في السوشيال ميديا وسيلة مسلية في غربته، خاصة أنها باتت جزءاً مهما من حياة الشباب العربي. وأهم نصيحة يوجهها للمقيمين في كندا على وجه الخصوص "احرصوا على انتقاء ما تضعونه على حساباتكم فهي مرآة لشخصياتكم ويجب أن تقدموا ما ينفعكم وما ينفع الآخرين". ويضيف قائلاً "في كندا عندما يتقدم الشخص لعمل تقوم الجهة التي تقدم لها بعمل ببحث عن هذا الشخص من خلال حساباته بوسائل التواصل الاجتماعي للتعرف على الوجه الحقيقي لشخصيته لذا نصيحتي للشباب العربي لا تضعوا شيئاً على فيسبوك يسيء لكم ولأخلاقكم ولمجتمعاتكم. معن كشف لنا عن إحدى الصعوبات التي تواجهه في الحياة في كندا وهي الثلج وكثافته، إذ يقول "في أول سنتين أحببت الثلج لأَنِّي قادم من السعودية التي لا يوجد بها ثلج ولكن بمرور السنوات صرت لا أطيقه فهو يشكل عقبة في قيادة السيارات وفي ممارسة فعاليات الحياة المختلفة. يقول معن "ما ساعدني في التغلب على المصاعب التي واجهتني في حياتي بكندا أنني أنظر إلى تجارب الآخرين من حولي في المجتمع السعودي". ويتابع قائلاً "أتذكر أيضاً العمالة في السعودية بعضهم بعيد عن أهله منذ 30 سنة ولكنه لا يزال يعمل ومجتهد في عمله ولم تكن الغربة والبعد عن أهله عائقاً أمامه". يقول معن عن التغيير الذي حدث له في الغربة "إذا كنت أعطي تقييماً لشخصيتي وأنا في السعودية 5 من 10، فأنا أعطي لنفسي 10 من 10 في كندا لقد تعلمت الاعتماد على النفس وكيفية اتخاذ القرار وتحمل نتائجه أيضاً، ونضجت شخصيتي كثيراً في كندا وتغيرت نحو الأفضل. موضحاً أنها كانت سبباً لتعلمه تنظيم واحترام الوقت وكيفية استغلاله في كندا، يقول "لقد أدهشني الشباب في كندا فهم يعملون ويدرسون ويمارسون هواياتهم وكل ذلك خلال 14 ساعة وينامون ساعات كافية، لكن للأسف في السعودية الكثير من الشباب لا يستغل وقته" . الابتعاث بحسب معن ساهم بتحسين نظرة الشباب السعودي للعمل "فبعد اطلاعهم على احترام الكنديين للعمل بدأ البعض يعيد حساباته في النظر للعمل وهناك من قرر أن يبدأ من الصفر ولا يخجل من الالتحاق بأعمال كان السعوديون في السابق يعتبرون العمل فيها عيباً". يقول معن عن تحربته على إنستغرام وسناب شات "أردت أن أقدم بعض الآراء وما اطلعت عليه من تجربتي في كندا ولكن بشكل كوميدي". ويروي بعض المفارقات التي قدمها، منها تجربة والدته في ما يسميه السعوديون (المكاسر) وهو تقليل سعر البضاعة. كما طرح موضوع استخدام المفردات الإنكليزية من قبل بعض الشباب السعودي بطريقة ليست في محلها لمجرد أن يقال عنه أنه يتحدث الإنكليزية. يقول معن "أردت أن أوضح في كثير من الفيديوهات التي قدمتها أن كل مجتمع في العالم فيه الشيء الجيد وغير الجيد فليست المجتمعات الغربية كاملة في كل شيء ونفس الحال على مجتمعاتنا العربية فيها الجيد والسيئ".