(فلنعمل معاً على تعليمهم كيف يفكرون ويبدعون .. لا كيف يحفظون ويقلدون فقط) الطفولة مرحلة عمرية من أهم المراحل التي نمر بها ، بل هي ألذ وأجمل المراحل لكل إنسان ويمتد أثرها لأمد الحياة. ولايمكن لأي شخص ان يقوم بنسيان ايام طفولته وأحداثها، فهي تشكل اعلى المراحل لنماء الطفل وتطور قدرته على التعلم، لان التأثيرات المترتبة على الرعاية والاهتمام اللذان يلقاهما الطفل في هذه المرحلة تستمر طوال حياته. إن التعلم لا يقتصر على سن معينه او على بيئة دراسية رسمية ففي الواقع قدرة الطفل على التعلم تبدأ لحظة ولادته . وتؤكد الدراسات إن التعليم في السنوات الاولى من حياة الطفل هي سنوات نمو الدماغ البشري الذي يمثل بوابة بالغة الأهمية لخلق فرص تنمي إمكانيات الطفل وتشكل مهاراته الأكاديمية والإجتماعية والمعرفية لأن عقله طري كالإسفنج قادر على امتصاص المعلومات بسهولة متى ماتم تغذيته تعليمياً في السنوات الاولى من حياته ، التي بدورها تساعده على النجاح في الحياة . ان تأكيد أهمية التعليم المبكر ليس جديداً في الفكر التربوي والنفسي ، بل تمتد جذورها إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام (علموا أبناؤكم الرماية والسباحة وركوب الخيل) . ولنا أن نوصي جميع أولياء الأمور والمربين بمنح جميع الأطفال الفرص الكافية لإبداء آراءهم في جميع الأمور التي تحيط بهم وتهمهم في الحاضر والمستقبل ، وتشجيعهم بإستمرار على التفكير والتأمل ، وتحقيق ذلك يتطلب من المحيطين بهم ثقافة تؤمن بأن لدى كل طفل استعدادات عقلية لا تعد ولا تحصى، يمكن أن تتحول عند تحفيزها وتدريبها واستثمارها بشكل واعي إلى قدرات تنتج لنا إبداعات تفيد ذاته وأسرته ومجتمعه . ريم محمد السليم باحثة في المناهج وطرق التدريس