لم يكن الاقتصاد المعرفي وليد العهد الحديث ، فقد كان ارتكاز الاقتصاد القديم على الأرض و العمالة و رأس المال كعوامل رئيسية للإنتاج أما الاقتصاد الجديد يعتمد على الإبداع و الابتكار و الكم المعرفي للمعلومات و المعرفة الفنية ، و إن ماحدث له هو نتيجة للتطور الهائل لأنظمة المعلومات التي حولت تكنولوجيا المعلومات إلى أحد أهم جوانب الاقتصاد المعرفي وكانت لها سبق الريادة في هذا التحول ، كما ازدادت حجم المساحة التي يحتلها ، وأصبحت اقتصاديات المعرفة هي المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي ، فهي في الدول المتقدمة تستأثر جزء من الناتج المحلي الإجمالي العالمي . فاقتصاد المعرفة أو كما تعددت مصطلحاته " الاقتصاد الرقمي " و " مجتمع المعلومات " و " اقتصاد التعليم " و " الاقتصاد الالكتروني " يبدأ بما يحتويه الفرد من عِلم ، ومن ثم نشر العِلم وبعد ذلك تحويله إلى تقنية تجارية مولدة للدخل المادي ، فهذه التقنية عامل مساعد للتطور العلمي . لذلك أصبح لزاماً على منظومة التعليم أن تقوم بتجويد مناهجها و غاياتها منذ المراحل التعليمية المبكرة ، بهدف الارتقاء بكفايات المتعلمين و العمل على تخريج أفراد قادرين على الدخول مستقبلاً في سوق العمل بمهارات ذات أداء عالي ومتناسبة مع مستجدات العصر ، ترتكز على الإنتاج الذاتي و الإبداع ، في ظل معلم خبير يساعد المتعلمين على اكتساب المعرفة ويشجع لديهم مهارات التفكير الناقد و المنطقي ومهارات ما وراء المعرفة و القدرة على حل المشكلات ، و البحث عن المعلومات و تجويدها ، واستخدام تقنية علمية للحصول على زيادة في المعرفة . بقلم : روان بنت محمد السلوم باحثة في قسم المناهج وطرق التدريس