تزايد تغرير "داعش" واستهدافهم لتجنيد الانتحاريين، بصورة خاصة من أطفال وشباب تتراوح أعمارهم بين 13 و22 عاماً، وهو العمر الذي يتصف بالاندفاع ويخضع لتعبئة دينية يشرح فيها المغررون أهمية ما يسمونه الجهاد والطريق إلى الجنة والحور العين. وتبقى وسائل التواصل هي مصيدة تنظيم "داعش" التي تصطاد من خلالها صغار السن المندفعين، حيث يعمل التنظيم على استهدافهم ممن يبدون استعدادهم لتنفيذ الأوامر، ومبايعة التنظيم الإرهابي، ومن ثم يقوم التنظيم بتوكيل آخرين للتواصل مع هؤلاء الأشخاص، وتزويدهم بالمعلومات حول الأماكن المستهدفة وتوفير الدعم اللوجستي لهم. حادثة الشملي بحائل كشفت حقيقة أولئك الصغار، وذلك من خلال حساب "تويتر" الذي زعم مغردو "تويتر" أنه يعود لذلك "الداعشي الصغير". حساب "الداعشي الصغير" كان الحساب الذي زعم المغردون أنه لذلك الإرهابي الصغير، حديث الإنشاء وأظهرت تغريداته الأولى الارتباك، وطلبه الفتوى بجواز القتل برشاش والده. الحساب المزعوم للمبايع لقيادة "داعش"، أظهر في دقائق معدودة إعادة إرسال مقطع الفيديو الذي وثق به جريمته النكراء بقتل ابنه عمه، والذي دون عبارة الوصف ب "قتل جندي سعودي"، وطالب بنشره قبل حذفه. الحساب لم يكن قديماً، فمتابعوه قليلون للغاية، وقد اعتمد على حساب آخر في نشر المقطع بأسرع وقت ممكن. وقد أنشئ ذلك الحساب يوم الجريمة النكراء، وبدأ الحساب بطلب فتوى قائلا "هل يجوز أن أتخذ سلاح أبوك وتقتل بدون أمره، يعني سلاح ما هو لك"، وختمه ب 16 تغريدة لمقطع القتل، ما يعكس حالة الصراع الداخلي والارتباك لصاحب الحساب، وعدم تمكنه من معرفة استخدام "تويتر". دور الأسر إن أولئك المغرر بهم لا يمكن كشفهم وهم لا يحملون سجل سوابق لدى الأمن، فالرقابة المجتمعية والأسرية باتت ضرورة ملحة لكشف كل ما يدور في محيط الأسرة والمجتمع، وإبلاغ الأمن عن أي تصرفات أو تحركات مريبة لأبنائهم، وكذلك اقتناء الأسلحة والرماية بها. فدور الأب مهم للغاية في كشف ذلك، فلا بد من تغيير بعض الآباء لطريقة تعاملهم مع أبنائهم، وإشعارهم بالمسؤولية، وزرع الثقة، والحرص على صداقته في هذه المرحلة. كذلك دور الأم والعائلة بشكل عام في حماية الأبناء واستيعابهم حتى لا يقعوا ضحية للتغرير من قبل التنظيمات الإجرامية. فلا بد من تكاتف المجتمع كافة، والجامعات والمدارس والقطاعات المختلفة؛ لإقامة ندوات ومحاضرات ولقاءات للارتقاء بتعزيز الولاء والفهم الصحيح للقيم الصحيحة لتحصين الشباب والمجتمع، وتوضيح خطر الإرهاب الذي يداهمهم، وكذلك قطع رؤوس الشر الذين يدسون السم في العسل في المجتمع، ويغررون بشبابنا. لا سوابق وبحسب صحيفة سبق أكد متحدث وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، في تصريحات صحفية سابقة، أنه "عندما نبحث عن مثل هذا الموضوع ونتلمس وجود صغار سن وأشخاص لا تتوفر عنهم أي سوابق أمنية لدى الجهات الأمنية، ولم يسبق لهم أن سافروا خارج المملكة، ندرك أن مثل هذه الحالات لا يمكن اكتشاف بوادرها إلا من خلال المجتمع القريب من كل شخص". التصريح يشير إلى وجوب توعية صغار السن على الجميع لكيلا يكونوا ضحية لأهل الفكر الضال، فكل واحد منا يترتب عليه دور في توعية هؤلاء الصغار من الشباب في المجتمع والأسرة لكيلا يكون هناك مجال لأعداء الوطن في استغلال صغار السن في وطننا. وقد خصصت وزارة الداخلية الرقم 990، لتسهيل مهمة المجتمع في تنفيذ مسؤولياته للمحافظة على الأمن والاستقرار، حيث يتم استلام البلاغات بسرية تامة وبكل دقة، ويحرص العاملون على ذلك التحرّي بدقة عن المبلغ عنهم والتحقق من سلامة وضعهم، والتأكد من حقيقة اشتباه تورطهم في مثل هذه الأعمال الإرهابية، والتعامل معهم وفق الأنظمة.