روى عدد من المصابين الذين تتراوح أعمارهم من 30 إلى 70 ما حدث داخل المسجد لحظة الانفجار والذعر الذي أصاب المصلين والموجودين حول المسجد. ممدوح القديحي، قال إنه كان في الصفوف الأمامية للمسجد وخلال الركعة الثانية سمعنا صوت انفجار كبير هز المسجد، وبمجرد التفاتنا للخلف كان وراءنا عدد كبير من الجرحى والضحايا، إذ لم يشعروا بجروحهم إلا بعد خروجهم من المسجد، حيث أصيب المصلون بالذعر والربكة مع سقوط شهداء ومصابين. وأشار إلى أن الأشخاص الموجودين بالصفوف الأمامية لم يلحظوا أي شيء من الانفجار، ولكن المصلين في الجهات الخلفية شاهدوا الانفجار، حيث لم يصل للمصلين في الصفوف الأمامية سوى الشظايا وصوت الانفجار. أما الجريح عباس غزوي الذي كان موجودا في الصف الثالث من المسجد فيقول بأنه فوجئ في لحظة من الثانية بضغط قوي في المسجد ليلتفت حوله ويجد عشرات المصلين يسبحون في دمائهم على الأرض، وفيهم من فارق الحياة وفيهم من كان جريحا، مبينا أنه أصيب بكسر في رجله اليسرى جراء الشظايا. وأضاف أنه شاهد جثة الانتحاري الذي فجر نفسه مقطعة في المسجد، وكان أغلب الجرحى والشهداء في وسط الصفوف والمسجد ممتلئ بالمصلين، خصوصا أنه يصادف يوم الجمعة ويوم احتفال مولد الإمام علي. ووفقا لصحيفة مكة أكد موسى الحصار، الذي كان موجودا في الصف الخلفي للمسجد، أنه لمح الانتحاري أثناء دخوله للمسجد، وعرف بأنه ليس من أهالي البلدة، وكان طويل القامة وملتحيا ويرتدي زيا باكستانيا أو أفغانيا، ودخل مرتبكا وهو يتلفت، وما هي سوى دقيقة أو أقل حتى فجر نفسه ولم نر سوى الضحايا من المصلين موزعين على المسجد، في حين قام آخرون بعمليات الإنقاذ والإسعاف. وأفاد أن الانتحاري كان موجودا في الناحية الشمالية للمسجد ومر بين المصلين وتوسطهم، لذلك كان أغلب الضحايا في الصفوف الوسطى للمسجد، ولو تمكن من الوصول للإمام لكان عدد الضحايا أكبر. أما السبعيني سلمان الناصر فيقول: إنه لم يشعر سوى بصوت عال ولم يلتفت إلا المسجد ممتلئا بالضحايا ولم يشعر سوى بنزيف الدم في رجله ليسعف من قبل المنقذين الذين جاؤوا للموقع، مبينا أنه جاء للمسجد للصلاة وللاستماع للمولد الذي كان مقررا أن يكون بعد صلاة الظهرين. وقال عدنان الزيداني إنه كان في الصف الثالث ما قبل الأخير، وحين بدأ الإمام قراءة السورة وفي أثناء الركوع سمعنا الانفجار لنفاجأ بسقوط ديكورات السقف وتكسر زجاج النوافذ والأبواب، وبعد خروجنا سمعنا صوتا آخر لانفجار ولكن لا أعرف إن كان بسبب تزاحم الناس أو أنه كان هناك أكثر من انفجار وكان الفارق بين الصوت الأول والثاني ثوان. وأما مهدي البشراوي أحد شهود العيان الذي فقد عددا من أقاربه، فقال: لا غرابة أن يحدث هذا في ظل الشحن الطائفي الذي يحدث من وسائل الإعلام والمواقع والمنابر، محددا وقت الانفجار بعد تكبيرة الإحرام بقليل، وقد اختار الإرهابي الذي ارتدى حزاما ناسفا، وسط المسجد، ليوقع أكبر عدد من الشهداء. وأشار عباس العازمي إلى أنه كان يتحدث مع بعض رواد المسجد عن غرابة ما يقوم به الشخص، الذي كان يدور حول المسجد عقب الصلاة، قبل وقوفه على الباب منتحلا شخصية فقير محتاج، وبلكنة باكستانية يستعطف الناس، ويدعي أنه ينتسب إلى أهل البيت، ويضيف أنه شك في أنه يمكن أن يقوم بعمل إرهابي، خاصة أن بعضهم هدد بإغراق القطيف مؤخرا بالدماء على مواقع التواصل، داعيا إلى تفويت الفرصة على من يريد الفتنة بأهل هذه البلاد. البلدات المجاورة ولفت المواطن إبراهيم آل حسن إلى أنه هرع لموقع الحادث فورا، بعد سماع صوت الانفجار القوي، حيث سمع في البلدات المجاورة، وصراخ المسعفين للضحايا، مشيرا إلى أن الحادث أصاب الناس بالهلع، لأنها المرة الأولى التي يقع فيها مثل هذا الحادث الإجرامي. ملاحقة المجرمين وطالب عبدالرؤوف المطرود "أحد الأعيان" بملاحقة المخططين والقنوات والجهات المحرضة على الفعل الإجرامي، والتكاتف الوطني لتفويت الفرصة على الأعداء للنيل من وحدة الوطن.