وعد مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة عبدالله آل طاوي بتشكيل لجنة لدراسة أوضاع دار حماية الفتيات التابعة لجمعية أم القرى بمكة والتي تشرف عليها الوزارة، موضحًا على خلفية شكوى تقدمت بها نزيلات الدار من سوء المعاملة أن الوزارة لايرضيها التعامل مع من تكفلت بحمايتهن وضيافتهن. وأشار إلى أن الحماية لم توجد إلا لضيافة الحالات المعنفة فترة وجيزة إلى حين انتهاء مشكلتهن. وأكد أن الوزارة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال ثبت أن هناك مخالفات أو تجاوزات في الدار أو ضرر بنزيلاتها. وبحسب صحيفة المدينة اشتكت نزيلات دار الحماية التابعة لجمعية أم القرى بمكةالمكرمة تحت إشراف الوزارة من عدة امور أهمها التعامل السيئ الذي تتعرض له النزيلات من إدارة الدار ومراقباتها من ممارسة عنف نفسي وجسدي وتشويه سمعة، حيث إنهن يتعرضن للشتم الدائم. وقالت إحدى النزيلات: منذ أربع سنوات ونحن نعاني الأمرين من إداريي الدار والمراقبات والممارسات غير الإنسانية. وتضيف: رفعنا عدة شكاوى للنظر في أوضاعنا ولكن لم يتغير شيء وكل يوم يزيد سوء عما قبله. النزيلة (س) تقول: نحن نواجه عدم احتواء وتفهم من إدارة الدار ونظرة دونية لأن المديرة (ف) في كل مرة تحدث فيها مشكلة يتم تصعيدها لتصل إلى حد البلاغات الرسمية في الشرطة. وأضافت أنه أكثر من مرة تدخلت الشرطة في الدار وتم أخذ فتيات منها والتحقيق معهن في مخالفات وبعضهن تعرضن للتوقيف والسجن وبعد انتهاء مدة العقوبة رفضت الدار استلامهن إلى جانب تضررهن من المراقبات اللواتي يستخدمن الضرب والدفع معهن أحيانًا. وبدورها تشير النزيلة (خ) إلى أن التعامل يفتقر للحدود الدنيا من الاحترام فحتى الخصوصية حرمنا منها حتى إن مفاتيح شققنا تم سحبها منا وتفتيشها أكثر من مرة بدون أي حفاظ على الكرامة والخصوصية، مؤكدة أنهن معنفات ولسن متهمات وهن لجأن للدار لحمايتهن ولكي يستطعن أن يمارسن حياتهن بعيدًا عن الضغوط والعنف ليكونوا أفرادًا صالحين في مجتمعهن وبينت أن اغلبهن من الطالبات اللواتي يدرسن في الجامعات والمعاهد والكليات بمكة ويخشين على سمعتهن من أن تضر بكثرة عمل محاضر تحقيقات في الشرطة لمجرد سوء تفاهم وهذا بدوره يمكن أن يعيق حياتهن المستقبلية. أما النزيلة (ت) من بنات الدار فقالت: بتنا نخشى على مصائرنا من تسلط إدارة الدار والتي تتعامل معنا بتعسف وكل مخالفة تحول لقسم الشرطة للتحقيق معنا. وقالت والدة إحدى الفتيات من نزيلات الدار: إن دار الحماية مكان وضعته الدولة لحماية بنات الوطن ضحايا العنف الأسري وحتى تساعدهن لإيصالهن لبر الأمان وإكمال دراستهن أو تزويجهن بما يرضي الله لكن الوضع الذي حاصل هو عكس ذلك تمامًا حتى أني لا أستطيع التواصل مع بناتي وهن بنات شابات فجوالاتهن يتم سحبها بدون أي سبب متناسين أن نزيلات الدار هن بنات أسر لكن ظروف الحياة الصعبة آلت بهن إلى هذا الوضع وهن لم يتوجدن في الدار لقضاء عقوبة لكن المشكلة أن الإدارة وللأسف تتعامل مع كل نزيلة بخلفية أنها بنت معنفة ومن أسرة غير سوية ولايفضل أن يمنحوا الثقة أو حتى يعاملوا بلطف وهذه في الحقيقة نظرة قاصرة ولايمكن مع استمرارها أن تنجح مشروع وطني تكافلي للحفاظ على النساء في المملكة وحمايتهن لتسير حياتهن بشكل أفضل. إحدى الفتيات المحولات من دار الحماية في الباحة لدار الحماية بمكة تقول شتان بين الدارين فإدارة دار الحماية بالباحة كانت تعاملنا كعائلة وتراعي نفسيتنا وكان العمل في دار الحماية دؤوب ويركز على تنمية مهاراتنا وتقيم نفسياتنا ولم نعاني يومًا ما نعاني منه في دار حماية مكة ولم أتوقع أن أتلقى هذه المعاملة المسيئة ونحن في الدار ويعلم الله أننا ندعو يوميًا أن تصل أصواتنا إلى من هم مسؤولون عنا لرفع مانعاني منه، وللأسف نحن نطالب بحمايتنا ممن يحموننا.