رجل أمن يعتدي على "يتيمة" ويطرحها أرضاً في عسير" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة محلية رسالة نداء من"يتيمات" دار الحضانة الاجتماعية بأبها إلى والدهن والأب الروحي للأيتام بمنطقة الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، ناشدنه بأن يلتقينه ويستمع إليهن. وقال الموقع الالكتروني أن الفتيات طلبن منه نشر رسالة موجهة إلى سمو الأمير فيصل بن خالد وذلك لشرح معاناتهن من سوء تعامل الدار.. نص الرسالة. " سمو الأمير فيصل بن خالد.. نحن بناتك في دار الحضانة بأبها نعاني الأمرّين من سوء تعامل الدار، ولم نجد من يسمعنا أو يفهمنا.. أنت والدنا وقيل لنا بأنك تحرص على حقوقنا، ولا ترضى بأن يلحق بنا أي ظلم.. فإن كان الأمر كذلك فنناشدك كما سمعت من مسئولات الدار بأن تسمع منا ، فإن أخطأنا فيكون الجزاء بحجم الخطأ، وإن ظُلمنا فليس لنا من يدافع عنا وينتصر لنا سواك.. فهل تسمح لنا بلقائك، لتسمعنا.. ونسمعك".. ووقعن خطابهن بأسمائهم تحت عبارة "بناتك نزيلات دار الحضانة بأبها. وكان سمو أمير منطقة عسير قد تفاعل مع القضية للوهلة الأولى وحرص حفظه الله على أن يتم التعامل مع الحدث بكل شفافية ووضوح، بما يضمن عدم المساس بحقوق الأيتام وأن لا يلحق بهم أي ضرر، إلا أن اليتيمات يرين بأن لهن الحق في إيصال اصواتهن لمن يسمعها بعد أن فقدن في مديرة الدار وبعض مشرفاتها مصداقية التعاطي مع مشكلاتهن التي لم تنته منذ سنوات، وليست وليدة اليوم. وفق موقع "المناطق" الالكتروني. ما شهدته دار الحضانة الاجتماعية بأبها الأسبوع المنصرم ولازالت حتى اللحظة من مشاكل وأعمال سمّيت ب"أعمال شغب" من فتيات الدار لم يكن كما صورته مسؤولات الدار في بداية الأمر وأن عدد من الفتيات حاولن إحراق مبنى الدار ويملكن أسلحة حادة وهاجمن مديرتها، ولأن هؤلاء الفتيات لاصوت لهن ولانصير يطالب بحقوقهن، ولأن التعامل معهن لم يكن بالمستوى الذي يجب أن تعامل به فتاة ارتكبت جريمة فعلاً، فكيف بفتيات يتيمات لا أب لهن ولا أم، ومن هنا فلا يستغرب أن يكون لديهن ردة فعل على سوء التعامل والتعسف في تنفيذ القرارات ضدهن، ومن يستمع إلى شكواهن ويتفهم معاناتهم؛ ينفطر قلبه لفتيات في سن الزهور يستقبلن الحياة بلا عائل ولا ناصح ولا مرشد مخلص بعد أن فقدن الأب الموجّه والأم الراعية والأخ الحنون والمنزل الحاضن والمجتمع المعين. المعاناة التي عاشتها عدد من فتيات دار الحضانة بأبها منذ فترة طويلة تطورت مؤخراً لتنقلب حياتهن لصدام مستمر مع مسئولات الدار اللاتي يتعاملن مع فتيات يتيمات وفق قرارات إدارية بحتة، لم يشعرن معها بالرأفة والرحمة والرقي بهؤلاء الفتيات ومراعاة ظروفهن والنظر إليهن كعقول ناضجة، وأن لهن حق الرعاية الاجتماعية الكاملة بعد أن وصلن إلى مقاعد الدراسة الجامعية في تخصصات علم النفس والاجتماع ورياض الأطفال والاقتصاد والآداب وغيرها، ويرين أن لهن الحق في العيش كمثيلاتهن خارج الدار أو على أقل تقدير كمثيلاتهن في الدور الأخرى ممن حفظت حقوقهن ويحظين برعاية اجتماعية ونفسية وأسرية مميزه. كيف بدأت المشكلة؟ وكيف تطورت؟ بدأت قصة هؤلاء الفتيات عندما تم اصطحابهن إلى رحلة خارجية إلى مدينة جدة رافقتهن مشرفة اجتماعه ومراقبتين، واستأجرت لهن شقة للسكن، وحسب إفادتهن فإنه لم يكن هناك جدول واضح ومعتمد للجولات ومواقع التسوق والترفيه التي سيزرنها إلا وفق ماتقترحه المشرفة في حينه، وأن مصروف كل فتاة خمسون ريالاً فقط في اليوم، ولأنه لايوجد خطة واضحة أو جدول يومي محدد فقد كنّ يحتجن للخروج لبعض المطاعم والتسوق وذلك ما يتعارض في أغلب الأحيان مع رغبة وقرارات المشرفة مما حدا بهن للخروج في أحد الأيام لمطعم مجاور، وقد اعترفن أنهن خالفن تعليمات المشرفة في ذلك وأبدين اعتذارهن لما بدر منهن، إلا أن المشرفة وحسب روايتهن أبلغت الشرطة وحضر رجال الأمن واصطحبن فتاتين من المطعم لمركز الشرطة في مشهد سبب لهن الذعر والخوف والهلع من الموقف، وقالت الفتيات أن الضابط الذي باشر البلاغ تفهم لوضعهن وطالب المشرفة بأن يكن التعامل معهن بشكل أفضل، وأخلى سبيلهن بعد أن تأكد من عدم ارتكابهن لأي جريمة يمكن أن يحاسبن عليها، وأشارت الفتيات إلى أن المشرفة أصرت بعد ذلك على معاقبتهن وأصدرت قراراً يقضي بحجزهن ومنع خروجهن من الشقة ثلاثة أيام بعد أن تواصلت مع مديرة الدار، رغم أنهن أتين إلى مدينة جدة للنزهة والسياحة، ولم تكتفٍ بذلك بل قررت مديرة الدار إعادتهم إلى أبها وحرمانهن من المكافأة الشهرية لمدة ستة أشهر ومنعهن من الرحلات الخارجية، وقالت الفتيات أنهن يواجهن مشكلة كبيرة في الصرف على أنفسهن وجلب متطلباتهن الخاصة ومصاريف الدراسة الجامعية، خاصة وأن العام الدراسي سيبدأ الأسبوع القادم. "أعمال الشغب" قرارات مديرة الدار وفريق عملها كانت كالصاعقة على الفتيات في ظل حاجتهن النفسية والاجتماعية والمالية وعدم وجود العائل والمساعد لهن، مما اضطرهن لمناقشة قضيتهن مع مشرفة الدار مساء الأحد 21 شوال حيث أكدت عدد من الفتيات أنهن لم يكسرن باب مكتب المديرة ولم يحملن أي آلة حادة، لكنهن دخلن المكتب لمناقشة مساهدة مديرة الدار عن العقوبة التي صدرت بحقهن وحرمانهن من المصروف لستة أشهر، وسألنها من أين يجدن مايحضرن به متطلباتهن الخاصة واحتياجاتهن الدراسية، وأشرن إلى أنها رفضت النقاش معهن وطالبتهن بالخروج من المكتب وتلفظت عليهن بألفاظ نابية حسب تعبيرهن مما أخرج بعضهن عن تحملها للموقف وحملت إحداهن ملفاً كان على المكتب توقعت أنه يحوي تقارير كتبت ضدهن وخرجن به، فيما اعترفت بعض الفتيات أنهن مقابل تصرف المشرفة توعدنها بأنها ستندم على سوء تعاملها، وبعد الحادثة تقول الفتيات بأنهن فوجئن بتواجد مايفوق 50 رجل أمن وفرقة من الدفاع المدني والهلال الأحمر ومكافحة الشغب، وذلك بناء على بلاغ هاتفي من مساعدة مديرة الدار مفاده بأن عدد من الفتيات قمن بأحداث شغب وأنهن سيقمن بحرق الدار، وبناء عليه قام عدد من رجال الأمن بالدخول على الفتيات دون سابق إنذار وهن بدون حجاب ولا يرتدين إلا ملابسهن الخاصة، بهدف القبض على الفتيات اللاتي هددن بالتعدي على مديرة الدار التي لم تكن موجودة في الأصل وكانت تتمتع بإجازتها، رغم أن كل البلاغات التي رفعت ضدهن تقول أنه تم التعدي عليها، وأكدن تعدي بعض رجال الأمن عليهن في سكنهن الخاص وقالت الفتيات: "لم نجد ما ندافع به عن سترنا وأعراضنا"، وأضفن: "قام ضابط أمن (تحتفظ المناطق باسمه) بشد شعر إحدى الفتيات وضربها وطرحها على الأرض، مما تسبب في سقوطها وكشف أجزاء من جسدها وفقدانها للوعي فيما قامت أخواتها بالدفاع عنها وتعرضت إحداهن لجروح ورضوض في الرقبة، ولم يحرص أحد على متابعة ماحدث لهن، أو نقلهن للعلاج أو استصدار أي تقرير طبي يثبت الحالة، واحتفظت الفتيات بمقاطع فيديو وصور لتعدي بعض رجال الأمن عليهن صورته بعض أخواتهن الصغيرات من نزيلات الدار، وقد قامت أربع من الفتيات بنقل أختهن المصابة إلى مستشفى عسير المركزي مع سائق الدار، إلا أنهن فوجئن بملاحقة عدد من رجال الأمن هناك، ورفضت الطبيبة التي باشرت الحالة إعطاء الفتاة المصابة أي تقرير طبي، رغم وجود كدمات واضحة في جسمها، ورغم ذلك تم نقل الفتاة المصابة ومرافقاتها إلى مركز شرطة غرب أبها وتم التحقيق معهن دون وجود سجّانه وبقين هناك حتى الرابعة فجراً حيث تم إيداعهن بمؤسسة دار الفتيات وفي سجن انفرادي، رغم أن المرافقات للفتاة المصابة لم يكن لهن أي ذنب سوى مرافقتهن لأختهن إلى المستشفى، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت مديرة الدار بالادعاء على الفتيات بأنهن يتعاطين المسكرات وطالبت بإجراء الفحص المخبري لهن، وفي اليوم التالي جاءت فرقة أخرى للقبض على من تبقى من الفتيات لإيداعهن مؤسسة الفتيات إلا أنهن احتمين داخل سكنهن وأغلقن الأبواب عليهن حتى وصلت فرقة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث قام رئيس الفرقة بالحديث إلى الفتيات من خلف باب السكن وطلب منهن فتح الباب وارتداء حجابهن والخروج للحديث معهن، وقد رفضن الخروج في بداية الأمر إلا أن إصرار رجل الهيئة ووعده لهن بالأمان ساعد على خروجهن. هيئة الأمر بالمعروف: التوجيه وزرع القيم يحقق ما لا تحققه العقوبات وأوضح المتحدث الرسمي بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعسير الشيخ عوض الأسمري أنه خلال الاجتماع بالفتيات تم تذكيرهن بما هو مطلوب منهن تجاه دينهن ووطنهن وأن يكن عضوات صالحات في مجتمعهن ولبنات خير في بناء بلدهن وأن يتحلّين بالأخلاق الفاضلة ويتمسكن بتعاليم الدين الإسلامي ويراعين احترام النظام داخل الدار، ووعدن بأن يكُنّ خير متعاونات وملتزمات وأن يتحلّين بالأخلاق والاحترام، في حين اشتكت الفتيات أثناء لقائهن برجال الهيئة ومندوب هيئة التحقيق والادعاء العام امتهان حقوقهن بدخول الرجال لسكنهن وطالبن بمراعاة احتياجاتهن المادية وعدم حرمانهن من مكافأتهن والتعامل معهن باحترام وعدم التسلط عليهن. وأشار الأسمري إلى أن التعامل معهن بالنصح والتوجيه ورعاية السلوك وزرع القيم الكريمة في نفوسهن يحقق من المصالح ما لا تحققه كثير من الإجراءات والعقوبات التأديبية التي ربما قد تدفع بهن إلى الانحراف السلوكي دون جدوى، مشيراً إلى أن مشاركة الهيئة في اليوم الثاني من الحادثة انتهت بلقاء توجيهي مع كافة الفتيات ظهرن فيه الفتيات بكل أدب رفيع وأخلاق كريمة، وثمن الشيخ عوض الأسمري لهن سرعة استجابتهن لكافة الوصايا الشرعية والتوجيهية والنظامية التي تحترم مؤسستهن الاجتماعية. الفتيات: لماذا نحن متهمات "فقط".. وصوتنا لايصل.!؟.. إلا أنه لم يقف الأمر عند هذا الحد حيث واصلت إدارة الدار تصعيدها للموقف ومطالباتها بسجن أسماء معينة من الفتيات في حين وصلت مديرة دار الحضانة الاجتماعية بالرياض ولا يعلم ماهو الدور الذي كانت ستقوم به، في الوقت الذي لم تشكل فيه أي لجنة من الوزارة لبحث القضية ودراستها دراسة وافية من جميع جوانبها وفق واقع الحال وماتنص عليه لائحة الحقوق والواجبات التي تقوم عليها أنظمة الدور الاجتماعية في الملكة، وقالت الفتيات أن مديرة الدار استمرت في متابعة القضية ورمي التهم على الفتيات حتى تم إيداع سبع فتيات إضافة لسابقاتهن بمؤسسة دار الفتيات وسجن بعضهن انفرادياً، وفي الوقت الذي تتم فيه محاسبة الفتيات على ردود أفعالهن بعد انتهاك حقوقهن لم يتم سؤال أي فتاة من اليتيمات عن مالحق بها من أضرار أو الأسباب التي جعلتهن يختلفن مع مسؤولات الدار أو مالحق بهن جراء دخول رجال الأمن وانتهاك حقوقهن بشكل مشين. من أمن العقوبة أساء الأدب.. قضايا الشؤون الاجتماعية بمنطقة عسير على اختلاف أقسامها وإداراتها ليست وليدة اليوم، فمن مشكلات الإساءة للمسنين منذ سنوات وانتهاك حقوقهم والتي انتهت بتوجيه فوري بنقل دار المسنين لموقعها الجديد، إلى مشاكل دار الحماية والضيافة والتي كانت تتعامل مع المعنفات وكأنهن سجينات إلى جانب قضية الطفل اليتيم ذو الخمس سنوات والذي تعرض لإهمال وانتهاكات هددت حياته حتى أصبح في فترة من الفترات يتغذى على الأنبوب ولا يتجاوز وزنه خمسة كيلو جرامات، ثم قضايا دار الحضانة الاجتماعية، والتي تتوزع بين سوء الإدارة التي تنتج عنها عدد من المشاكل، واستغلال السلطة وتطبيق الأنظمة دون النظر إلى عدد من الجوانب الأخرى، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد بل إن مشكلات الشؤون الاجتماعية بعسير تعدت إلى سوء التوظيف والتدريب وتوزيع الوظائف على غير المختصين فمساعدة مديرة دار الحضانة الاجتماعية غير متخصصة فهي خريجة رياضيات كانت تعمل أم بديلة، وتسلمت مهام المساعدة من أول يوم تم تثبيتها على وظيفة رسمية وبدون أي خبرات، وعدد من المراقبات والأخصائيات يعمل بتخصصات تختلف عن مجال عملهن، إضافة إلى أن عدد من الأخصائيات النفسيات والاجتماعيات يعمل بمسميات ووظائف إدارية، بخلاف الفجوة الكبيرة بين المديرة العامة للإشراف النسائي بالمنطقة وعدد من مديرات الدور وبعض الموظفات؛ وعدم وجود خبرات أو دورات تأهيلية للمسئولات والمشرفات على مدى السنوات الماضية إلا ماندر. الأقسام الرجالية لم تقف بعيداً عن هذه الأوضاع وليست بأحسن حالٍ منها؛ إلا أن الأمر يختلف هنا حيث أن قدرة الرجال على أخذ حقوقهم والمطالبة بها والوقوف في وجوه المقصرين، يحفظ لهم حقوقهم؛ بعكس النساء اللاتي لايستطعن المطالبة بحقوقهن في ظل الإهمال المستمر؛ ولأنه لايوجد لهؤلاء اليتيمات من يطالب بحقوقهم وينتصر لهن. جهود رجال الأمن مشهودة.. والخطأ تصرف فردي: وجود رجال الأمن واستعدادهم للحفاظ على استتباب الأمن وحماية المواطن والمقيم نعمة تحسد عليها بلادنا الغالية في ظل الرعاية الكريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو وزير الداخلية وسمو أمير منطقة عسير حفظهم الله؛ وقد تابع سمو الأمير فيصل بن خالد ولازال يتابع كل القضايا التي تهم المواطن والمقيم في منطقة عسير وقد وجه سموه حفظه الله بالاهتمام بهذه القضية وغيرها من القضايا التي تتعلق بالشؤون الاجتماعية بشكل عام والأيتام بشكل خاص؛ وقد كان تفاعل سموه حاضراً وسريعاً عندما تعرض طفل يتيم للإهمال وزاره بنفسه في المستشفى فور علمه بحالته؛ ويتابع يومياً وبشكل شخصي العديد من القضايا التي تخص هذه الفئة التي تستحق كل الرعاية والاهتمام؛ و"المناطق" عندنا تطرح وتتبنى مثل هذه القضية فهي تنقلها من واقع مسؤوليتها الإعلامية والاجتماعية بعد أن وضعت لنفسها شعاراً بأن تكون " لسان المواطن وعين المسؤول". وحول تصرف شخص أو عدد من الأشخاص من رجال الأمن فالجميع يدرك أن ماقام به رجل الأمن في هذه الحادثة تصرف شخصي لايمثل رجال الأمن الذين يحرصون على راحة المواطن وأمنه وأمانه. http://www.youtube.com/watch?v=cfazcmJ-vLE