قد تبدو رحلته صغيرة بالنسبة لمن يراقب المشهد عن بعد، لكن الخوض في تفاصيل مشواره خصوصاً بعد أن بدأت الجماهير التعمق فيه يوضح وبشكل كبير قيمة اللاعب، لاعب المحور السابق في نادي الهلال ومن قبله الشباب وخلالهما مع المنتخب عرف من المجد ما لم يعرفه لاعبون أكملوا من سنوات الركض في الملعب ما يفوق سنوات هذا اللاعب. يحفظ التاريخ للاعب عبد اللطيف الغنام أنه أصغر لاعب سعودي حمل كأس الدوري بشارة القيادة، وعلى الرغم من أنها كانت بطولته الوحيدة في ناديه السابق الشباب إلا أنها كانت واحدة من أهم المحطات الرياضية في مشواره، بعد أن نجح مع زملائه في خطف اللقب الثمين من خصمهم الاتحاد على أرضه وبين جماهيره ليقلبوا بذلك كل التوقعات. وبحسب صحيفة الجزيرة بدأ الغنام مشواره بتمثيل المنتخب السعودي للشباب مباشرة، قبل أن يلعب أي مباراة رسمية مع الأندية السعودية، جاء ذلك خلال مشاركته في التصفيات الأولية لكأس آسيا التي أقيمت في الكويت، البداية اللافتة كان من الطبيعي أن تخطف الأنظار لذلك تنقل الغنام بين المنتخبات السعودية بكافة مراحلها السنية فمثل المنتخب الأولمبي مرتين وحقق معه كأس الخليج، كما حقق كأس الخليج مع المنتخب الأول، لكن المشهد الأكثر بروزاً في تاريخ اللاعب المعتزل كان مشاركته مع المنتخبات الثلاثة كافة في ثلاثة أشهر متتالية تنقل فيها بين المنتخب الأول والأولمبي والشباب. بعيداً عن المنتخبات كان الغنام قائداً لجيل متألق في نادي الشباب تحت إدارة الرئيس الأمير خالد بن سعد في فترته الرئاسية السابقة، وبحسب الغنام فإنَّ رئيس الشباب منحه إلى جوار شارة القيادة الثقة الكاملة وكان يستشيره في الكثير من الأمور الفنية والنفسية التي أسهمت في تعزيز دوره بين زملائه. ولأنها سنة الحياة، إضافة إلى كونها رغبة اللاعب كان من الطبيعي أن ينتقل الغنام إلى بيته الجديد نادي الهلال المفاوضات طويلة بين إدارة الشباب التي مثلها في ذلك الوقت طلال آل الشيخ مع نظيرتها إدارة الهلال بقيادة الرئيس السابق الأمير محمد بن فيصل تشعبت فصولها، لكنها انتهت بتوقيع أكبر عقد انتقال في الملاعب السعودية في ذلك الوقت ليمثل عبد اللطيف الغنام الهلال بعقد تبلغ قيمته 11 مليون ريال، تحصل اللاعب على ثلاثة منها بينما مثل المتبتقي حصة النادي. في عامه الأول مع الهلال حقق فريقه وبمشاركة عبد اللطيف كل الألقاب السعودية المتاحة لناد واحد الرسمية منها وحتى الودية، إِذْ كان الفريق الأزرق خطف لقب البطولة الودية التي أقيمت في تلك السنة تحت مسمى بطولة التضامن الوطني ضد الإرهاب، والألقاب الرسمية الثلاثة كأس الدوري وبطولة كأس ولي العهد إضافة إلى كأس الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله. وفيما يعيب البعض على الغنام كثرة غياباته عن المباريات الرسمية التي تأتي كنتيجة طبيعية للإصابات الكثيرة والمختلفة التي تعرض لها طوال مسيرته، إلا أنه في المقابل حقق من الأمجاد ما غاب عن مسيرة الكثيرين غيره. وقد برز اهتمام الرياضيين بالغنام صاحب الأخلاق الرفيعة والعلاقات الوطيدة من خلال تويتر، حيث تصدر عبد اللطيف الغنام في يوم وداعه المشهد «التويتري» فورد اسمه في تويتر خلال ثلاثة أيَّام فقط أكثر من 100 ألف مرة، بينما وجهت إلى حسابه أكثر من 60546 رسالة، فيما أعيد نشر تغريداته أكثر من 58 ألف مرة، بينما تقاسمت الجماهير التغريد عبر الوسم (الهاشتاق) المخصص لاعتزاله (#شكراً_عبد اللطيف_الغنام) ليتجاوز مجموع التغريدات الواردة 100 ألف تغريدة.