ما حذّرت منه المعلمة شريفة البلوي إحدى الناجيات من حادثة معلمات تبوك قبيل حدوث الكارثة، وقع في طريق العودة إلى تبوك وخلّف أربع ضحايا من زميلاتها المعلمات، إذ تواصلت البلوي مع زوجها في رحلة الذهاب برسالة من هاتفها النقال ب«السواق يخوف.. الله يستر منه». وتصف شريفة البلوي (37 عاماً)، والتي خرجت من مستشفى الملك خالد بعد إجراء الفحوص الطبية تفاصيل رحلة الموت المرعبة، مؤكدة أنها لم تنم في تلك الليلة بل ذهبت لعملها من دون أن يغفو لها جفن، مضيفة بحسب صحيفة الحياة : «أجبرني تهور سائق الحافلة على التواصل مع زوجي بإرسال رسالة لإبلاغه بالأمر، وتخوفي من وقوع حادثة»، موضحة أنه وبعد الانتهاء من العمل وأثناء عودتهن طلبت منهن المعلمة ليلى العنزي أداء صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم في شرما، مؤكدة أن زميلتها فوزية البلوي التي نجت من الحادثة الأليمة تعرضت لكسر في الأنف، إلا أن حالها الصحية جيدة، مضيفة: «بفقد المعلمات الأربع خسرنا زميلات عزيزات، ولا نملك لهن إلا الدعاء وأن يصبر أهلهن». من جهته، أكد علي البلوي (زوج شريفة البلوي) أن زوجته تعمل في مدرستها الحالية بالمويلح في سنتها الأولى، وقد سبق لها العمل في القطاع الخاص، وهي أم لأربعة أطفال. وجرّاء الحادثة المؤلمة، خيم الحزن على أسرة المعلمة نورة الحويطي (33 عاماً غير متزوجة)، إذ عبّر شقيقها عطية الحويطي عن حزنه الشديد لفقد شقيقته نورة، والتي انضمت إلى أخيه متعب الذي رحل قبل نحو شهر، مضيفاً: «نحمد الله على كل حال، فلم يمضِ شهر على وفاة أخي متعب الذي قُتل على يد مقيم يعمل بمحل خياطة رجالية بضربة مقص»، مشيراً إلى أنه سبق وطالب بنقل أخته الضحية لمدينة تبوك، لكن مطالبه لم تجد التجاوب من مسؤولي التعليم. وأكد الحويطي أن أخته هي العائل الوحيد لوالدتها المريضة بالسكر والضغط، وقد عملت في مدارس عدة من أجلها، كما أن مرتبها يصرف على أسرتها وشقيقاتها في المنزل، مضيفاً: «شقيقتي حينما علمت بتغيير قائد الحافلة فجأة قبل يوم الحادثة المؤلمة حاولت الغياب في ذلك اليوم، لكن مديرة المدرسة رفضت ذلك». وأشار إلى معاناة أخته المعلمة «نعيمة» التي تعمل بضباء منذ عام 1430ه، مضيفاً: «نحن نعيش على أعصابنا، فزوجها يعمل بقطاع خاص، وكثيراً ما يترك عمله لإيصال زوجته، واليوم نتلقى التعزية وغداً نعزي آخرين في ظل عدم توافر وسائل نقل آمنة». بدوره، قال زوج المعلمة أسماء العنزي إنه لدى إشعارهم بتغيير سائق الحافلة حاول إقناعها بأن يقوم بإيصالها لكنها رفضت، مشدداً على عدم التساهل في إجازة قائدي الحافلات، وضرورة اختيار الأفضل لدى الشركات الناقلة للمعلمات.