بعد عثور السلطات الأمنية الأمريكية مساء الخميس الماضي على جثة الطالب المبتعث لأمريكا عبدالله القاضي، وإبلاغ ذويه بوفاته بشكل رسمي، طفت على السطح تساؤلات حول الغموض الذي يعتري مثل هذه الحوادث وأسباب حدوثها، وما إذا كان المبتعثون السعوديون بمأمن في الخارج. أستاذ الإعلام السياسي بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض محمد البشر استعرض في تصريح ل»مكة» عددا من المقترحات والاشتراطات التي قد تقلل من مثل هذه الحوادث، مؤكدا أن عدم وجود هذه الاشتراطات ضمن برنامج الابتعاث يزيد مشاكل المبتعثين. وقال إن من أهم هذه المقترحات ألا يلتحق بالبرنامج إلا من تخرج من الجامعة، بحيث تكون بعثته للدراسات العليا، مضيفا أن السعودية تضم جامعات متنوعة التخصصات وجيدة المستوى، وخاصة في مرحلة البكالوريوس، مشيرا إلى أن الطالب بعد إكماله للمرحلة الجامعية يكون قد بلغ من العمر ما يؤهله لتحمل المسؤولية والتصرف في بلد الابتعاث. واقترح البشر أن تعاد الدورات التوجيهية التي كان يلتحق بها المبتعث سابقا قبل بعثته، قائلا «إنها كانت دورات قيمة ومفيدة تعقد في الجامعات السعودية، ويحاضر فيها علماء وأساتذة جامعات وخبراء في الاجتماع والقانون وأنظمة الجامعات، وكثير من المبتعثين في السابق أكدوا أنهم استفادوا كثيرا من هذه الدورات وسهلت لهم كثيرا من الصعوبات والعقبات التي كانت تواجههم في بلد الابتعاث». وأضاف أنه في الوقت الحاضر حيث إن الأمر خرج عن هذين الشرطين «الاقتراحين السابقين»، فقد كثر عدد المبتعثين والمبتعثات، وكان لا بد أن يواجه هذا العدد الكبير من المبتعثين بعض من المشكلات التي تتفاوت في نسبة خطرها، قائلا «هذا أمر متوقع مع تفاوت العمر ومستوى التفكير لدى هؤلاء المبتعثين، حتى لو كانت الحالات قليلة، وربما الذي لا نعلمه أكثر من الذي نعلمه». وأرجع أسباب مثل هذه الأنواع من الجرائم والمشكلات التي تقع للمبتعثين، إلى أسباب إما دينية وعرقية، أو مادية عن طريق الاستغلال والسرقة. وتابع أن على الطالب عدم التعامل مع المواقع المشبوهة في الانترنت، وعليه أن يقرأ كثيرا عن مثل هذه المواقع التي راح ضحيتها أبرياء، وأن تكون لقاءات المبتعث بالغرباء في الأماكن العامة، وأن يتوخى الحذر بألا يسير منفردا في الأماكن غير العامة، حتى لا تتعرض سلامته للخطر بدافع الاستغلال والسرقة. من جانبه، أرجع المستشار القانوني وعضو منظمة العفو الدولية إيهاب السليماني السبب الحقيقي وراء تلك الحوادث إلى نقص الثقافة والتوعية، محملا وزارة التعليم العالي المسؤولية بنسبة كبيرة. وقال السليماني ل»مكة» إنه من المفترض على وزارة التعليم العالي والملحقية الثقافية عند وصول المبتعثين أن تكون في استقبالهم لتعريفهم بأنظمة البلد وتوضيح الأمور التي يجب الحذر منها، مقترحا أن تولي الوزارة الطلاب المبتعثين الخريجين، مهمة الإشراف على الطلبة المبتدئين، إذ هم أعلم منهم بمشاكل الطلبة السعوديين هناك، مؤكدا على ضرورة النظر في مسألة قطع المكافآت عن الطلاب المبتعثين بسبب تدني درجاتهم، لافتا إلى أن قطع المكافأة قد يحول المبتعث إلى مجرم أو متسول. المقترحات 1 - اقتصار الابتعاث على الدراسات العليا. 2 - إعطاء راغبي الابتعاث دورات تعريفية كما كان سابقا. 3 - استقبال الملحقية الثقافية للمبتعث وتعريفه بأنظمة البلد وتوضيح ما يجب أن يحذر منه. 4 - وضع مشرفين من الطلاب الخريجين على المبتعثين المبتدئين. 5 - عدم قطع المكافآت بسبب تدني درجات المبتعث. أسباب المشكلات التي تقع للمبتعثين دينية وعرقية. أخلاقية. أطماع مادية. نقص الثقافة والتوعية. نصائح للمبتعث عدم المشاركة في الأنشطة التي تؤدي إلى الانتقام العنصري سواء على الانترنت أو عند حديثه وتعامله مع الناس. البعد عن مناطق اللهو خاصة في المساء. عدم التعامل مع المواقع المشبوهة في الانترنت، الإباحية منها أو الخدمية. أن تكون لقاءات المبتعث مع الغرباء في الأماكن العامة. عدم السير منفردا في أماكن غير عامة.